بغداد ـ المجلس _المكتب الخاص
اكد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد على انّ المباحثات بين ايران وأمريكا تصب في سياق مصالح أبناء الشعب العراقي ، مشيرا الى انه كان لإيران دوماً مواقف كبرى وهامة تجاه أبناء الشعب العراقي في جهاده ضد نظام صدام خلال العقدين الأخيرين ، مؤكدا على انّ الاستقرار والثبات في العراق هو استقرار وثبات لصالح دول المنطقة ،
وردا على سؤال حول الرغبة في بقاء القوات الاجنبية من عدمها اكد سماحته قائلا نسعى بكل جهدنا لنقل المسؤوليات الأمنية وأن يتحمل العراقيون هذه المسؤولية، والحد من دور القوات متعددة الجنسية في هذا المجال، ولذلك، فاننا نطالب بالتوقيع على اتفاق أمني يحدد دور كل من القوات متعددة الجنسية والقوات العراقية في هذا المجال ، كما سلط سماحته الضوء على بعض القضايا الهامة ،
جاء ذلك خلال اللقاء الصحفي الذي اجرته صحيفة ( همشهري ) مع سماحة يوم السبت 30/6/2007 وفيما يلي نص اللقاء :
المراسل: بعد اختتام الجولة الأولى من المباحثات بين ايران وأمريكا حول قضية العراق واحتمال عقد جولة أخرى من هذه المباحثات في المستقبل القريب، ما هو تصوركم عن مدى جدية أمريكا في رغبتها لحل مشاكلها في العراق من خلال مباحثاتها مع ايران، وهل انها ترغب حقاً في ترتيب أمورها في العراق؟
سماحة السيد الحكيم: في البداية أرغب في الاعراب عن شكري وتقديري للعواطف والمحبة التي أبديتموها تجاهي، وأسأل الباري لكم التوفيق في عكس الحقيقة لأبناء الشعب الايراني العزيز والكبير. في الحقيقة، انّ الحديث عن النيّات والدوافع أمر صعب، واننا نتحدث عن الواقع وما يحدث على الأرض. انّ هذه المباحثات بين ايران وأمريكا تصب في سياق مصالح أبناء الشعب العراقي. لقد كان لإيران دوماً مواقف كبرى وهامة تجاه أبناء الشعب العراقي في جهاده ضد نظام صدام خلال العقدين الأخيرين، كما انها تحملت حرباً ضارية ومفروضة لمدة ثمان سنوات، وهناك مايزيد على (1300) كيلومتر من الحدود المشتركة بينها وبين العراق، لذلك، فانّ الاستقرار والثبات في العراق هو استقرار وثبات لها، هذا أولاً، وثانياً انّ الحكومة الحالية في العراق هي حكومة منتخبة من قبل أبناء الشعب وهي تمثلهم، وهذا الموضوع في حد ذاته في سياق مصالح المنطقة والجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب العراقي، وبناءً على ذلك، يجب أن تصب الجهود والمحاولات لصالح تحقيق الاستقرار والأمن في العراق وثبات حكومته المنتخبة. وكما يعلم الجميع فانّ أمريكا لديها تواجد عسكري وسياسي في العراق، ومن المهم جداً أن يكون هناك تفاهم وحوار بين هاتين القوتين (الجمهورية الاسلامية الايرانية وأمريكا) حول الاستقرار في العراق والعمل على ايجاد السبل الكفيلة بمواجهة التحديات الموجودة، لذلك، وللأهمية التي يحظى بها هذا الموضوع، فانّ الحكومة العراقية وعلى أعلى المستويات متمثلة برئيس الوزراء وأغلب التنظيمات والأحزاب السياسية سواء الكردية أو الاسلامية أو العربية أعربت عن دعمها لهذه المباحثات، اننا نسعى في جهودنا لعقد الجولة الثانية من المباحثات، ونأمل أن تكون هذه الجولة أكثر نجاحاً من التي سبقتها وأن تكون آثارها ونتائجها لأبناء الشعب العراقي ملموسة أكثر من ذي قبل.
