شوقي العيسى
ضمن سلسلة الإجتجاجات والمظاهرات التي تقام في دول العالم أمام السفارات السعودية ، احتشدت مجاميع الجالية العراقية في أستراليا من مدن ملبورن وسدني وأدلايد إحتجاجاً على فتاوي علماء الدين السعوديين ضد ابناء الشعب العراقي من الطائفة الشيعية والحث على تهديم المراقد المقدسة والتي أدت الى تفجيرات سامراء المقدسة ، وفي مشهد قلّ نظيره أن تجتمع الجالية العراقية في جو بارد ممطر وهم يهتفون وينددون بالتدخلات السافرة من قبل علماء الدين السعوديين وضد الإرهاب ومن يسانده ضد أبناء الشعب العراقي حتى أضحى الشعب العراقي بجميع أطيافه هدفاً واضحاً للإرهاب واستهدافه من المقدسات والجهاد التي تدعو لها مجاميع العلماء السعوديين وخصوصاً فتوى ابن جبرين في حرمة تشييد وبناء القبور والأضرحة مايعطي الضوء الأخضر في استهداف المراقد المقدسة العراقية كافة.بدايةً كانت الهتافات من قبل أبناء الجالية العراقية منددين بالأعمال الإرهابية بعد أن رفع الجميع العلم العراقي والعلم الإسترالي ورفع صور المراقد المقدسة في سامراء التي هدمها الإرهاب بالفتاوي السعودية.
وقد رفع المحتجون مذكرة إحتجاج سلمت الى السفارة السعودية في استراليا جاء فيها :
مذكرة الإحتجاج
تعبر الجالية العراقية في إستراليا عن سخطها واستنكارها للجرائم التي ترتكب في عموم العراق ضد الآلاف من أبناء شعبنا الأبرياء وعملية الاستهداف المتعمد للبنى التحتية ودور العبادة والرموز والشخصيات الدينية المسلمة وغير المسلمة سواء المسيحية أو الصابئة وجميع الطوائف والأقليات.
إن الجريمة الأخيرة التي أستهدفت مرقد العسكريين حفيدي رسول الله عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام انما هي جريمة ابتزاز لمشاعر المسلمين وجميع الأحرار في بقاع الأرض وليس لفئة محددة من المسلمين ، وان دلّت هذه الجريمة البشعة على شيء فإنما تدل على الحقد الأعمى والفكر الهدام الذي تتبناه العصابات الإجرامية ومن يقف وراءها. لقد لاحظ العراقيون وبخيبة أمل كبيرة ومنذ سقوط النظام الصدامي المجرم الموقف السعودي الا منصف لما يجري على الساحة العراقية ، فقد بدأ الأمر ببعض التصريحات هنا وهناك والتي عكست حالة عدم التفاعل من الجانب الرسمي السعودي لحالة التغيير في العراق وسرعان ما تحول ذلك الموقف الى حالة من التفرج وعدم الرغبة بمد يد العون. لم يدم الأمر طويلاً حتى برز الدور السعودي منحازاً لفئات محددة ضد الأكثرية في العراق حتى بات ذلك الأمر يساهم وبصورة مباشرة في حالة عدم الإستقرار والفوضى وانهار الدم والحرمات التي تستباح من قبل عصابات التكفير ومشايخ التكفير مفتقرة الى أي غطاء شرعي او أخلاقي . لا تخفى خطورة الموقف المتفجر في العراق والساحة الإقليمية والدولية وخطورة تغذية عصابات القاعدة والحركات التكفيرية وتلك الحركات ذات الفكر الديني المتطرف ويجب أن يدرك الجميع أن هذا الأخطبوط والوباء السرطاني قد يودي بالجميع ويخطئ من يعتقد أنه بمأمن.
نأمل أن تعي القيادة وصناع القرار في المملكة أن سياسة غض الظرف أو التبني المبطن لهذا الفكر لتحقيق مكاسب وتوازنات سياسية قصيرة الأمد لن تعود بالنفع لا على المملكة ولا على غيرها وانها ليست سوى سياسة انتحار جماعي {إن كان تغيير التأريخ ممكناً فالأمر ليس كذلك مع الجغرافية} أن مايجري على أرض الواقع يؤصل حالة العداء والتشنج بين شعبي البلدين الذين كانوا حتى أمد قريب شقيقين وعسى أن لا يكون الأمر غير ذلك ، هذا التبدّل المرضي في العلاقة قد لا يخدم أحداً وقد يؤدي الى أمور لا تحمد عقباها وليعلم الجميع أنّ العراقيين كالعنقـــــاء ينهضــــوم من تحت الرماد. يؤسفنا القول وبغض النظر عن تبريرات المسؤولين في المملكة وغيرها بعدم مسؤوليتهم عما يصدر عن مراكز التشريع ودور الإفتاء والخطاب الإعلامي الموجه، إلا أننا كأناس أدرى بشعاب مكة نؤكد وبيقين قاطع ان تلك المؤسسات والافراد لم تخرج عن التوجيه الضمني لصنّاع القرار السياسي. ومما أطلّت علينا به المنابر الاعلامية ومواقع الأنترنيت فتاوى الشيخ المدعو بن جبرين والذي نشر موقعه الألكتروني { وجوب هدم دورهم......} هذا الأمر حدث ويتكرر تحت مرآى الحكومة السعودية وكما معروف ان بن جبرين احد كبار رجال الافتاء ويستخدم المؤسسات الاعلامية الحكومية ولا يحمل هذا الامر سوى ترجمة صريحة لرضى الجهات المسؤولة عن مضامين تلك الافكار الهدامة. ومن المفارقات اللا مسؤولة لهذه التصرفات المزدوجة المنافقة لأناس منحوا انفسهم سلطة شرعنة القرار الديني حيث انهم يسمون اعضاء القاعدة والتكفير بالمجاهدين حين ينالون مصيرهم البائس في العراق لكنهم وبقدرة ساحر يصبحون فئة ضالة حين يكون الامر في مكان ما طالما ان المكان ليس العراق.
