وقع العراق أربع اتفاقيات تعاون مع الجانب الصيني، تمثلت الأولى باعفائه من الديون المستحقة لدى الصين، فيما تضمنت الاتفاقيات الثلاث الأخرى تعزيز أواصر التعاون بين وزارة خارجية كلا البلدين، إضافة إلى التعاون في المجال الاقتصادي و الفني و توفير برامج تدريبية للملاكات الوظيفية العراقية. و حضر مراسيم توقيع الاتفاقيات، رئيس الجمهورية جلال طالباني و نظيره الصيني هو جين تاو، عقب مباحثات أجراها الجانبان في قاعة الشعب الكبرى في بكين يوم امس سبقتها مراسيم استقبال رسمية للرئيس طالباني تضمنت إطلاق المدفعية 21 اطلاقة ترحيبا به.و أكد الرئيس طالباني، خلال جولة المباحثات الرسمية التي أجراها مع الرئيس هو جين تاو، رغبة العراق في تطوير علاقاته مع الصين في شتى المجالات لاسيما الاقتصادية و الثقافية و العلمية. و أضاف إن خير دليل على رغبتنا الأكيدة في تمتين علاقاتنا مع الصين هو تشكيلة الوفد العراقي الزائر. و قد ضم الوفد كلا من جواد البولاني وزير الداخلية، و باقر جبر الزبيدي وزير المالية، و رافع العيساوي وزير الدولة للشؤون الخارجية، و رائد جاهد فهمي وزير العلوم و التكنلوجيا، و فاتن عبد الرحمن محمود وزيرة الدولة لشؤون المرأة . كما بحث الجانبان جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.من جانبه، رحب الرئيس هو جين تاو، في بداية اللقاء، بالرئيس طالباني كونه أول رئيس عراقي يزور جمهورية الصين الشعبية، بالإضافة إلى كون فخامته صديقا قديما للصين.و أشار الرئيس الصيني، إلى عمق العلاقات التاريخية بين العراق و الصين التي تمتد جذورها إلى نحو 2000 عام، مبينا إن هذه العلاقة شهدت تطورا كبيرا في العام 1958، و تعمقت بعد تشكيل الحكومة الحالية حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين، 1.2 مليار دولار، مثمنا رغبة العراق بتطوير أواصر التعاون مع الصين.و أكد الرئيس هو جين تاو تأييد بلاده لجهود الحكومة العراقية الرامية إلى بسط الأمن والاستقرار في البلاد، و قال ان الصين تولي اهتماما بالغا للعلاقات المشتركة المبنية على أساس الاحترام المتبادل بين البلدين، لا سيما مع النظام الجديد في العراق.و شدد الرئيس الصيني على ضرورة مساعدة الشعب العراقي، مبديا استعداد بلاده في المساهمة بإعادة أعمار العراق و تدريب الكوادر العراقية، بالإضافة إلى التعاون في المجالات التعليمية و الصحية و الثقافية. و أضاف أن الصين ستوفر منحا دراسية للطلاب العراقيين.و أشاد الرئيس الصيني بحكمة و قيادة الرئيس طالباني، و دوره الريادي في دفع عملية المصالحة الوطنية إلى الأمام وصولا إلى السعي لتثبيت الاستقرار في العراق. كما ثمن الرئيس هو جين تاو التقدم الذي حصل في العراق و تحسن الوضع المعاشي للمواطنين.وعن موضوع الديون الصينية المترتبة على العراق، قال الرئيس الصيني ان بلاده تتفهم مسألة ديونها الحكومية على العراق، و أنها ستفعل ما في وسعها من أجل تخفيض ديون الشركات الخاصة.و كشف الرئيس هو جين تاو عن نية الصين تقديم مساعدات إنسانية للعراق.إلى ذلك، أعرب الرئيس طالباني عن شكره و تقديره للرئيس الصيني على إعفاء العراق من الديون. و اعرب الرئيس طالباني عن امتنانه لنظيره الصيني على صداقته للشعب العراقي و نيته الصادقة في تطوير العلاقات مع العراق في كافة الميادين.