الأخبار

سماحة السيد عمار الحكيم لكريستيان ساينس مونيتور: لا يوجد أي توجيه من المجلس الأعلى لمن ينخرط من المجلس وبدر في الدولة غير الالتزام بمهنية المنصب ووطنيته

1675 23:10:00 2007-06-25

أجرى مراسل صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور " لقاءا صحفيا مطولا مع سماحة السيد عمار الحكيم وذلك في مكتب سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد ، في بغداد حيث تناول اللقاء آخر المستجدات في البلاد والمنطقة أضافة الى المواضيع الساخنة الاخرى .. وفيما يلي نص المقابلة ...

المراسل / اولاً نشكر سماحتكم على اتاحة هذه الفرصة للقاء بكم ، وندخل في الحديث مباشرة بخصوص جريمة تفجير مرقد العسكريين في سامراء هل اتضحت اية معلومات جديدة عن ملابسات الحادث ، لان الحكومة ذكرت ان هذا التفجير نفذ من قبل المجموعة التي كانت تحمي المرقد ؟

سماحة السيد عمارالحكيم / حتى هذه اللحظة لم تتضح نتائج التحقيق النهائية في هذا الموضوع ولكن ما تبين فيما بعد ، انه كان هناك ثمة معلومات استخبارية ، أٌخبرت بها السلطات الامنية في الحكومة العراقية ، تكشف عن وجود نية لهذا الاستهداف ، وهناك مراسلات رسمية بهذا الخصوص ، ومع ذلك لم يرتب اثر ، وهذا الامر هو الذي جعلنا نسجل موقف العتاب على المؤسسة الامنية العراقية ، لانها لم تتحمل مسؤولياتها بشكل كافي في توفير متطلبات الامن لهذا المرقد المقدس وما يمثله من رمزية مهمة للمسلمين بل والعراقيين جميعاً في بعده الحضاري والتاريخي والديني ، لانه لايخص طائفة محددة او جماعة معينة ، فكان ينبغي ان يكون هناك اهتمام اكبر من اجل توفير الامن له ، اذن فالحكومة العراقية مسؤولة وبحسب الدستور عن الحفاظ على المراقد المقدسة ودور العبادة ، وهذا الامر لم يتحقق بشكل مناسب مع الاسف الشديد .

المراسل / سماحتكم تحدث عن معلومات استخبارية ، هل من الممكن ايراد توضيح اكثر عن ماهية هذه المعلومات ؟

سماحة السيد عمارالحكيم / تبين ان هناك جهات في الدولة العراقية ومنها جهاز المخابرات الوطني ولجنة الامن والدفاع في مجلس النواب وهما جهتان اساسيتان لهما صلة بالشان الامني اخبرتا عن احتمال تعرض المرقد المقدس الى استهداف اخر ، فلو كان قد توفرت لديهما معلومات بهذا الخصوص وقدموا معلوماتهم للجهات المختصة في الحكومة العراقية في وقت مبكر وكان المفروض ان تؤخذ هذه المعلومات بنظر الاعتبار ويرتب عليها اثراً .

2المراسل / من كان المسؤول عن حماية المراقد المقدسة ؟

سماحة السيد عمارالحكيم / المسؤول المباشر الواضح ان هناك العديد من قوات الامن العراقية والتي تعنى بالحماية المباشرة بالمرقد ،ولكن نحن نفهم هذه القضية من زاوية اعمق ، فالحكومة العراقية يجب ان تتحمل مسؤولياتها بصورة اكبر في هذا الموضوع ، والقوات المتعددة الجنسيات وبحكم القرارات الدولية ، هي ايضاً مسؤولة عن مساعدة الحكومة العراقية في توفير الامن في البلاد ، اذا فهذه هي الجهات المسؤولة، عن تحقيق الامن والحيلولة دون وقوع هذه الاحداث .

