أقيمت مراسم صلاة الجمعة العبادية السياسية في النجف الأشرف بإمامة سماحة المجاهد الشيخ جلال الدين الصغير حيث حضرها السادة فضلاء الحوزة العلمية وعدد من المسؤولين في المحافظة وأهالي النجف الأشرف والأقضية والنواحي التابعة للمحافظة.
في هذه المراسم وصف الشيخ الصغير مسيرة النجف الأشرف الجماهيرية التي شهدتها المدينة يوم أمس -تلبية لدعوة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي استنكاراً على العدوان الإجرامي الجديد على مرقد الإمامين العسكريين (ع)- بأنها مسيرة نصرة أبناء الشعب للمرجعية وخطها المقدس، وأضاف: يجب ان تكون المسيرة مورداً للدراسة لمن أراد البحث عن الساحة على حقيقتها حيث ان المشاركين فيها لبّوا النداء وأقبلوا من المحافظات إلى النجف الأشرف رغم الحر الشديد وقسوة الظروف وعدم توفر الاستعدادات الكبيرة، وأثنى على الشعب العراقي بقوله: مهما تفرعن الطغاة وجارت الخطوب فأنه لا يمكن ان يتنازل عن أهدافه ويعطي الفرصة للإرهابيين وأعداء العراق من النيل من إرادته وكرامته. ونقل سماحته عن المرجع الأعلى الإمام السيستاني(دام ظله) قوله:أطلعت على التاريخ ولم أر أشجع من هذا الشعب وأكثر قدرة على تحمل الألم ومضى يقول: هذا الشعب لا يقهر ولا ينجح أي تآمر ما دام لدينا مثل هذا الشعب.
وفي جانب آخر من خطبته السياسية دعا سماحته الحكومة الوطنية إلى الاستماع إلى مطاليب المشاركين في هذه المسيرة الجماهيرية قائلا:أنهم يستحقون هذه المكافأة الكبرى حيث يطالبون بأعمار مرقد الإمامين العسكريين(ع) ولم يطالبوا بما ليس من استحقاقهم وأضاف:ان الإمامين(ع) يمثلان جوهر القدسية لهذا الشعب وأس الكرامة له. وهكذا يرى الكثيرون من أبناء السنة، وتابع سماحته: ان العنف الطائفي بدأ منذ التفجير الأول للمرقد الطاهر ودعا إلى المباشرة بأعماره لإبطال هذه الفتنة، ووصف العدوان الإرهابي على مرقد الإمامين العسكريين(ع) بأنه سهم لا يزال نابتاً في قلب الشعب العراقي وأضاف: ان الناس لا يفكرون كثيراً بالخدمات قياساً إلى المقدسات، وأعرب عن ثقته بغيرة الأستاذ المالكي على الشعب العراقي سنة وشيعة بهذا الشأن.
ودعا الشيخ الصغير الحكومة إلى البحث والتقصي عن الذين قاموا بهذه الجريمة الكبرى ومحاسبتهم ونفى وقوف الشيعة وراء التفجيرات التي طالت بعض المساجد والمراكز السنية بل هي من فعل التكفيريين والصداميين بدليل عن أنهم أخبروا عن الكثير من التفجيرات في يوم العدوان على مرقد الإمامين العسكريين(ع) في حين لم يكن لها أساس من الصحة.
وأطلع سماحته المصلين على وجود إجراءات واعدة وتبعث على الاطمئنان في سبيل المباشرة بعملية الأعمار من حيث إرسال قوة عسكرية لغرض الأمن في سامراء والطريق إليها وعلى وجود صحوة لدى القيادات السياسية التي تريد الوصول إلى النتيجة التي ترسم آفاق جديدة للشعب وان هناك انفراجات سوف تشهدها الساحة في الأيام المقبلة. وعلى صعيد الخدمات أشار سماحته إلى ان أحد أسباب الأزمات فيها هو وجود الكثير من مصادر الطاقة والمياه في المناطق الساخنة ووجود عصابات النهب لأسلاك الكهرباء والوقود إلى جانب العمليات الإرهابية وأعرب عن أمله بتحسن خدمة الطاقة الكهربائية في النجف الأشرف من1/7/2007 وتبقى أزمة الوقود حاجزاً أمام استمرار الخدمة.
هذا وقد تحدث الشيخ الصغير في الخطبة الأولى عن صبر وجهاد وتحمل أسرة النبي إبراهيم(ع) والبركات الإلهية التي أنزلت عليهم وعلى المنطقة بفضل تحملهم الشدائد والمحن وهكذا بالنسبة لمواقف النبي(ص) والإمام علي(ع) وتضحياتهما في المعارك التي خاضاها ودعا إلى الالتزام بالتقوى وإشاعة أجواء التقوى في العراق لما يترتب عليها من آثار طيبة وبركات وأضاف: ان العدالة الاجتماعية يراد لها مثال واقعي وليس ألقاء المحاضرات فقط فأن الشعب واع يميز بين الصادق والكاذب.
https://telegram.me/buratha