المركز الاعلامي للبلاغ – خضر الياس
تحدث سماحة السيد صدر الدين القبانجي امام وخطيب جمعة النجف الاشرف في بداية خطبته العبادية لصلاة الجمعة اليوم في الحسينة الفاطمية الكبرى في النجف الاشرف عن ذكرى استشهاد السيدة الطاهرة (ام البنين فاطمة بنت خزام الكلبي (عليها افضل الصلاة والسلام) ، حيث اكد سماحته ان للسيدة الطاهرة ام البنين مكانة وموقع خاصة لدى شيعة العراق حيث امتازت بخصال عظيمة وامتيازات مشرفة منها "الوعي والصبروالتضحية والمواساة" وهذه الامتيازات تجسدت بهذه السيدة العظيمة خلال مواكبتها لمسيرة الثورة الحسينية المطهرة من بدايتها الى نهايتها .
واضاف السيد القبانجي ان: "هذه العناصر من الامتيازات التي نحن بحاجة اليها اليوم، وقد امتاز العراقيون بها وخاصة شيعة ال البيت الاطهار (عليهم الصلاة والسلام) حيث كانوا ولازالوا لديهم الوعي والتضحية والصبر والمواساة".
اما في خطبته السياسية فقد تحدثت سماحته عن حديث (ذكرى ثورة الـ20 ) مؤكدا في حديثه ان: "ثورة الـ20 المباركة لما كان لها من جوانب تخليدية للقوة والموقف البطولي للعراقيين عامة ولشيعة آل البيت خاصة، حيث كان للثورة هدفين رئيسين هما طرد الاحتلال البريطاني وتغيير النظام الطائفي القائم ولكنهم لم يطالبوا بتغيير النظام السياسي القائم انذاك وهذا هو الخطأ الذي وقع به العراقييون سابقا حيث رجع رجال الدين والعشائر العراقية الى حالها الاعتيادي وكان قرار المرجعية الدينية ان لا تتدخل".
مضيفا في حديثه: "الا ان كلا الامرين فشلت الثورة في تحقيقهما حيث ان الهدف الاول لم يتحقق وبقي الاحتلال البريطاني لغاية عام 1932 ثم استمر باشكال اخرى في البقاء حتى ظهور البعثيين حيث بقي العراق مستعمرا".
واضاف السيد القبانجي بقوله: "اما تغيير الحكم الطائفي في العراق فشل ايضا حيث كان العراق محكوما بنظام طائفي عثماني مقيت وتغير الى حكم طائفي بوجه عربي استمر الى غاية سقوط نظام صدام حيث خرج الاستعمار من الباب ودخل من الشباك والطائفية تغيرت من العثمانيين ولبست ثوب العرب البعثيين".
ويؤكد السيد القبانجي ان: "الخطأ الذي وقع فيه العراقيون سابقا يجب ان لايتكرر اليوم، فقد كان تغيير عام 2003 بقيادة المرجعية الدينية وهي رائدة هذا التغيير الحقيقي حيث اصرت على موقفها العظيم بتغيير النظام السياسي القائم واستبداله بنظام سياسي غير فئوي وغير طائفي ومتعدد يشمل كل العراقيين بمختلف طوائفه واديانهم وليس حكم الشخص الواحد... بل بارادة حرة لكل الشعب فكانت الانتخابات وهي خطوة جاءت من هدى المرجعية الدينية الشريفة".
واكد السيد القبانجي في خطبته اننا: "اليوم نعمل على هذا الاساس ونصبر ونقدم التضحيات مع العلم ان هذا الامر واجهنا فيه تداعيات كبرى ايجابية منها وسلبية"
الايجابية منها: "العمل على ان يشارك الجميع في هذه التجربة، حيث اليوم تسعى الكيانات السياسية الكبرى في العراق الى ايجاد تحالف قوي (سني – شيعي – كردي ) وهناك خطوات متقدمة في هذا المجال.
اما التداعيات السلبية لهذه المسيرة فهي: "تدافع الارهاب الداخلي والخارجي، ومنها التفجير الذي طال فندق المنصور والذي راح ضحيته بعض شيوخ محافظة الانبار، ونحن من هنا – الكلام للقبانجي – نواسي ونعزي اهل الانبار بشهادة شيوخ العشائر ونؤكد ان تصدي عشائر الانبار لللارهابيين والتكفيريين يعتبر نقطة بيضاء في تاريخ الانبار وهذا يؤكد خطابنا السابق والذي اكدنا فيه ان الارهاب لايفرق بين سني او شيعي.
تحالف البعثيين والطائفية: "فقد خسر هؤلاء الاثنين بعد سقوط نظام صدام وحين تم اقرار اعدام صدام خرج رئيس هيئة علماء المسلمين حارث الضاري (والذي كان خلال حكم نظام صدام ملحقا ثقافيا للعراق في باكستان) خرج ليقول ان حكم الاعدام غير شرعي، ثم اصدار الحكم على مجرمي قضية الانفال الذين قتلوا – وباعترافتهم – اكثر من 182 الف انسان عراقي كردي وايضا اصدرت هيئة علماء المسلمين بيانا اكدت فيه ان الحكم الصادر على هؤلاء غير شرعي... فهذه الامور هي تداعيات مسيرتنا الصحيحة لاننا نريد اقامة نظام سياسي جديد في العراق".
مضيفا: "اننا العراقيون اليوم مصممون – خاصة شيعة ال البيت في العراق – على ان لاتتكرر اخطاء ثورة الـ20 ، والمرجعية الدينية اليوم رسمت لنا الخطوط العريضة لهذه المسيرة ونحن مستعدون للتضحيات في سبيل تلك المسيرة".
اما فيما يخص الاوضاع مدينة النجف المقدسة فقد اكد السيد القبانجي بقوله حول تلك الاوضاع:
بعد ملاحقة الارهابيين في مدن العراق الساخنة (بغداد، ديالى، الانبار، الموصل) وضيق الخناق عليهم التجؤا الى هنا وهناك وقد دخلت مجاميع منهم الى النجف حيث قامت بعمليات اغتيال طالت العديد من المواطنين او المسؤوليين الامنين في المدينة ونحن نؤكد ان: "هناك مخطط لزعزعة امن المدينة المقدسة وهؤلاء هم شبكة منظمة للاغتيالات وهي نتيجة طبيعة لتكوينهم لانهم شعروا بالهزيمة والملاحقة فالتجؤا الى هذه الاساليب التي الهدف منها اشغال الاجهزة الامنية بعمليات الاغتيال هذه للتخطيط للقيام بعمليات ارهابية كبيرة وهم حمقى في ذلك لانهم كشفوا كل خطوطهم".
واضاف السيد القبانجي ان: "الهدف من وراء هذه الاعمال التخريبية هو اسقاط تجربة النجف الاشرف الناجحة والمتألقة اعماريا وسياسيا وامنيا".
وطالب السيد القبانجي الاجهزة الامنية بالمدينة المقدسة بان: "تقف بحزم بالغ ازاء هذا المخطط والسعي الى كشف هؤلاء المجرمين وعدم المسامحة مع هؤلاء المجرمين وعدم المحاباة السياسية مع من تثبت عليهم التهم لان التغاضي عن هؤلاء يعني فشل الاجهزة الامنية في القيام بواجبها المقدس تجاه المدينة واهلها ويجب على كل الكيانات السياسية ان تتبرأ منهم واذا لم تتبرأ منهم فستضع نفسها في موقف الاتهام معهم ".
https://telegram.me/buratha