المراسل / هل يعتقد سماحتكم ان الحكومة العراقية عليها ان تستقيل لانها غير قادرة على حماية المقدسات ؟

سماحة السيد عمارالحكيم / انا لم اقل ان على الحكومة العراقية ان تستقيل ، ولكن من الواضح ان الظاهرة الصحية في الكثير من دول العالم ، فاحياناً يحصل اصطدام لقطار او تسقط طائرة ، ويتبين ان هناك قصور او تقصير في هذه المؤسسة او تلك ، فيقدم الوزير او المسؤول المباشر استقالته لانه يشعر بالتقصير في اداء مهامه ، ومالاحظناه في العراق ان هناك مسائل كثيرة تحدث وجزء منها قد يكون ناشيء من وجود تقصير، ولكن لاأحد يقدم استقالته ولا احد يتحمل المسؤولية وكل يرمي بالمسؤولية على الاخر ، وهذه ليست ظاهره صحية ، فيجب ان يتحمل المسؤولون عن مثل هذه الملفات مسؤولياتهم الكاملة هذا من ناحية ، ومن ناحية اخرى فان الحكومة ممثلة بالسيد رئيس الوزراء ومجلس الوزراء يجب ان تتخذ اجراءات في محاسبة المقصرين للوصول الى نتائج واضحة عن التحقيق ليس في هذا الحادث فقط وانما في حوادث كثيرة حصلت حيث شكلت لجان ولكن الشعب العراقي لم يتعرف بعد على نتائجها اوهوية الجناة او المقصرين اوالمباشرين ولم تحصل محاسبة وعقوبات واضحة ولذلك لانعتقد ان هذه ظاهرة صحية ، ان تحدث مثل هذه الجرائم الكبرى ويكون هناك سابق اخبار ومعلومات عنها ومع ذلك لا احد يستقيل ولا احد يحاسب ، هذه هي الظاهرة التي نعتقد بانها غير صحيحة وتحتاج الى معالجة .

المراسل / هل ما زالت لديكم ثقة في رئيس الوزراء نوري المالكي ؟

سماحة السيد عمارالحكيم / السيد المالكي مسؤوليته كبيرة ، والظروف الان ظروف صعبة داخلياً واقليمياً ودوليا، وان هناك حصار اقليمي وتواجد مكثف للمنظمات الارهابية والتي تعمل بشكل منظم لاستهداف العراقيين ، والحكومة لازالت فتية ومؤسساتها فتية ، ونحن ندرك ونتفهم حجم الصعوبات ونتابع عن كثب بعض الاشكاليات التي تحصل ، ولكن هذا لا يسلب المسؤولية من الحكومة الموقرة في ان تعالج هذه الاشكاليات وان تحاسب المقصرين ، او تشكل لجان حقيقية من اجل التحقيق لاجل الوصول الى النتائج واعلانها ، لتعزز الثقة اكثر لدى المواطنين .

المراسل / سماحة السيد مع كل احترامي ان الدكتور عادل عبد المهدي كان له كلام قاسي ضد الحكومة في خطبته في مسجد الخلاني وحسب ما قرات في الصحف ؟

سماحة السيد عمارالحكيم / لقد سمعت وتابعت حديث الدكتور عادل عبد المهدي ، ولااعتقد انه تجاوز هذه الحدود التي تحدثت بها الان ، في واقع الامر لقد كان هناك عتاب نحن تحدثنا به في النجف الاشرف والدكتور عادل تحدث به في بغداد في جامع الخلاني ، وبعض ممثلي المراجع تحدثوا به ، وكل المنصفين والحريصين يتحدثون بذلك ولعل السيد المالكي ايضا يتحدث بمثل هذا الحديث ، الخطأ خطأ مهما كان مصدره والاشكاليات يجب ان تعالج ، ومواطن الضعف يجب ان ترفع ، والظروف الصعبة التي تمر بها الحكومة يجب ان تتفهم ، ومن خلال هذا التوازن يمكن ان نصل الى رؤية موضوعية في النظر الى هذه الاشكاليات وفي معالجتها .

