توعد ائتلاف دولة القانون أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب بسحب الثقة عنه عقب بيان هاجم فيه منتقدي زيارته إلى قطر، ووصف حديثهم بـ"الجعير".
وفي الوقت الذي وصف فيه الائتلاف، رئيس مجلس النواب بـ"الطائفي"، دعاه إلى احترام الآخرين واختيار الالفاظ المناسبة في مخاطبتهم.
جاء ذلك رداً على بيان اصدره النجيفي أمس الاربعاء أورد فيه مفردات وصفها ائتلاف دولة القانون بـ"غير المناسبة".
وتمت المحاولة للاتصال بالنائب محمد الخالدي، مقرر مجلس النواب، لسؤاله عن الالفاظ التي وردت في بيان النجيفي، ولعدة مرات، الا أنه لم يرد حتى أنه اغلق هاتفه في آخر محاولة اتصال.
وقال علي الشلاه، النائب عن ائتلاف دولة القانون، إن "بيان السيد النجيفي مماثل لزيارته التي تفتقد اللغة المناسبة في الحوار، بسبب تعوده على اطلاق ألفاظ غير مناسبة، كما هو معتاد على اتخاذ خطوات غير مناسبة ومرتبكة أدت إلى تأزيم العملية السياسية والاحتقان الطائفي في الشارع".
ونقل بيان لمكتب رئيس مجلس النواب عن النجيفي قوله "في تواتر محموم يكشف عن غرض مبيت، عج البعض من نواب ومسؤولين حكوميين بجعير متواصل شاجبين زيارة رئيس مجلس النواب الى دولة قطر، وعدوها من الامور المنكرة، متوهمين ان ما تنضح به اهواؤهم لاتطوله الشبهات من شمال أو يمين".
وأضاف الشلاه، أن "النجيفي سيفاجأ بعدد النواب الذي سيصوتون على إبعاده عن رئاسة المجلس حتى من داخل القائمة العراقية، لأسباب تتعلق بسوء إدارته وفشله في إدارة هذا الموقع".
واعتبر النائب عن دولة القانون، أن "بيان النجيفي كان غير مناسب، وعليه أن يتعلم الديمقراطية واحترام الآخر"، متهما اياه بأنه "طائفي بامتياز، وعليه أن يتصرف بحجم الموقع الذي يشغله".
وكان اسامة النجيفي، وصل الى قطر الأسبوع الماضي في زيارة غير معلنة، التقى خلالها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد، كما شن النجيفي خلال لقاء أجرته معه قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود، هجوما عنيفا على رئيس الوزراء نوري المالكي ودعاه الى الاستقالة.
وبين الشلاه، أن "هذه العبارات تعكس الثقافة التي يمتلكها النجيفي، الذي لا يستطيع كتم غضبه وتظهر منه ألفاظ بذيئة عندما يكون في حالة غضب، وهذه هي الشخصية الحقيقية له".
وكانت الانتقادات الشديدة التي وجهت للنجيفي على خلفية زيارته الاخيرة الى قطر، تزامنت مع إصداره لتوجيه ألزم في النواب بالحضور وعدم التغيب عن جلسات المجلس، لإنهاء قوانين معطلة ومشكلات تحتاج الى حلول.
وكان النجيفي قد رد في بيان رد فيه على منتقدي زيارته إلى قطر، في بيان أمس الاربعاء، "في تواتر محموم يكشف عن غرض مبيت، عج البعض من نواب ومسؤولين حكوميين بجعير متواصل شاجبين زيارة رئيس مجلس النواب الى دولة قطر، وعدوها من الأمور المنكرة، متوهمين أن ما تنضح به أهواءهم لا تطوله الشبهات من شمال او يمين".
وتابع ان "عبادة الرأي ونكران الرأي الاخر، نوع من انواع الجاهلية المقيتة التي لا تتحطم على دكتها الا اصنام اصحابها فقط".
واوضح انه "ليس من البدع ان يلبي مسؤول دعوة من دولة او مؤسسة اعلامية أو جامعية، فيدلو برأيه في حدث ما او ظاهرة ما، فالمسؤول هو في الاساس سياسي , والسياسي ذو رأي، والادلاء برأيه هو جزء من مسؤوليته السياسية والانسانية والاخلاقية، كما ليس من البدع ان يشارك رئيس بصفته الحزبية على نفقته الخاصة لا صفته الرئاسية في مؤتمرات حزبية دولية معينة يقف البعض منها موقفا متضادا بل معاديا، ولو شئنا ان نعدد القرائن في هذا المجال لصعب العد، لكنها حصلت ومرت مرور الغيث فلم يتوقف عندها احد ولم يصرخ ويهتف ضدها احد".
وشدد النجيفي ان "محاولة المأزومين اسقاط ازماتهم على كل حادث وواقعة أمر يدعو إلى الريبة والشك بشان مستقبل العملية السياسية في البلاد، فهذه العملية نهضت على تعدد الالوان ولم تنهض على لون واحد، وقامت على شراكة المختلفين في الرأي ولم تقم على ندية سيئة الغرض واختلاف يقرب في ادائه اليومي من الاختلاف العدائي".
وأضاف "إن كانت هذه القناة ليست محل قبول عند البعض وهذه الدولة ليست محل رضى عند البعض الاخر فان قياسا مثل هذا ليس صالحا للتعميم ابدا على سائر الناس، وعلى الذين يريدون تعميم اقيستهم ان يفهموا ان هذا التعميم سياق ديكتاتوري رفضه ويرفضه شعبنا، وانكره وينكره دستورنا، وعليهم ان يحاسبوا انفسهم أو لا على وقائع وحالات مماثلة ارتكبوها مرارا ونهارا جهارا تحت يافطة الولاء الايديولوجي أو الارتباط المعروف لونه وحجمه وتأثيره بهذه الدولة او تلك".
واستدرك "اننا ومن موقع الحرص الوطني على وطننا وشعبنا ومن موقع الحرص على عدم سقوط العملية السياسية في بئر لا قعر له ندعوهم الى الالتفات الى انين الشعب وجوعه وتشرده بدلا عن تربص الفرص بالشركاء، وعليهم ان يحاسبوا انفسهم على خذلانهم للناس ولناخبيهم قبل البحث في عيوب، فيا من تعيب وعيبك متشعب، كم فيك عيب وانت تعيب".
وانتهى الى القول "ليس بالجعير وحده يسكت الشعب عن مطالبه المشروعة الحقة، ولا بالكذب والتضليل يستعمى المواطن عن رؤية الحقيقة".
https://telegram.me/buratha