المراسل: في ظل الأوضاع الحالية في العراق، هل ترغبون في استمرار التواجد الأمريكي في العراق، أم تعتبرون خروجهم منه يصب في صالح العراق؟
سماحة السيد الحكيم: اننا كباقي شعوب العالم لا نرغب في استمرار تواجد القوات الأجنبية في بلدنا، إذ انه يجب منح الثقة والاعتماد التام على العراقيين في توفير الأمن والاستقرار في النهاية، ونتصور انّ هناك العديد من الأخطاء قد ارتكبت في هذا المجال أثرت على الأوضاع غير الآمنة الحالية، لقد سعينا بعد سقوط نظام البعث لإنهاء احتلال العراق، وعملنا بصورة منظمة في هذا السياق، حتى نجحنا في تحديد جدول زمني لإجراء الانتخابات وتشكيل حكومة دستورية، وهو ما ورد في قرارات مجلس الأمن أيضاً. أما اليوم، فاننا نسعى بكل جهدنا لنقل المسؤوليات الأمنية وأن يتحمل العراقيون هذه المسؤولية، والحد من دور القوات متعددة الجنسية في هذا المجال، ولذلك، فاننا نطالب بالتوقيع على اتفاق أمني يحدد دور كل من القوات متعددة الجنسية والقوات العراقية في هذا المجال، وذلك تمهيداً لإنهاء دور القوات والاعتماد بصورة كاملة على الطاقات والامكانات العراقية العالية. وهنا أود التذكير بأنّ الارهابيين قدموا أكبر خدمة لإستمرار تواجد القوات الأجنبية في العراق. ونشهد اليوم وبحمد الله انّ العراقيين قد تحملوا بعض المسؤوليات الأمنية في بعض محافظات العراق، ونأمل أن يأتي ذلك اليوم الذي يتحمل فيه العراقيون المسؤولية الأمنية لكافة محافظات العراق، وأن نشهد خروج القوات الأجنبية من العراق، وهو ما يصب في صالح العراق والمنطقة والعالم.
المراسل: ماهي الآثار التي تتركها قضية اعتقال الدبلوماسيين الايرانيين على المباحثات بين أمريكا وايران؟ وماهي الجهود التي بذلها المجلس الأعلى للافراج عن الدبلوماسيين الايرانيين؟
سماحة السيد الحكيم: لقد بذلنا جهودنا منذ اليوم الأول مع كافة الفئات والجهات المخلصة للعراق ومع كبار مسؤولي الحكومة للافراج عن هؤلاء الأعزاء، وفي الحقيقة، فاننا نأسف ومتأثرون بسبب استمرار اعتقال هؤلاء الأعزة رغم كل الجهود المبذولة للافراج عنهم، ونأمل أن يتم الافراج عنهم في أقرب فرصة ممكنة ويعودوا إلى عوائلهم.
المراسل: هل تنوي أمريكا من خلال مباحثاتها مع ايران رفع مستوى تأثيرها الاقليمي أم خفض مستوى التأثير الاقليمي لإيران؟
سماحة السيد الحكيم: الهدف المعلن هو المشاركة في تثبيت الأمن وإعادة الاستقرار إلى العراق.
المراسل: ما هو برأيكم السبب الكامن وراء اتهام أمريكا لإيران بالتدخل في الشؤون العراقية؟
سماحة السيد الحكيم: الاتهامات الأمريكية للجمهورية الاسلامية الايرانية ليست شيئاً جديداً، وكما هو معلوم فانّ العلاقات بين البلدين خلال السنوات الماضية كانت مقرونة بالتوتر، ومع الأسف فاننا نشهد هذه الاتهامات في مناطق مختلفة، ومنها العراق. لقد طلبنا من الأمريكان أن يعطونا مستمسكاتهم وأدلتهم لما يطرحوه من اتهامات، لكن هذا لم يتحقق لحد الآن، اننا نأمل أن تصل المباحثات إلى نتائج مثمرة، وأن تنتهي حالة كيل الاتهامات وأن نشهد دوراً أكثر ايجابية لايران في الأمن والاستقرار في العراق.