المراسل / في نفس الوقت هناك جوامع ومراقد سنية تستهدف ، وهذا مما يزيد من الاحتقان الطائفي . والشرخ الطائفي الموجود في العراق وبعض هذه الشخصيات المهمة والتي تتحدث عن وجود مشروع صفوي يركز على تدمير كل المراقد السنية ، وان هناك اشخاص او احزاب في العراق هي التي تقوم بذلك واحياناً يشيرون الى المجلس الاعلى فما هو ردكم على هذا الكلام ؟

سماحة السيد عمار الحكيم : في البداية كنا نحلل ولكن في الفترة الاخيرة حصلنا على معلومات استخبارية تؤكد على ان بعض دور العبادة ومقامات الصالحين والصحابة، والمراقد التي استهدفت وتم تدميرها ، حدث ذلك على ايدي التكفيريين والصداميين انفسهم والذين لايمكن ان نقول بانهم ينتمون الى السنة ، ونحن نبريء الطائفة السنية من استهداف المراقد الشيعية والمساجد والحسينيات ، فليس هناك سني يقتل شيعي او يستهدف مقدساته وفي الوقت نفسه فلا اعتقد ان هناك شيعي يسعى لاستهداف السنة ، هذه الاعمال تقوم بترتيبها المجموعات الصدامية التكفيرية ، والتي تريد من ذلك العبث بارواح الناس ، وارجاع المعادلة السياسية السابقة للحكم لانها ليست راضية عن الديموقراطية والعملية السياسية المنفتحة والتي اعطت فرص المشاركة فلا شيعي يستهدف سني ولاسني يستهدف شيعي وربما يكون هناك بعض المتطرفين من الشيعة والسنة يقومون بذلك وهم لايحضون باي غطاء شرعي من قبل الطرفين وليس هناك من يتبنى مواقفهم والمرجعيات الدينية للشيعة معروفة ومواقفها واضحة في الدفاع عن السنة والحديث عن انهم انفسنا وليس اخواننا هذا هو الموقف والسنة كذلك لهم نفس الكلام تجاه الشيعة في اتجاههم العام واقرب دليل على ذلك ما حصل في جامع الخلاني اول امس ، لاحظنا ان هناك مسيرة كبيرة جمعت الشيعة والسنة والكثير من الشخصيات السنية قد شاركت في الصلاة الموحدة التي اقيمت في جامع الخلاني لذلك نتمنى من الجميع ان لايستدرج لتلك الفتنة ، والتي هي تستهدف الجميع ، اما من ناحيتنا في المجلس الاعلى او منظمة بدر او بعض هذه المؤسسات قلنا مراراً وتكراراً اذا كان هناك ثمة ادلة تتوفر لتورط أي شخص ينتمي الى المجلس او بدر ومعلومات في تجاوز القانون او الاساءة الى المواطنين فنحن سنكون سعداء للتعرف على هذه المعلومات وسنكون اول من يتخذ الموقف ضد هؤلاء وتسليمهم الى السلطات الامنية العراقية لياخذوا جزاءهم العادل ، فليس في منطقنا وليس في سياستنا او توجهاتنا أي شيء من هذا القبيل وان الذين يقومون بمثل هذه الاعمال مجرمون وارهابيون ولانرتضي لانفسنا ان نكون من المجرمين والارهابيين واذا كان هناك أي مخالفة تحصل من دون علمنا فمن المنطقي ان نطالب باي دليل حتى نكون اول من يتخذ اشد الاجراءات وتسليم مثل هؤلاء الى العدالة .

المراسل / في بداية السنة كانت هناك اشتباكات بين مجموعات قيل انها تابعة لجيش المهدي مع اشخاص في القوات العراقية محسوبة على المجلس الاعلى في الديوانية والاشتباكات التي حصلت في الناصرية مؤخراً فماهي علاقة المجلس او الشخصيات التي تنتمي الى المجلس والمتواجدة حالياً في الحكومة بجيش المهدي حالياً ؟

