ابتدا سماحة الشيخ جلال الدين الصغير امام جمعة براثا وعضو قائمة الائتلاف العراقي الموحد في خطبة صلاة الجمعة لهذا اليوم بنقل سلام وتحيات ودعاء سماحة الامام المفدى السيد السيستاني والسيد الحكيم حفظهم الله تعالى من كل مكروه الى كل المؤمنين حيث كان سماحته قد زارهما في الاسبوع الماضي , وابلغا سماحته بانهما لن يتخليا عن حقوق الشعب العراقي والسير بالعراق باتجاه الوحدة والاستقرار واحقاق كل ذي حق حقه . وتحدث سماحته بعد ذلك عن التشكيلة الوزارية وقال انها قد اكتملت بحمد الله وستعرض غدا الى مجلس النواب ولا توجد مشكلة حقيقية يمكن ان تعترض البرنامج الذي سيعلنه الاستاذ نوري المالكي وقال سماحته ان لديه امل بانه سوف تتحسن الكثير من الاداءات والمطالب التي يسعى اليها ابناء هذا الشعب مع الاسماء المطروحة لتشكيل هذه الحكومة ولطبيعة الخلفيات السياسية التي ارتبط بها برنامج الحكومة . وتطرق سماحته الى الارضية التي ستنطلق منها هذه الحكومة والتي ستنبأ بالخير ان شاء الله هي مبنية على اساس مشاركة كل الاطياف وقال ايضا المشاركة تعني الالتزام ببرنامج محدد حينما ينضوي الكل في داخل نظام حكومي سيعمل الكل على حماية هذا النظام رغم ما يبدو ان بعض الشغب وبعض الخبثاء ممن لا يروق له ان تسير العملية السياسية باتجاه الامام سيستمر ورأى سماحته ان الصورة العامة اليوم متهيئة وهي ان الكل بات مجتمعا بضرورة اصطفافه الى جنب اخيه الاخر لكي يمضوا بمشروع الوحدة الوطنية الذي ما عاد يخفى لاحد من انه توجد اطراف لا تريد لهذه الوحدة ان تتكرس وتريد دائما ان تضر بمضمون التآخي ما بين ابناء هذا الشعب . ونبه سماحته القوى والكتل والاحزاب السياسية والدينية الى ان فترة الانتخابات وما جائت به من احتقانات طائفية ومن تجاذبات سياسية آن لها ان تنتهي طالما ان الكل حصل على استحقاقه , واضاف ليس ذنب هذا الشعب ان تحصل على كرسي واحد ولا ذنب له ان يعطي لمجموعة مئات الكراسي العبرة هي ان الجميع قبل بمبدأ الرجوع الى الشعب والشعب قال كلمته بشكل واضح وصريح لا يدعو الى اي لبس او خدش رغم ما قيل من ان الانتخابات قد زورت وانه حصل ما حصل ولكن الشهادات المستقلة لما جرى سواء كانت محلية او اقليمية او دولية اثبتت لواقع مبني على هذه الاستحقاقات . وقال سماحته ان واحدة من اولويات هذه الحكومة والتي يجب ان تطلع بها هي عملية تكريس السير باتجاه القانون وتحكيم القانون في كل قضية وآن للاخوة الوزراء الذي يسنتخبون للوزارات ان يبرزوا انهم بحقائبهم الوزارية يجب ان لا ينتموا الى طائفة او حزب او كتلة بل الى كل العراق وهو مقياس ايماننا بالوحدة الوطنية ما نتمناه هو مثل هذه الحكومة الارضية التشريعية والدولية والظروف السياسية مهيأة وما علينا الا ان نشمر عن سواعدنا ونطلق هتاف يا الله لكي نبادر لتلبية طموحات هذا الشعب الصابر والذي ابتلي بالكثير من الافات سواء كانت افات الارهاب او الفساد الاداري وقلة الخدمات وغيرها من الامور مما جعل هذا الشعب في وضع لا يحسد عليه ابدا . وتمنى على الاستاذ رئيس الوزراء المالكي ان يبرز للشعب القوة المعهودة به وقال سماحته ان لي تجربة عمل طويلة مع الاخ المالكي ومطمئن من ان قوته قوة حقيقية وان رغبته في خدمة المحرومين باعتباره انه ابن لهؤلاء المحرومين ولم يخرج من بيئة بعيدة عن المحرومية وانما خرج من مدينة طوريريج المعروفة بمحروميتها والمعروفة بشدة الاضطهاد الذي لحق بها وعليه ان يبرز لاهل طويريج ولبقية المدن العراقية عربون الانتماء لمحروميتهم من خلال سهره ومن خلال جهده لكي يلبي طموحات هؤلاء المحرومين . وقال سماحته ايضا صحيح ان المعاناة كبيرة جدا والامكانات الموجودة قليلة جدا قياسا لحجم هذه المعاناة ولكن هذا الشعب مع اثباته لصبره اثبت ايضا انه يعي ان الامكانات قليلة ولكنه لا يقبل بالقول بانعدام هذه الامكانات ويجب ان يرى شيئا ويجب ان يجسد امامه امرا لتلبية طموحاته ومسيرة الطموحات طويلة وان تشكيل الحكومة لا يعني ان ابواب الجنة سوف تفتح لكن ثمة ما يجب علينا ان نتكاتف عليه من اجل حماية هذه الحكومة وهذا التكاتف مبني على اساس ما تثبته الحكومة من جديتها في تقديم ما نريده من هذه الحكومة ولعل الارهاب من الاولويات ومن ضمن مسؤوليات رئيس الوزراء المكلف لاسيما وانه احد الذين شرعوا قانون مكافحة