تمنى سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي امام الحضرة الحسينية المقدسة في خطبة صلاة الجمعة المباركة في كربلاء من الحكومة التي شكلها رئيس الوزراء الاستاذ المالكي ان تعمل بجد واخلاص وهمة عالية لانتشال البلد من الوضع المأساوي الذي يمر به، وان تتحمل مسؤولياتها في القضاء على الفساد الإداري والمالي الذي وصل حدا لم يبلغه من قبل، وبات يشكل خطرا على البلاد والشعب العراقي لا يقل عن خطر الإرهاب. وقال سماحته ان الوزارة الحالية مدعوة إضافة إلى الإسراع بمعالجة الملف الأمني، ان تضرب بيد من حديد على أي شخص ومهما كان انتماؤه، يتلاعب بمقدرات هذا البلد ويسعى للثراء الفاحش المحرم على حساب قوت هذا الشعب المسكين وتطوره وازدهاره.
كما دعى الحكومة إلى اختيار المسؤولين الذين لا يحابون الآخرين ويجاملونهم على حساب مبادئ النزاهة والإخلاص والكفاءة، واضاف سماحته أملنا معقود بجميع الكتل السياسية التي وصلت إلى مواقع القيادة للبلد بفضل تضحيات هذا الشعب وصناديق الاقتراع، ان يكون نصب أعينهم تقديم الأكفأ والأكثر إخلاصا، ومن يتصف بالنزاهة وحب خدمة البلد، فقد ذكر بعض الأخوة المسؤولين ان بعض الجهات وللأسف الشديد لا تتصف بالدقة وحسن الاختيار للأشخاص الذين تقدمهم لمواقع إدارية مهمة في مؤسسات الدولة، بل معيارها ومقياسها في الاختيار، من يكون الأكثر ولاء لها، وحينما يظهر فشله وعجزه بل فساده يكون من الصعب إقصاؤه عن موقعه الذي اختير له لكونه يمثل جهة سياسية لا يراد إثارة الاختلاف والحساسية معها . واضاف سماحته أملنا المعقود على جناب الأستاذ نوري المالكي ان يكون حازما في عدم السماح لمثل هذه الشخصيات بالوصول إلى مواقع مهمة في إدارات البلد، وان يضع علاجا لا يشوبه التردد إذا ما ظهر من احد المسؤولين - مهما كان انتماؤه- شيئا من الفساد المالي أو الإداري أو التلاعب بأموال الشعب المظلوم.
الموضوع الاخر الذي تحدث به سماحته هو مسألة الاختطاف والقتل على الهوية وقال لا بد من الإسراع في اختيار من يملك الأهلية والجدارة والولاء للوطن بجميع فئاته ومكوناته السياسية والاجتماعية، والحزم والشجاعة في اتخاذ القرار المناسب لمنصبي الداخلية والدفاع. كما دعى الحكومة الى تفعيل دور القضاء الذي هو حلقة مهمة في القضاء ليس فقط على الإرهاب، بل على كل ما يشكل خطرا على هذا البلد من الفساد المالي والإداري والعبث بمقدرات وحقوق المواطنين.
وناشد سماحته العشائر العراقية وخاصة في المناطق الغربية من بلدنا العزيز التدخل العاجل لدى المجموعة التي خطفت الفريق الرياضي العراقي على طريق الفلوجة – الرمادي الذين كانوا في طريق سفرهم إلى الأردن، إذ ان ترك ما يمر به البلد من جرائم الخطف والقتل من دون علاج سيؤدي إلى تفاقم الأمر، وقد يقود عدم حل هذه المسالة بصورة عامة قضايا الخطف والقتل على الهوية إلى قيام بعض الجهات والأشخاص بعمليات خطف وقتل مقابلة لتلك العمليات، وهذا سيؤدي إلى تدهور الوضع الأمني بصورة يصعب حلها قريبا، وحينئذ ستنتشر الفوضى الأمنية إلى بقية المناطق. ووجه ندائه الى جميع العشائر العراقية من الشيعة والسنة إلى ضرورة عقد مؤتمر عشائري، لوضع آلية تعاون وتنسيق فيما بينها، الغرض منها تفعيل دور هذه العشائر التي عرفت بحسها الوطني والديني في المساهمة في وضع حد لعمليات الخطف والقتل التي صبغت حياة كل مواطن ومواطنة عراقية بلون الدم ولوعة اليتامى وفجيعة الأرامل والثكالى.
وكالة انباء براثا ( واب )_ اعلام الروضة الحسينية
https://telegram.me/buratha