سماحة السيد عمارالحكيم / في الواقع من يتواجد في الحكومة يعمل من موقع الحكم ومن يتواجد في المؤسسة الامنية لايعمل بقرارت مجلسية بل يعمل بقرارات رئيس الوزراء والقيادات الامنية المسؤولة ونحن نؤمن ايمانا حقيقيا في بناء المؤسسات الامنية بناءاً مهنياً ووطنياً ، وابعاد هذه المؤسسات عن أي ولاءات حزبية او تدخلات فئوية ، لان الولاء يجب ان يكون للوطن والاوامر والتوجيهات يجب أن تؤخذ من المؤسسة الامنية للحكومة ، لذلك لايوجد اي توجيه من المجلس الاعلى لاشخاص كانوا متواجدين ضمن المؤسسة الامنية ، والذين انخرطوا من المجلس الاعلى او من بدر للعمل في هذه المؤسسات كان ولائهم للمؤسسة الحكومية ولرئيس الوزراء كونه القائد العام للقوات المسلحة . من يريد ان يحول الصراع من صراع على استتباب القانون في المحافظات الى صراع بين الاحزاب او الكتل السياسية الاخرى فهذا تقييم غير صحيح وغير دقيق ، فاذا كانت هناك اشتباكات حصلت في بعض المحافظات ، او كان هناك موقف من اناس خرجوا على القانون وعن اطار الدولة فاربكوا امن المحافظات واحرقوا الممتلكات وعبثوا بالمصالح العامة للناس ، فهذه الممارسات لو حصلت في اي بلد من البلدان ، الجيش والشرطة والمؤسسة الامنية تنطلق لتحافظ على ارواح الناس وتؤدي مهامها بشكل كامل ، فلا يوجد توظيف لغطاءات حكومية لتحقيق مصالح ومآرب خارج نطاق القانون والدولة .

المراسل / سماحة السيد ماهي علاقتكم بالسيد مقتدى الصدر ؟

سماحة السيد عمارالحكيم / نحن لدينا تواصل مع السيد مقتدى الصدر ومع الاخوة في التيار الصدري ، وهم لديهم مواقع في البرلمان ومشاركين في العملية السياسية ، ولهم قاعدة ويتحركون على الارض ، ومن الصحيح والمنطقي ان تتعزز هذه العلاقة ولاسيما ان المجلس الاعلى والتيار الصدري ، هما القوى الاساسية في الائتلاف العراقي ، وهذا ما يؤكد ضرورة التواصل والاجتماعات ، هناك عمل دؤوب على دعم العملية السياسية وعلى بناء دولة المؤسسات ، ونحن حينما نطرح على الاخوة في التيار الصدري ما ينسب اليهم من خروقات ، تراهم يتبرؤن من ذلك وينسبونه الى مجموعات لاصلة لها بهم، ومن المعروف ان السيد مقتدى قد اصدر بيانات عديدة ضد كل من يخرج على القانون ، ونحن معهم في ان من يخرج على القانون يجب ان يلاحق ليقف عند حده ، ولكن القوى السياسية التي تتحرك والتي لها حضورها المؤثرفي العملية السياسية ، من المنطقي أن يكون هناك تعامل وتواصل معها ، ونحن نفتح حوارا مع المسلحين ومع الخارجين عن القانون ومع من لايؤمن بالعملية لاشراكه واقناعه بالاندماج في العملية السياسية فكيف بمثل هذه القوى المشاركة اساسا في العملية السياسية .

المراسل/ هل التقيتم بالسيد مقتدى الصدر؟

سماحة السيدعمار الحكيم / كانت لي لقاءات مع السيد مقتدى الصدر في الفترة السابقة، ولايوجد مايمنع من تجدد مثل هذه الاجتماعات كلما سنحت الفرصة .

المراسل/ هناك خروقات كبيرة في الاجهزة الامنية ، وهناك الكثير من العناصر ممن تدين بولاءها لجيش المهدي أو لمجاميع أخرى ، فكيف يكون العمل تجاه هذه المشكلة الكبيرة ؟

