بغداد ـ المجلس_المكتب الخاص
اكد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد على انناحين نتحدث عن ثورة العشرين علينا ان لا ننسى دور المرجعية الدينية التي كانت محور الحدث وقيادته والقوة التي استطاعت توحيد العراقيين بكل مكوناتهم من السنة والشيعة والكرد والتركمان وحركتهم جميعاً من اجل القضية الوطنية
فيما اشار الى ان النظام السياسي الذي قام بعد سقوط النظام الصدامي الدكتاتوري هو نظام ينتمي الى ارادة الشعب العراقي وتضحياته، مشيرا الى ان اولى الناس بالدفاع عنه وصيانته هم العراقيون انفسهم ، كما شدد سماحته على ان الانتخابات وصناديق الاقتراع هي الطريق الصحيح الوحيد للوصول الى السلطة، مؤكدا على ان الاستقرار هو الاساس للتنمية وتوفير الخدمات والبناء والاعمار . اضافة الى بعض القضايا المهمة الاخرى التي سلط سماحته الضوء عليها . جاء ذلك في الكلمة القيمة لسماحته والتي القاها نياية عنه سماحة السيد عمار الحكيم في مؤتمر العشائر العراقية الذي عقد بمناسبة ذكرى ثورة العشرين في النجف الاشرف صباح السبت 30/6/2007 . فيما يلي نصها :
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله ب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق اجمعين وخاتم الانبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ايها السادة الحضور ورحمة الله وبركاته.
في البداية ابارك لكم هذا الاجتماع العظيم المبارك انشاء الله متمنياً ان يكلل بالنجاح، وكم كان بودّي ان اكون حاضراً معكم والى جانبكم، ولكن ما انا فيه حال دون حضوري في مثل هذه المجالس التي احبّها لانها مجالس الخير والوحدة والمحبة، واقول كما قال السيد الحبوبي رحمة الله عليه:
لاتقولوا صدّ عناّ وجفا ........... عندكم روحي وعندي بدني.ايها الاخوة الافاضل:
اننا اليوم حين نجتمع بمثل هذه المناسبة العظيمة، وهي مناسبة ثورة العشرين، علينا ان نستذكر الدروس والعبر التي اسفرت عنها هذه الثورة العظيمة في تاريخ العراق، فقد حققت الاستقلال وجاءت بالحكم المدني النيابي، ولكن النظام السياسي الذي قام على اعقاب الثورة لم يكن وفيّاً للجهود والتضحيات الكبرى والعظيمة التي بذلها العراقيون في سبيل تحقيق الاستقلال، واخذ هذا النظام بالتدريج بالتحول نحو واحدة من اكثر المظاهر ظلماً للاكثرية العراقية، وهو مظهر الطائفية، ومن يدرس تاريخ العراق خلال العقود الثمانية الماضية يدرك حجم الظلم الذي لحق باتباع اهل البيت (ع) والاكراد والتركمان وبقية الطوائف والقوميات الاخرى واعتمدت معادلة ظالمة يمكن تلخيصها بان يحكم العراق بديكتاتور يعتمد سياسة الاضطهاد والابادة القومية والطائفية في العراق وهم الذين كانوا حطب الثورة ونارها، ولعل من ابسط مظاهر هذا الظلم اننا لانجد شارعاً في بغداد اطلق عليه اسم أي واحد من ابطال الثورة، الى غير ذلك من مظاهر الظلم الني لا نريد هنا ان نقدم استعراضاً تفصيلياً بها.
وانتم اليوم شيوخ وابناء نفس العشائر التي بنت استقلال العراق، تتحملون مسؤولية كبيرة وعظيمة في المحافظة على هذا النظام الذي دفعنا جميعا اثمانا باهضة من الارواح والجهود والمعاناة وتحملنا في سبيل تحقيقه ما لم يتحمله أي شعب من الشعوب من الاضطهاد والظلم والآلام ، وقد كنّا وكنتم شهوداً على ما فعله النظام الصدامي من الجرائم ضدكم وضد كل العراقيين، وما تحقق اليوم لم يأت من فراغ وانما هو حصيلة تضحيات وجهود كل الخيّرين الذين سبقونا .
وحين نتحدث عن ثورة العشرين علينا ان لا ننسى دور المرجعية الدينية التي كانت محور الحدث وقيادته والقوة التي استطاعت توحيد العراقيين بكل مكوناتهم من السنة والشيعة والكرد والتركمان وحركتهم جميعاً من اجل القضية الوطنية والمصيرية، واليوم نعيش ظروفاً تشبه في بعض جوانبها الكثير من ظروف ثورة العشرين، وعلينا اليوم ان نجدد عهدنا مع المرجعية الدينية التي وقفت على طول الخط لصالح قضايا شعبنا وتحملت في سبيل ذلك الكثير من المعاناة وقدمت العظيم من التضحيات التي يستذكرها شعبنا على الدوام.
