حذر خطيب صلاة الجمعة وممثل المرجعية الدينية عبد المهدي الكربلائي من "انفجار الشعب ونفاد صبره من استمرار الصراع والتناحر بين الكتل السياسية وتدهور الاوضاع الامنية".
وقال الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة التي القاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، ان "الوضع الراهن في العراق وما نشهده من تناحر سياسي وصراعات بين الكتل على المناصب والمصالح الحزبية والفئوية وتأزم الامور يومياً بعد يوم وغياب الحلول وتدهور الاوضاع الامنية فلن يبقى الشعب والمواطن صابراً وساكتاً عليها طويلاً وسينفجر انفجاراً عظيماً لايمكن ان يوقفه أحد وسيكون العراق في أسوء أحواله ".
وأضاف ان " الشعب في حالة غضب شديد وسيفقد الأمل في اوضاع العراق مع استمرار الازمات وتأزمها يومياً بعد يوم مع غياب الحلول في الأفق القريب وتزايد حالة الصراع على المناصب والمواقع فاننا نحذر من مغبة والتداعيات الخطيرة في بقاء الوضع على ما هو عليه الآن فان الشعب العراقي سينفجر غضباً يوما من الايام على الرغم من معرفتنا بصبره وتضحياته لكن لصبره حدود ".
وأشار الكربلائي الى ان " الشعب العراقي ادى كل ما عليه من واجبات وعلى المسؤولين ان ينتفضوا ويغيروا ما بانفسهم والبدء بالحوار وحل الازمات وعدم التناحر على المصالح السياسية الضيقة والفئوية والحزبية قبل فوات الأوان ".
وتابع ممثل المرجعية الدينية " اننا اليوم لا نرى في وسائل الاعلام الا حالة التشرذم والتشظي والصراعات بين الكتل السياسية التي جعلت أمور الشعب في ايديهم ولا نرى حلولاً تلوح في الأفق في ظل وجود خطابات طائفية محرضة "، مشيرا الى ان "ابناء الشعب في حالة غضب شديد ولا يرون الا مزيداً من الازمات في بلدهم الذي يمر بظروف سيئة جداً، واننا نحذر من التداعيات الخطيرة لهذه الامور".
وبين الكربلائي ان " المواطن اليوم يرى انه هو الضحية وهو من يسفك دمه في وقت يعيش به القادة السياسيين في حالة تحصين وترفه وتنعم التي جعلت قلوبهم قاسية، وعدم الاهتمام بالمواطن ".
وأضاف ان " تنظيم القاعدة الارهابي اعلن مسؤوليته عن التفجيرات الاخيرة التي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى ولكن نسأل ويتسائل المواطن من يوفر الاجواء والظروف للقيام بهذه الاعمال وتشجعهم عليها اليست الكتل السياسية التي تتصارع على المصالح الضيقة التي سينتفض عليها الشعب يوماً وستنقلب الأمور على رؤوسهم ".
ولفت الكربلائي الى ان " المشاهد المأساوية التي رأيناها في تفجيرات الثلاثاء لابد من دراسة اسبابها وما اعلنته القاعدة من مسؤولية لايعفي القادة السياسيين والامنيين من مسؤولية هذه الخروقات التي فيها سببيين احدهما مباشر والاخر غير مباشر فالكتل التي تعيش حالة من التشظي والتناحر والصراع والتفرق والبلد يمر بأسوأ الظروف هي بلا شك تكون من مسؤولة عن هذه التداعيات ".
وابدى ممثل المرجعية الدينية في كربلاء " استغرابه من وقوع التفجيرات واقتحام وزارة مهمة وحرق ملفات وقتل موظفيها في ظل وجود اكثر من مليون عنصر امني هو الاكثر في تأريخ العراق وفي دول العالم مقارنة بنسبة السكان ؟؟ ".
وأضاف " اننا نتساءل والمواطنون كذلك أين الخطط الامنية وأين كبار الضباط الذين وصل عددهم لم يبلغه العراق في أي زمن مضى وفي أي بلد في العام ونؤكد ان المخلصين بهم قليلون جداً وكذلك في السياسيين ".
وتابع الكربلائي في تسائله " وأين الاموال الطائلة التي تصرف على المستلزمات الامنية ولكن العبرة ليست في كثرة العدد او بكبار الضباط او بصرف الاموال على الملف الأمني وانما في العنصر الامني الكفوء والاجهزة الاستخبارية والتنسيق العالي بين الاجهزة الامنية ".
وأشار الى " انه في بلدان أخرى عندما تقع فيها حوادث أقل بكثير مما حصل في العراق يستقيل وزير أو قادة امنيين وتجري محاسبه لهم لكن في العراق لاتوجد فقط هناك عدم محاسبة او استقالة بل أشد ايلاماً من ذلك لانجد عدم مبالاة وعدم اكتراث من المسؤولين بما حصل ولايهتز لهم جفن ولاضمير وان حالة التحصين والنعيم والترفه الذين يعيشون به التي ابعدت عنهم الضرر ويبقى المواطن فقط هو الضحية جعلت قلوبهم تقسو عما يمر به الشعب ".
ودعا ممثل المرجعية الدينية " المسؤولين والكتل السياسية والقادة الامنين الى مراجعة انفسهم والخطط الامنية واصلاح امور البلاد "
https://telegram.me/buratha