سماحة السيد عمار الحكيم/أنا لا أختلف معكم في وجود خروقات ، بعض الاحيان ، وفي كل العالم هناك ضوابط مشددة لقبول انضمام الاشخاص الى القوات المسلحة ، ومن الصعب أن يدخل الشخص الى المؤسسة الامنية من دون الخضوع الى التدقيق والاستفسار عن العائلة والمنطقة التي يسكنها ، وفي أي مكان في العالم فأن المؤسسة الامنية ينظر اليها باحترام كبير وبحساسية شديدة وان الدخول الى هذه المؤسسة يتم وفق فلترات عديدة ، أما الوضع في العراق فيختلف تماما، فمنذ الحكومة العراقية الاولى (عهد الدكتور علاوي) تم تعيين اعداد كثيرة تبين فيما بعد أن البعض منهم كان من اللصوص والمجرمين الذين اطلق سراحهم قبل سقوط النظام حيث وكان البعض منهم من المتورطين في قتل مدنين من المنتسبين الى الاجهزة الامنية القمعية للنظام البائد ، وقد اصبحنا امام مشكلة معقدة جداً ومنذ الخطوة الاولى كان هناك خروقات كبيرة فان هناك اناس بزي الشرطة وبتصاريح من الشرطة يمارسون اعمال اجرامية وادوار بعيدة عن مهام المؤسسة الامنية لذلك فان هذه المشاكل لازالت قائمة وهي لاتخص العراق وحده فانا اعتقد ان الكثير من البلدان التي واجهت الظروف التي واجهناها عانت من هذه المشكلات ، وهي مسالة طبيعية في عملية سياسية تتجدد ودولة يراد اعادة صياغتها بصورة جديدة لتعطي الفرص للجميع وتنتقل من الدكتاتورية الى النظام الديموقراطي .

المراسل / حينما نمر في بغداد او بعض مناطق العراق نرى ان هناك صراع مستمر بين القوى الشيعية للسيطرة على المساجد والمراقد المقدسة فهل هناك صراع بين القوى الشيعية للسيطرة على مثل هذه الامور ؟

سماحة السيد عمارالحكيم / لو نظرنا الى القضية من زاوية اخرى ، فحينما تضعف الحكومة في أي دولة من الدول ، نجد ان الكثير من الناس يفكرون في طرق اخرى للحفاظ على مصالحهم وحماية مواقعهم ، وقد حصلت فجوة حقيقية بعد سقوط النظام واستهداف المواقع المقدسة من قبل التكفيريين ، مما جعل الناس في بعض المناطق يعتمدون على انفسهم بتشكيل لجان شعبية او مناطقية ليوفروا الامن لهذه المواقع ، وفي كل منطقة يمكن ان يكون ولائهم لهذه الجهة او تلك وحتى في الولايات المتحدة فان هناك انتماء لهذا الحزب او ذاك وهذا لايعني بالضرورة ان هناك صراعا واذا لم تكن هذه الامور موجودة في العراق سابقا ، فهذا لايعني أن هذه الولاءات لم تكن موجودة وانما القوانين المفروضة في ذلك الوقت والنظام الحديدي الصدامي لم يسمح بذلك ، وأين ما كانت ديمقراطية فهذا يعني أن هناك أكثر من رأي وأكثر من لون .

المراسل/ تحدثت مؤخرا مع شخصيات علمانية وليبرالية وهي تقول أن الاحزاب الدينية قد فشلت كليا في تقديم أي شيء للشعب العراقي ، وأن نجاحهم في الانتخابات كان بسبب غطاء المرجعية ، وأنهم الآن يتشبثون بالرموز والمراقد كطريقة لاثبات الشرعية والاتصال مع الشعب العراقي فما هو رأيكم؟