تطالب الجالية العراقية في استراليا أسوة بجميع الجاليات العراقية في جميع انحاء العالم الحكومة الاسترالية الموقرة والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان واليونسكو وحكومات العالم الحر للضغط على الحكومة السعودية بما يلي:
أولا: الغاء هذه الفتاوى التكفيرية الاجرامية وان تتعهد الحكومة السعودية بعدم تكرارها.
ثانياً:ايقاف المد البشري والمادي لتنفيذ العمليات الارهابية داخل العراق وفي جميع العالم.
ثالثاً : محاكمة المدعو ابن جبرين وكل مشايخ التكفير والارهاب.
رابعاً : غلق ما يسمى بالجمعيات الخيرية في المملكة السعودية التي تقوم بتمويل وغسل ادمغة من يقوم بالاعمال الارهابية في العراق وعموم العالم.
خامساً: تعويض الضحايا الذين قضوا بسبب هذه الفتاوى الاجرامية.
سادساً : احترام سيادة واستقلال العراق وعدم التدخل بشؤونه واحترام حقوق الجوار التي نصت عليها المواثيق الدولية".
الجالية العراقية – استراليا
4 تموز 2007
19 جمادي الثاني 1428
هذا وكانت المشاركة الأولى بالإحتجاج الى الحاج عقيل الشريف من مدينة ملبورن الذي قرأ مذكرة الإحتجاج باللغة الإنكليزية.
تلتها كلمة للشيخ أبا ذر البصري الذي قدم من أدلايد جاء في كلمتة " السلام على الأخوة شيعة أهل البيت "ع" الذين جاؤا الى هذا المكان ليعبروا عن مدى سخطهم على مفتي السعودية الاجير الضال المضل ، الضال لنفسه والمضل لغيره ، الذي افتى عن جهل وحقد دفين واللذين ينمان عن خسة في النسب ولؤم في الحس بهدم الضرائح المقدسة وهي فتوى جائرة ظالمة فاقدة لكل الموازين ،والأخذ بالمعايير المنطقية والشرعية"
بعد ذلك كانت هناك مشاركة بكلمة للحاج ابو محمد الكوفي من ملبورن جاء فيها" أننا نعلن استنكارنا امام سفارة التكفير والتخوين ، سفارة التفجير والمفخخات ، سفارة المشايخ الجهلة والفتاوى الصفراء ، سفارة استباحة الدماء والأعراض والممتلكات ، سفارة القرون الوسطى، سفارة البهائم البشرية ، سفارة الكيل بمكيالين في العراق وفلسطين ، سفارة القلوب الغلف ،سفارة تفخيخ جثث الأطفال والإرهاب الجسدي والفكري سفارة التدخل الفج في شؤون الآخرين ونقول لهم أن حبل الظلم قصير وان كيدهم سيرده الله في نحوركم وستندمون من فعلتكم الشنعاء ، سيحاسبكم التاريخ والأخلاق والحضارة ومنظمات حقوق الانسان والمحاكم الدولية ، لقد اهلكتم الحرث والنسل وحملتم الاسلام والمسلمين مايخجله ويخجلهم"
ثم كانت كلمة باللغة الإنكليزية الى الحاج ابو غيث الحمدي من مدينة سدني ، مندداً بالأعمال الارهابية في العراق والفتاوى التكفيرية التي تلقى دعماً من الحكومة السعودية ، مناشداً السعودية بايقاف المد الارهابي للعراق والوقوف مع العراق اسوة بوقوف المملكة مع فلسطين ولبنان، شاكراً بالوقت نفسه المسؤولين الإستراليين على مواكبتهم مع الجالية العراقية بالاحتجاج في جو ممطر وبارد ، معبراً عن مشاعر المحتجون التي اخرجتهم للوقوف والاحتجاج على المجازر التي تحدث في العراق في كل ساعة وكل حين.
بعد ذلك كانت هناك كلمة باللغة الإنكليزية للشاعر أحمد راضي من ملبورن وجه انتقاده وتنديده الى الحكومة السعودية ودعمها للارهاب وسكوتها المستمر عن الفتاوى الصادرة من مشايخ المملكة بتكفير الطوائف الاخرى مقدماً الشكر الوافي الى الجهات الإسترالية التي تنظم الاحتجاج .
https://telegram.me/buratha