الارهاب وتصدى كثيرا لحماية هذا القانون , ودعا سماحته الله سبحانه وتعالى ان يوفق الاستاذ المالكي وان يسدده في عمله وقال اننا سوف نضحي بالكثير من اجل حماية هذه الحكومة ومستعدون الى الذهاب الى اخر نفس من اجل حماية هذا البرنامج شريطة ان نرى امرا وجدية في التعامل مع قضايانا ونحن نعرف بان الارهاب سيضرب وان الكثير من العراقيل سوف تحصل ولكن عذر الارهاب لا يمكن ان يكون شاملا لكل المحافظات ما لا يمكن ان نحققه في منطقة تنوء بعبيء الارهاب علينا ان نحقق في مناطق كثيرة وغالبية العراق آمن ومستقر ما عدا اربع محافظات اما بقية المحافظات فهي امنة ومستقرة ويمكن الانطلاق لاعمارها بشكل حقيقي وبشكل جدي. وتطرق سماحته الى قضية اخرى وهي ما حصل في مدينة البصرة وقال انه يؤشر الى مؤشرات خطيرة جدا ويجب ان تكون كل المعاملات التي تحصل في البصرة ان ترتبط بالقانون وعلى الاخوة الموجودين في البصرة ان يضعوا القانون كمحور اساس لانهم سيجدون ان كل المشاكل يمكن ان تحل لاسيما وان مدينة البصرة ليست مدينة عادية لانه اي خلل فيها يمكن ان يسمح لذئاب كثيرة موجودة على حدود هذه المدينة من المافيات الدولية ومافيات الارهاب والمافيات السياسية فالكل قريب من مدينة فيها محور الاقتصاد العراقي وفيها محور استقلالية العراق لذلك عليهم ان يتحملوا مسؤوليتهم امام الله سبحانه وتعالى وخاطب سماحته اللجنة التي كلفت لمعرفة اوضاع البصرة وقال عليها ان تتعامل بالقانون والا تجامل احدا على حساب القانون حينما ننصب القانون كمظلة عندئذ لن يكون ثمة مجال للاحزاب وللقوى ان تتلاعب خارج هذا الموضوع وسوف يكتشفون ان عوامل لا تريد الخير للبصرة ولاهل البصرة هي التي تدفع بهذا الاتجاه لاسيما ان الكثير من محاولات الاضطراب سيحاول البعض ان ينشأنها في هذه الفترة لكي تكون ملفات الغام امام الدولة الجديدة , ودعا سماحته الاخوة في كل مجالس المحافظات في ان ياخذوا دورهم الحقيقي وان لا يخونوا ارادات الناس الذين انتخبوهم وان يصوتوا للناس قبل ان يصوتوا لانفسهم وان يعالجوا الامور قبل ان تتسع . اما القضية الاخرى التي تحدث بها سماحته وهي قضية التهجير وقال يجب ان نتطرق لهذه القضية في كل مرة ودعا الدولة ان لا تكتفي بالمساعدات الترقيعية على حد وصفه لانها لن تحل المشكلة واضاف ان القضية لا علاقة لها بمئة الف او خمسين الف او عشرة الالاف او مليون دينار تعطى لهذه العائلة او تلك فالقضية اكبر من ذلك بكثير وهذه القضية شملت كل الاطراف الشيعة والسنة والاكراد والتركمان والمسيحيين واضاف سماحته ان الارهابيين يعملون على تصعيد هذا الملف لاغراض متعددة وبطرق متعددة ايضا وعلينا ان لا نفسح المجال لهم وقال ان واحدة من هذه الاغراض في سنة 2007 سيكون هناك تعداد سكاني وبناءا على هذا التعداد سوف تخصص حصص الاعمار وسوف تخصص ايضا الاستحقاقات السياسية ربما عنّ للبعض بان يعمل على تهجير هذه الطائفة او تلك او هذه القومية او تلك حتى يستطيع ان يحصل بهذه الحصص لاغراضه الخاصة لذلك الرد الطبيعي للدولة هو ان لم تتمكن من اعادة هؤلاء الى مناطقهم عليها ان تحفظ هؤلاء المهجرين في نفس محافظاتهم لان هؤلاء يريدون ان يغيروا المعادلات الديمغرافية وعلينا كاجراء حازم ان نسقط هذا الهدف ودعا سماحته الدولة الى ان تفكر بثلاث اتجاهات , الاتجاه الاول هو منع المهجرين من الذهاب الى اي محافظة اخرى واسكانهم في نفس محافظاتهم الاجراء الثاني التشدد في المعاملات العقارية في المناطق التي شهدت التهجيرات حتى لا تكون عملية التهجير مبرر للمجرمين وللسراق وللارهابيين في معاودة الضغط على الاهالي لاخذ حقوقهم واملاكهم وعقاراتهم بحيث ان المنطقة التي تبتلى بالتهجير يجب ان توقف فيها المعاملات العقارية بشكل كامل الى ان يطمئن الناس واما الاتجاه الثالث فهو لابد من وجود مؤتمر يضم الفعاليات السياسية والعشائرية والاجتماعية لبحث مشكلة التهجير والوقوف عندها مليا للانتهاء منها . وناشد سماحته الاخوة في الاحزاب السنية والعشائر السنية الى ان يتقبلوا منا دعوة عقد مؤتمر خاص لبحث مشكلة التهجير للانتهاء منها وطالب الدولة ان تهيأ السقف المناسب لعقد مثل هذا المؤتمر شريطة ان لا يكون المؤتمر مجرد خطابات وانما مؤتمر لوضع حلول ولوضع اليات .
وكالة انباء براثا ( واب )
https://telegram.me/buratha