سماحة السيد عمار الحكيم/ كل طرف له وجهة نظر سواء كنا نختلف أو نتفق معه ومن حق الجميع أن يدلوا بدلوهم وأن يقولوا ما يعتقدون ، ونحن مع احترامنا لوجهات النظر هذه ، الا اننا نعتقد انها نظرة سطحية للمراقد والمقدسات والقيم والمباديء من قبل بعض الناس ، حيث من المعروف عن التوجه الليبرالي أنه أقل حساسية تجاه هذه الامور ، ولذلك فهو لايتفهم عمق تأثير هذه المساءل لدى المتدينين وبالتالي قد يعتقد أنها توظيفات سياسية ، وهذا الجدل يبقى قائما بين المتدينين والاوساط الاخرى الاقل تدينا في دول العالم ، ولكن كما هو معروف فأن الشعب العراقي متدين في غالبيته وتوجهات الناس واضحة والحضور في الشعائر الدينية يصل الى الملايين من الناس وليس هناك مكسب سياسي لأحد ولاتوجد دعوة من حزب معين لهذا الامر ، ففي أربعينية الامام الحسين (عليه السلام) تجد الملايين يزحفون مشيا على الاقدام في ظاهرة أنسانية فريدة في العالم ، هل هذه توظيفات سياسية أم أنها فهم عميق للدين ، وتعزيز الناس لانتماءاتهم الدينية وعلاقتهم بالله سبحانه وتعالى ،فيجب أن تكون هذه المسألة واضحة ، أما ما يخص شعبية المجلس الاعلى وقاعدته ، وهل أنه فشل أم لم يفشل ، فالصحيح وفي أي نظام ديمقراطي يكون تقييم الفشل والنجاح من قبل الناس وليس من قبل الآخرين ، رغم أن الجميع له الحق في أن يقيّم ولكن المعيار هو صندوق الانتخابات والاقتراع ، والمعيار أيضا هو أرادة الشعب ، أذا كان لنا احترام للديمقراطية ، وقد جرت انتخابات والعراق بلد ديمقراطي وسوف تحصل انتخابات لاحقة ونحن واثقين من هذه التقييمات لان الماضي والحاضر والمستقبل سيكون كافيا لان يظهر لجميع الفرقاء في العراق ماهو حجمنا ، وماهي ثقة شعبنا ، ومن واجبنا أن نكون في خدمة المحرومين وندافع عن حقوقهم ، فأن وجدوا فينا ما يستحق الثقة فهذا شأنهم ونحن سنكون بمستوى المسؤولية ، وأن وجدوا الثقة في غيرنا فسوف نحترم رأيهم وسنساعدهم في دعم من يجدوا فيه الثقة ، ومالاحظناه خلال اليومين الماضيين حيث المسيرة الكبرى التي شهدتها النجف الاشرف رغم أنه لم تكن هناك فرصة للتحشيد لها ألا في ثلاثة أيام فقط وكانت بدعوة من سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم ، ولانتحدث عن تقديراتنا وانما بتقدير بعض وكالات الانباء الغربية والتي تحترف اختزال الارقام قالت أن عدد المشاركين 300 ألف مشارك وجمع هذا العدد في ثلاثة أيام وفي هذا الظرف الامني وفي بلد يعاني من شحة الوقود حتى تتوفر حركة السيارات ، فماذا يعني ذلك ؟ بينما نجد في العالم ان الاحزاب تقوم بدفع ملايين الدولارات وتحشد لأشهر لتجمع ألفين أو ثلاثة آلاف شخص ويمكن أن يكون انجح اجتماع هو الذي يجتمع فيه عشرة آلاف أنسان .

المراسل/ هل أن المقدسات أهم شيء عند الناس ، بمعنى عدم أهمية الخدمات والامن نسبة الى تدمير المراقد ودور العبادة ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / المقدسات شيء مهم جدا للناس، والخدمات شيء مهم ايضاً والحياة يجب أن تكون كريمة في كل شيء ،المكسب المهم بحسب ما يراه الناس في الحرية والديمقراطية والمشاركة وهو يفوق اهمية الماء والكهرباء عندهم، فالانسان يتحمل حرارة الجو وشحة الوقود ولكنه لايتحمل العبودية والمقابر الجماعية وهذا هو جوهر المسألة ، نحن نسير اليوم في مسار أرساء القانون وحرية التعبير عن الرأي والمشاركة الحقيقية ، والمواطن البسيط ينتقد المسؤولين والحكومة ، وكذلك الصحف تعبر عن رايها وتنتقد وهذا الشيء لايحلم به أي مواطن عربي آخر ، والشيء الذي تحقق في العراق كبير ولكن المراقب في الخارج لايستطيع أن يقدّر هذا المكسب ، ولكن العراقيون يعرفون ذلك جيدا ويتفهمون أيضا أن جزءا من المشكلة هو مشكلة سياسية وهناك أرادة وحصار أقليمي على العراق لاعتبارات معروفة ، وهناك مشاكل من التكفيريين والصداميين للتدافع على السلطة تحت عناوين المقاومة وحماية المقدسات وهي في الواقع محاولة لاستعادة الحكم وارجاع الشعب الى العبودية من جديد ، هذه هي المباديء التي يدافع عنها العراقيون ، ومع هذا نحن نتحدث ونضغط على الحكومة لتقديم المزيد من الخدمات للمواطنين ، ولكننا في الواقع نتفهم حجم الضغوط ولكننا نطالب باقصى ما يمكن تقديمه للمواطن .