المراسل: المجلس الأعلى الاسلامي العراقي هو أقرب الفئات السياسية العراقية لإيران، كما يملك هذا المجلس علاقات ودية وحسنة مع عدو ايران الأصلي أي أمريكا، ولذلك يحق لإيران أن يكون لديها بعض القلق من هذا الجانب، كيف يمكن لكم حل هذا التعارض؟
سماحة السيد الحكيم: لقد بنى المجلس الأعلى الاسلامي العراقي سياسته دوماً على ثلاثة مبادئ، وهي المبدئية والواقعية والشفافية. لقد سعينا في حوارنا مع الأمريكان دوماً أن نبيّن لهم ما نعتقده ونتصوره من حقائق وواقعيات، ونسعى أن يصب التقارب بين ايران وأمريكا في سياق المصالح الوطنية للعراق والمنطقة والجمهورية الاسلامية الايرانية.
المراسل: المصادر الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة قدرت أضرار ايران في الحرب المفروضة بما يبلغ 2ر97 مليار دولار، لكن بعض المصادر غير الرسمية قدرتها بما بلغ حوالي 1000 مليار دولار. وبما انّ دولة الكويت تستلم حالياً خسائرها من عائدات تصدير نفط العراق عن الأضرار التي تحملتها جراء هجوم صدام عليها، ألا تريد حكومة العراق التعويض عن الخسائر التي أصابت ايران؟
سماحة السيد الحكيم: هذا الموضوع يجب أن يطرح في المباحثات التي تجري بين البلدين، وانّ الحكومة العراقية تسعى دوماً لحل كافة المسائل والقضايا العالقة منذ زمن النظام السابق مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.
المراسل: كان الشهيد السيد محمد باقر الحكيم يؤكد انّ المجلس الأعلى لا يهدف إلى تأسيس نظام اسلامي شبيه بايران في العراق، لكن الائتلاف العراقي الموحد يتخذ اليوم اجراءات تصب في سياق ايجاد نظام اسلامي يشبه ايران، هل انّ الزعماء الاسلاميين في العراق لديهم خطة محددة في هذه المجال؟ وإذا كانت هذه الاجراءات صحيحة ، فما هو السبب في ذلك، هل هو وجود أرضية مناسبة في داخل العراق ورغبة شعبية لإيجاد مثل هذا النظام أم انه استنساخ واقتداء بايران؟
سماحة السيد الحكيم: انّ العراق لديه اليوم دستور متكامل يشرح الأطر والهيكلية الخاصة بالحكومة ومؤسسات الدولة والحريات العامة وحقوق المواطنين وشكل النظام وغير ذلك، وقد حظي هذا الدستور بموافقة الأغلبية المطلقة لأبناء الشعب العراقي بشيعتهم وسنتهم وكردهم وتركمانهم وآشورييهم وباقي الطوائف والقوميات والمذاهب التي تشكل النسيج الاجتماعي للشعب العراقي، وانّ جهودنا ومساعينا تتحرك لتنفيذ ماورد في هذا الميثاق الاجتماعي.
المراسل: المحتلون يتهمون ايران بأنها خصصت أربعاً من مؤسساتها للشأن العراقي، وهي حرس الثورة ووزارة الأمن والمجلس الأعلى للأمن القومي ووزارة الخارجية، ماهو رأي المجلس الأعلى في عمل الجهاز الدبلوماسي والأمني الايراني في العراق؟
سماحة السيد الحكيم: لم أسمع بهذه الاتهامات.
المراسل: وسائل الاعلام العربية والغربية تتهم ايران بأنها تقوم بتدريب جيش المهدي التابع للسيد مقتدى الصدر والتعاون معه، كما انّ حزب الله لبنان يعتبر العراق ساحة جيدة لممارسة تدريباته عليها، هل انّ الاتهامات الموجهة من وسائل الاعلام الغربية لإيران وتعاونها وتعاملها مع تنظيمي حزب الله لبنان وجيش المهدي صحيحة أم لا؟
سماحة السيد الحكيم: من الأفضل توجيه هذا السؤال للسادة المسؤولين في هذا الشأن.