ان النظام السياسي الذي قام بعد سقوط النظام الصدامي الدكتاتوري هو نظام ينتمي الى ارادة الشعب العراقي وتضحياته، وان اولى الناس بالدفاع عنه وصيانته هم العراقيون انفسهم، وان المجتمع العراقي مجتمع عشائري ولذلك كما هو معلوم ان امالنا وامال العراقيين معقودة عليكم انتم يا شيوخ وابناء العشائر العراقية الغيورة، ومن هذا المنطلق ندعوكم الى تكثيف جهودكم من اجل انجاح مشروع مجالس اسناد الحكومة في المحافظات، فهذه المجالس اذا قامت على اساس الدفاع عن المشروع الوطني، وبعيداً عن الحساسيات والمصالح الشخصية فأنها ستكون صمام الامان لنظامنا السياسي الوليد وهو يواجه التحديات الكبيرة التي تعرفونها وايضا ان تبذلوا قصارى جهودكم في حفظ الامن في مناطقكم وعدم السماح لاي جهة أو مجموعة بالمس بأمن الناس أو المجتمع فان الاستقرار هو الاساس للتنمية وتوفير الخدمات والبناء والاعمار ومن هنا اكدنا على ضرورة تشكيل اللجان الشعبية من ابناء المناطق والمدن لمساعدة الحكومة في تحقيق الامن والاستقرار.
اننا ايها السادة دعاة الحرية، والوحدة والعدالة، ودعاة المشاركة الحقيقية ودولة القانون، ودعاة السلام وحسن الجوار، ودعاة البناء والتطور والتقدم، وهذه الامور تحتاج منا جميعاً الى ادراك الهدف النبيل الذي نسعى اليه وهو يتطلب منا التضحيات، وعلينا ان ندرك ان اول ما نضحي به هو مصالحنا الشخصية وهذا هو الذي فعله رجالنا الماضون من اجل بناء العراق.
لقد مرت علينا قبل ايام قليلة جريمة كبرى جديدة ارتكبها الصداميون البعثيون والتكفيريون تمثلت بتفجير منارتي الامامين العسكريين عليهما السلام، واننا هنا نجدد دعوتنا الى الحكومة العراقية بضرورة الاسراع بانجاز ثلاثة امور ملحة، هي: تأمين الحماية لطريق سامراء، واعمار المرقدين الشريفين، ومحاسبة المقصرين.
اننا ننبذ الطائفية بكل اشكالها مع اعترافنا بحق المذاهب والاديان بممارسة حقها الطبيعي في عباداتها وشعائرها، وندين بشدة أي عدوان على الاخرين لاسباب طائفية أو عرقية، لان مثل هذا العدوان هو اعتداء على تعاليم الاسلام التي تدعو الى التسامح، وهو كذلك اعتداء على الوحدة الوطنية العراقية.
اننا ندعو الى مكافحة الارهاب وضرب حواضنه اينما كانت في ارض العراق، ونرفض وندين أي محاولة للتستر على الارهابيين تحت أي عنوان من العناوين، فهؤلاء المصرّين على قتل العراقيين لا ينتمون باهدافهم وحركتهم وطموحاتهم الى اهداف وطموحات العراقيين بل هم اعداء العراق، ونحن نعتقد ان من يقدم الدعم لهم مهما كان هو شريك لهم في جرائمهم ضد العراقيين.
ان الحكومة الحالية تواجه تحديات كبيرة ومن هذا المنطلق اعلنّا منذ البداية دعمنا لها، ووقفنا ومازلنا نقف الى صفها في مواجهة التحديات، ولكننا في الوقت ذاته نقف مع مطالب شعبنا وندافع عنها، ومن اجل ذلك نذكّر دائماً بضرورة تقديم الخدمات لشعبنا العظيم المضحي، والمحافظة على امنه واستقراره وملاحقة العابثين بهذا الامن من أي جهة كانوا لاننا نعتقد ان امن المواطن وكرامته وروحه من المقدسات التي يجب على الجميع احترامها وعدم التعدي عليها .
ان الانتخابات وصناديق الاقتراع هي الطريق الصحيح الوحيد للوصول الى السلطة، وهذا ما اقره الدستور ـ وهذا ما يريده العراقيون بعد ان جربوا ستة عقود من الانقلابات الدموية التي سحقت كلمة العراقيين وغيبت ارادتهم، والعراقيون اليوم اكثر من أي وقت مضى يدركون مصالحهم جيدا وهم يرفضون كل التحركات التي تحصل هنا وهناك للقفز على الشرعية الدستورية ومصادرة حرية الشعب العراقي في الاختيار.
اننا نقدم النصيحة لكل من يفكر بالوصول الى السلطة عن غير الطريق السلمي والشرعي للسلطة الى الاندكاك مع مصالح الشعب والعمل على الانسجام مع هويته وطموحاته، فهذا الشعب لايجامل احدا وانما هو يعطي رايه وحبه وولاءه لمن يعمل من اجله ويسهر على مصالحه.
وختاماً اتقدم اليكم جميعا بالشكر الجزيل على حضوركم وآمل من العلي القدير ان يحفظكم، وان يحفظ العراق من كل مكروه، و ان يرحم شهداؤنا الابرار سيما شهيد المحراب أية الله العظمي السيد محمدباقر الحكيم (قدس سره) .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السيد عبد العزيز الحكيمرئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقيورئيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد30/ حزيران/ 2007
https://telegram.me/buratha