المراسل/ حذف كلمة الثورة من المجلس الاعلى ، وبروز سماحتكم أكثر على الساحة .. هل هي محاولة لجذب جماهير أكثر والتقرب الى عنصر الشباب ؟

سماحة السيد عمارالحكيم/ نحن نعتقد أن أهم أسباب ثقة الناس بنا هو أننا كنا واضحين مع أنفسنا ، وواضحين مع جمهورنا ، لايمكن أن نتحدث عن نظام ديمقراطي واحترام للنظم الديمقراطية ويكون أسمنا الثورة الذي هو اسلوب غير ديمقراطي في تغيير النظام . نحن حتى في عهد صدام لم نذهب الى خيار الثورة والعمل المسلح لاسقاط النظام منذ البداية ، بل أردنا أن نغيّر ونطّوّر ونصلح الوضع الموجود ، حاولنا أقناع الحكومة آنذاك بأن يكون العراق لكل العراقيين ، أن يكون لنا حرية التعبير عن الرأي ، ولكن حينما قتل مراجعنا وعلماءنا ومثقفينا ، عندما لوحقنا على الكلمة ، وعندما استنفذنا كل الاساليب السلمية لاقناع الحكومة وأصبحنا مغيبين وعاجزين حتى عن الحياة واصبحنا نقتل تحدثنا أم لم نتحدث ، حينذاك عمدنا الى رفع السلاح وانتهاج العمل المسلح لاسقاط تلك الحكومة . أما اليوم الحكومة التعددية والديموقراطية تحققت ولسنا بحاجة الى ثورات ، بل نحن بحاجة الى أرساء النظام الديمقراطي وهذا سبب حذف كلمة الثورة من المجلس الاعلى . بالنسبة لوجودنا في بغداد ، كما تعلمون فأن مهمتي ثقافية وأنا معتز بها وقضيت حياتي الاجتماعية وتصدياتي في الشأن الثقافي وأنا أأنس بذلك وأصبحت مختصا في هذا المجال وأقدم الشيء الكثير عبر مؤسسة شهيد المحراب ، ولكن وبعد الوعكة الصحية التي حصلت لوالدي السيد عبد العزيز الحكيم كان من المفترض أن يقضي بعض الوقت للتشافي والعلاج , طلب مني الرموز والقيادات في المجلس الاعلى أن أكثّف حضوري في بغداد لأعينهم وأتابع بعض الشؤون الشخصية التي كان يمارسها السيد الحكيم ولأكون حلقة الوصل بينهم وبين السيد الحكيم في متابعة الامور وفي الاطلاع على وجهات نظره في الملفات والامور المختلفة ، لذلك فأن هذا الحضور لاعلاقة له بالاسم ولاعلاقة له بما يذكر أحيانا في الصحف وكأن هناك خليفة لسماحته ، الحمد لله السيد الحكيم بصحة جيدة ولايوجد فراغ قيادي في المجلس الاعلى ، والمجلس الاعلى مؤسسة وهناك آليات لأدارة الامور واللجان تدير الملفات والمهام بشكل منتظم .