المراسل: هناك عدد كبير من الزوار الايرانيين مسجونين حالياً وفي ظل ظروف سيئة في سجون العراق، لقد توجه هؤلاء إلى العراق للزيارة وخلال الفترة التي لم تكن هناك سيطرة وسلطة على الحدود، حيث ألقت الشرطة القبض عليهم، ماهي الاجراءات التي اتخذتها الحكومة والمجلس الأعلى الاسلامي العراقي (الذي يلعب دوراً حيوياً فيها) للعفو والافراج عن هؤلاء السجناء؟
سماحة السيد الحكيم: لقد بذلنا جهوداً كبيرة للافراج عن هؤلاء المعتقلين، وقد عاد عدد كبير منهم إلى وطنه، وهذه الجهود مستمرة، لكن قضية الدخول غير الشرعي عبر الحدود القانونية قضية مستمرة أيضاً، وهذا الأمر يخلق مشاكل للحكومة العراقية، ولذلك يجب أن يكون هناك تعامل وتعاون بنّاء بين شعبي وحكومتي البلدين لإشاعة ثقافة زيارة العتبات المقدسة بالطريقة الصحيحة، اننا من جانبنا يجب أن نستمر في جهودنا للافراج عن هؤلاء الأعزة، ولحسن الحظ فانّ المسؤولين العراقيين لديهم تصور صحيح عن الموضوع وهو يدعمون حله.
المراسل: أبواب الحرمين الشريفين في الكاظمية وسامراء مغلقة، ليس حسب على الزوار الايرانيين بل على الزوار العراقيين ايضا، وقد تم تخريب أحد هذين الحرمين أيضاً، ماهي الاجراءات والخطط التي أعدتها الحكومة العراقية لإقرار الأمن وإعادة اعمار هذين الحرمين؟
سماحة السيد الحكيم: الروضة الكاظمية المقدسة كانت ومازالت مفتوحة، ويتشرف الزوار العراقيين بزيارة هذا الحرم الشريف كل يوم، كما تقام صلوات الجمعة والجماعة فيها دوماً. المشكلة الحقيقية هي الوضع الموجود في الحرم الشريف بسامراء، حيث طالبنا بشدة بتشكيل قوات خاصة للحفاظ على الحرم الشريف ومدينة سامراء، كما انّ عمليات اعادة اعمار الحرم يجب أن تبدأ في أسرع وقت ممكن. كما خرجت الخميس الماضي مظاهرات شعبية كبيرة في النجف الأشرف تطالب بتحقق هذا الأمر، كما اتخذت الحكومة العراقية تدابير واجراءات في هذا المجال، نأمل أن تتحقق في أقرب وقت ممكن.
المراسل: لقد حذفت كلمة (الثورة) من اسم المجلس الأعلى الاسلامي العراقي خلال المؤتمر الأخير الذي عقده المجلس. ما هو السبب الكامن وراء هذا الاجراء؟
سماحة السيد الحكيم: كلمة (الثورة) لدينا تعني التغيير، كما انّ المجلس الأعلى قام بنشاطات كثيرة في سياق تغيير نظام صدام، وحقق أحد أهدافه المهمة وهي تغيير نظام البعث، وتم إرساء المعادلة السياسية الجديدة في العراق بالعودة إلى آراء الناس، كما لعبت آراء الشعب دوراً أساسياً في المصادقة على الدستور واجراء انتخابات حرة وشعبية وتشكيل حكومة قانونية. لذلك فانّ التي الثورة تعني التغيير قد تحققت، وانّ الاستمرار في استعمال هذا الاصطلاح في عراق يتمتع بالدستور المصادق عليه من قبل أبناء الشعب قد يؤدي إلى ايجاد تصورات خاطئة واستنباطات سيئة.
المراسل: ماهي المصادر المالية للمجلس الأعلى؟ خاصة انّ هذا المجلس يملك حالياً قنوات تلفزيونية وإذاعية ونشرات وصحف وغيرها في العراق؟
سماحة السيد الحكيم: بالدرجة الأولى، المحسنون العراقيون في الداخل والخارج، ذلك انّ المجلس الأعلى إنّما يمارس نشاطاته خدمة لأبناء الشعب العراقي، ولذلك فانّ الشعب العراقي يضع ثقته الخاصة بالمجلس، وهو يملك قاعدة مليونية في البلد، حيث تشير الاحصاءات الخاصة بالآراء الانتخابية انه يملك أكبر تنظيم سياسي شعبي في العراق.
https://telegram.me/buratha