أبلغ المتحدث باسم معتصمي الأنبار، بتراجعه عن قرار تأسيس "جيش العزة والكرامة" الذي أعلنه بعد محاصرة قوة من الجيش لساحة الاعتصام ليلة أمس الأول، مقرا بأن اعلانه للجيش كان ردة فعل على تطويق الجيش لساحة الاعتصام، وان المعتصمين سيشكلون لجانا غير مسلحة للحماية.
وفيما رأى محلل عسكري ان الاعلان السابق عن تأسيس جيش سعيد اللافي لم يكن مجرد ردة فعل، بل واجهة لجبهة النصرة، توقع ان يشهد الجمعة المقبل تصعيدا امنيا، اثر استفزاز سيتعرض له الجيش بهدف استدراجه لاستخدام القوة.
وهددت وزارة الداخلية بمنعها لهذا التشكيل من الاقتراب من ساحة الاعتصام او ممارسة اي نشاط، واصفة المتحدث باسم المعتصمين بأنه ممثل لخارجين عن القانون.
وفي اتصال هاتفي، قال سعيد اللافي، المتحدث باسم معتصمي الأنبار"لن نشكل أي جيش، واعلاننا عنه كان مجرد رد فعل على محاصرة القوات الحكومية لساحة الاعتصام، واستجابة لضغوط العشائر التي تطالبنا باجراءات لحماية ابنائها".
وتابع "شكلنا لجانا عشائرية غير مسلحة، لحماية الاعتصام، فالعشائر لديها خيم موجودة أصلا في الساحة"، شارحا ان "التشكيل سيعتمد على 50 شخصا من كل عشيرة، ليكونوا مستعدين للدفاع عن ساحة الاعتصام بدون سلاح، في حال تعرضها لأي هجوم جديد سواء من القوات الحكومية أو من غيرها".
واعلن اللافي في كلمة له أمام المعتصمين أمس الاول السبت، بعدما طوقت قوة من الجيش "ساحة العزة والكرامة" وفتشتها، ان "النية تتجه لتشكيل جيش العزة والكرامة لحماية المعتصمين وابناء المحافظة والمحافظة بشكل عام، لأن القوات الأمنية بدأت تتجاوز على ابناء المحافظة حتى وصلت التجاوزات الى ساحة العزة والكرامة".
وصرح اللافي "حين هجم الجيش على ساحة العزى والكرامة، ليلة امس السبت (أمس الأول) على الخيم، هرع الآلاف من الناس، ولم يستخدموا أي سلاح ناري، سوى العيدان والأعمدة الحديدية، ولولا تجمعهم لما تمكنا من رد تلك الهجمة الخطيرة التي كانت تهدف ابادة ساحة الاعتصام".
وذكر ان "القوة التي طوقت الساحة كانت تريد الدخول بالقوة واختطفت اثنين من المعتصمين واخلت سبيلهم بعد ساعتين بعد ان اعتدت عليهم بالتعذيب المبرح، والذي ارعبنا في الهجمة وجود مدنيين مسلحين ضمن القوة المهاجمة، وعندها ادركنا ان القوة جاءت لابادتنا ثم انها طوقت المكان بالكامل ولم نعد نستطيع الخروج، ولم يكن لدينا سوى سلاحين ناريين من النوع الخفيف، استخدمنا العصي والاعمدة الحديدية وانتظرنا المواجهة، وبقينا محاصرين من الساعة 12 ليلا الى الصباح".
وتساءل اللافي بأن "تنظيم القاعدة موجود في صحراء الأنبار، فماذا لا يشن الجيش العراقي حملة عسكرية من أجل القضاء عليه؟ ولماذا لا يتجهون للمناطق المعروفة التي تسطير عليها القاعدة في صحراء الأنبار بدلا من مهاجمة ساحة الاعتصام ومهاجمتنا نحن السلميين؟"، مؤكدا أن "الموجودين في ساحة الاعتصام لا يقسون الا بالكلمات، ومع هذا تمت محاصرتهم بجيش عرمرم".
ودعا الجيش الى "توجيه هذا الحجم من القوات للقضاء على تنظيم القاعدة الموجود في صحراء الأنبار". وأشار الى أن "العناصر التي جاءت لساحة العز والكرامة، وهتفوا باسم القاعدة رددنا عليهم رسميا وطردناهم من الساحة كما انهم قفزوا الى المنصة في وقت استراحتنا، حيث كان باب المنصة مقفلا"، وتحدث عن "انهم قبل ان يدخلوا الساحة كانوا يتظاهرون على جسر البو فراج، والتقوا بضابط في شؤون وزارة الداخلية يدعى العقيد أسعد، ثم دخلوا الى الساحة ملثمين حاملين رايات تنظيم القاعدة فلم تعترضهم القوات الأمنية، ثم انهم جاؤوا للساحة وهتفوا بما هتفوا به، ونحن من قام بطردهم، ولكن القوات الأمنية لم تعترض سبيلهم حين خرجوا وتركتهم، ولم تحاسبهم على ما هتفوا به من شعارات مؤيدة للقاعدة وهذا أمر غريب".
واستغرب اللافي أيضا ان "قناة العراقية وحدها التي بثت التصوير، ما يجعلنا نرى بأن الموضوع كان مفبركا وان الأجهزة الأمنية كان لها دور في دخول تلك العناصر، ونحن مصرون على البقاء على سلميتنا، وسنواجههم بها".
ووجد أحمد الشريفي، المحلل السياسي والعسكري، ان "الاعلان السابق عن تأسيس جيش العزة والكرامة من طرف سعيد اللافي، لم يكن مجرد ردة فعل، بل ان هذا الجيش سيكون واجهة لجبهة النصرة التي لم تعد قادرة على ممارسة اي جهد تعبوي باسمها داخل العراق بعد ادراجها ضمن الحركات المسلحة الارهابية".
وتوقع أن "تشهد الجمعة المقبلة تصعيدا امنيا بعد استفزاز الجيش واستدراجه للقيام باعمال عدائية ضد المعتصمين". وقال الشريفي ان "قوات الجيش ستبقى داخل الثكنات ولن تغادر المحافظة، وسيحاط الاعتصام بقوات الشرطة الاتحادية لأن الشرطة المحلية غير قادرة على حفظ الأرض في المدينة بمفردها". وحذر العميد سعد معن، المتحدث باسم وزارة الداخلية، في تصريح لـ"العالم" أمس، بقوله "سنمنع هذا التشكيل من الاقتراب من ساحة الاعتصام او القيام بأي فعل على الأرض، ولن نسمح بوجود أي قوة عسكرية خارج اطار القوات المسلحة الرسمية المعروفة، والكثير من اهالي الانبار اتصلوا بنا وطالبونا بمنع هذا الميليشيا"، معتبرا "سعيد اللافي يمثل مجموعة من الخارجين عن القانون ولا يمثل الأنبار".
وشدد معن "احذر معتصمي الأنبار بان كل من يحمل السلاح سيعامل معاملة الخارج على القانون".
https://telegram.me/buratha