المراسل / ماهو عمل مؤسسة شهيد المحراب ؟

سماحة السيد عمارالحكيم / أما بخصوص مؤسسة شهيد المحراب فهي أول منظمة عراقية من منظمات المجتمع المدني التي حازت على المقعد الاستشاري في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الامم المتحدة ( NGO ) قبل فترة وجيزة وهذه رسالة مهمة تؤكد أن منظمات المجتمع المدني أصبحت قادرة على ان تأخذ دورها في العراق وبدأت تصل الى مقاييس في النشاط والبناء التنظيمي وفي الاداء بحيث تحصل على ثقة الامم المتحدة ويمنح لها مقعد خاص وهذا أنجاز عظيم ، وهذه المؤسسة لها فعاليات ونشاطات ثقافية ، فبعد التصدع الكبير في البنية الثقافية العراقية جراء سياسات نظام صدام ، نحن نسعى لملء هذه الفراغات ونعيد الثقة للجمهور ، ولابد من تنمية ثقافية يجب أن تكون الى جانب التنمية السياسية والامنية والاقتصادية والعمرانية وهي غير ملتفت أليها بشكل كافي في العراق للانشغال بالشأن السياسي والامني في الظرف الراهن . نحن منذ سقوط النظام خصصنا كل وقتنا وجهودنا للتنمية الثقافية ونعتقد أنها الاساس للامور الاخرى ، واليوم أذا كان هناك عنف وتطرف وعدم قبول بالتعددية فهو يرجع الى ثقافة الاستبداد والتطرف والرأي الواحد والحزب الواحد والقائد الضرورة ، ويجب علينا أن نغيّر الثقافة لتصبح ثقافة تعددية ، ثقافة القبول بالآخر وثقافة التسامح .أن الاصلاح الثقافي سيتبعه الاصلاح السياسي ويؤدي الى معالجات أمنية واقتصادية ، أن التجاوز على مؤسسات الدولة ودوائرها وعلى مراكز الشرطة هو ثقافة خاطئة ويجب أن نثقف الناس على أن المال العام هو للجميع ، أن الوجهة الثقافية أساس مهم لأصلاح شامل في الجوانب السياسية والامنية وغيرها ، وهذا مايبرر أنشغالي في العمل الثقافي رغم وجود فرص كثيرة للدخول في الجوانب السياسية ، بل وجود الطلبات الملحّة احياناً لأن أتصدى لهذا الجانب خلال السنوات الاربع الماضية ، فلم أدخل البرلمان ولم أتصدى للوزارة ، وانكفأت على العمل الثقافي لان الهدف الاكبر هو كيف تخدم وليس كيف تبرز ، في الجانب الثقافي هناك مساحة أستطيع أن أبدع فيها وأقدم الكثير وفيها خدمة حقيقية للناس .

المراسل/ طبعا تقصد الثقافة الاسلامية ؟

سماحة السيد عمارالحكيم/ نحن مسلمون ولكن ثقافة الاسلام ليست منكفئة على المسلمين فحسب ، هي ثقافة الانسان ، فعندما تقول ثقافة التسامح فهي ليست حكراً على المسلمين ، أنها ظاهرة أنسانية ، لكن نحن باعتبار ان الغالبية من شعبنا مسلمين نحاول أبراز الادلة الاسلامية على الثقافة الدينية التسامحية حتى يمكن للناس أن تعتز وتتمسك وتتبنى هذه الثقافة ، فنحن نستعين بالمفاهيم الاسلامية السمحاء لتعزيز وتعميق هذه الثقافة وغايتنا خدمة الانسانية كلها . الى جانب ذلك ، هناك جوانب أنسانية تقدمها المؤسسة ، هناك الجانب العلمي من جامعات ومدارس ومؤسسات تعليمية أخرى وهي تمثل أبعاد ثقافية أنسانية أجتماعية تمارسها مؤسسة شهيد المحراب في هذه الظروف ، وقبل ِشهرين عقدنا مؤتمرا في جنيف للتعريف بهذه الافكار ، وقبل أسبوعين عقد مؤتمر في نيويورك نظمته مؤسسة الحكيم بالتعاون مع جامعة نيويورك ومنظمة الاديان للسلام حيث شارك وفد عراقي كبير من علماء السنة والشيعة ومشاركة نساء وأكاديميين وعقد المؤتمر تحت شعار ( العراق لجميع العراقيين ) وحاولنا فيه أن نبدي وجهة نظرنا للعالم وكان له صداه في وسائل الاعلام العالمية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك