يجري حراك سياسي يضم كتلي العراقية والتحالف الكردستاني وأطرافاً مهمة في كتلة التحالف الوطني، يتناول البحث في الأزمة الراهنة واحتمالات انفتاحها على خيارات صعبة، فيما لم يستبعد نواب إحياء تحالف أربيل-النجف الذي حاول الصيف الماضي سحب الثقة من رئيس الحكومة.
إلى ذلك دعا السفير الأميركي في بغداد ستيفن بيركوفت، رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الى اطلاق مبادرة لجمع شمل الاطراف العراقية لايجاد حل للازمة الحالية التي تعصف بالبلاد.
وكشف عضو كتلة العراقية النائب محمد الخالدي عن وجود تحركات من قائمته وباقي الكتل السياسية لايجاد حلول حقيقية للخروج من الازمة السياسية، وقال "ان اجتماعات العراقية مع باقي الكتل تسعى الى اعادة احياء مجموعة اربيل والنجف التي حاولت إقالة المالكي من منصبه في العام الماضي"، منتقدا التصرفات الحكومية تجاه الأزمة الحالية و"الحلول الترقيعية التي يتبناها رئيس الوزراء نوري المالكي".
ولفت النائب الخالدي الى ان العراقية وباقي الاطراف المشاركة في العملية السياسية تريد ان تشكل جبهة ضغط ضد المالكي لإجباره على تلبية مطالب المتظاهرين وإيجاد حلول للمشاكل العالقة بين الحكومة وباقي الكتل السياسية، موضحا أن "خيار إيجاد بديل عن المالكي احد الحلول المطروحة لإنهاء الأزمة".
وكانت القائمة العراقية حذرت أول من أمس في بيان صدر عنها من "محاولات لخلق فراغ سياسي اخر في ظل غياب دور رئيس الجمهورية جلال طالباني".
في غضون ذلك اكدت شخصية سياسية كردية ان التحالف يتابع بشكل مستمر التظاهرات التي تشهدها المناطق الغربية من البلاد منذ أسابيع، لافتا إلى أن إقليم كردستان استقبل عددا من الكتل السياسية بينهم أطراف في التحالف الوطني.
وقال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ورئيس برلمان كردستان سابقا عدنان المفتي في حديث مع "المدى" أمس إن الأطراف السياسية متفقة للتحرك في "إطار الدستور واتفاقية أربيل التي شكلت على أساسها الحكومة وروح الشراكة".
وذكر المفتي أن أطرافا في داخل التحالف الوطني وبينها التيار الصدري تضغط على رئيس الحكومة لتدارك الاوضاع المتأزمة في البلاد، مضيفا أن التحالف الوطني بعث برسالة الى التحالف الكردستاني يدعوه فيها للاستمرار في الشراكة وفق الدستور لحل المشاكل العالقة بين الطرفين.
من جهتها حذرت كتلة الأحرار من التباطؤ في إيجاد حلول لمطالب المتظاهرين والمشاكل المتراكمة بين الأطراف السياسية منذ عام 2010 –بداية تشكيل حكومة المالكي الثانية.
وأكد النائب عن الاحرار علي التميمي ان التيار الصدري أرسل وفودا الى المناطق الغربية للمساعدة في ايجاد قنوات بين المتظاهرين والحكومة لتلبية مطالبهم، منتقدا اللجان الحكومية التي شكلت للنظر في مطالب المتظاهرين.
واوضح التميمي ان الحل في الأزمة التي تعصف البلاد هو تشكيل تجمع رؤساء الكتل مع بعضهم لإيجاد حلول سريعة، مبديا خشيته من تفاقم الوضع، منتقدا في الوقت نفسه اللجنة الخماسية ولجنة الشهرستاني التي شكلت لمتابعة مطالب المتظاهرين ووصفها بـ"مضيعة للوقت".
ودخلت التظاهرات المناهضة للحكومة أمس يومها الخامس والخمسين التي تشهدها المحافظات والمناطق الغربية والشمالية، منذ كانون الأول 2012 المنصرم، وطالبت الاحتجاجات في بدايتها بإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام، وتعديل مسار العملية السياسية ووقف التهميش والإقصاء، وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.
وازداد سقف المتظاهرين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية إلى مطالبة بعض المتظاهرين بإسقاط حكومة المالكي ومحاسبتها وتعديل الدستور، وبدأت ترفع شعارات "حادة" بدءاً من الأول من شباط الحالي عندما رفعت شعار (أرحل) وصولاً إلى تهديد المتظاهرين في الأنبار بمد احتجاجاتهم إلى العاصمة بغداد.
الى ذلك ذكر بيان لرئاسة إقليم كردستان صدر الليلة قبل الماضية واطلعت عليه "المدى" ان بارزاني التقى في منتجع صلاح الدين السفير بيركوفت والوفد المرافق له، واكدا على الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع في العراق كما اكدا على تأييدهما لمساعي السلام لإنهاء الازمة الحالية في البلاد.
وشدد السفير الأمريكي على أهمية لقاءات بارزاني مع القوى والاطراف العراقية للوصول الى حل جذري للازمة الحالية بغية التوصل الى تفاهمات على مشروع وطني عراقي من خلال الحوار والتفاهم بين الأطراف العراقية، داعيا بارزاني الى اطلاق مبادرة ضمن الدستور والاتفاقات للم شمل الأطراف العراقية تحت سقف التفاهمات والتوصل الى حل لانهاء الازمة الحالية في العراق.
من جهتها اكدت نائب عن كتلة دولة القانون موافقة كتلتها على أي مبادرة لجمع شمل الاطراف السياسية،"شريطة ان تكون ضمن القانون والدستور، وأفادت النائب عن الكتلة بتول فاروق في اتصال مع "المدى" امس ان "لا خلاف شخصيا مع رئيس الإقليم"، مضيفة أن "عليه حل الإشكاليات بين أربيل وبغداد".
وأكدت فاروق ان "دولة القانون لا تمانع إطلاق مبادرة من أي جهة لحل الأزمة في البلاد حتى لو كانت برعاية بارزاني".
https://telegram.me/buratha
