اطاح ما تبقى من النظام الديمقراطي في العراق اليوم باعلى شخصية في السلطة القضائية رئيس المحكمة الاتحادية العليا ورئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود خلال السنوات الثماني الماضية
فبعد اتهامات ووثائق رسمية اعلنت تحت قبة البرلمان حول الوظائف التي تولاها خلال حكم حزب البعث المقبور فقد اعلنت هيئة المساءلة والعدالة [اجتثاث البعث سابقا] اليوم الاربعاء عن صدور قرار بشمول رئيس المحكمة الاتحادية [مدحت المحمود] باجراءات الهيئة. ولم تعرف بعد تلك الاجراءات وما اذا كانت تعفيه من وظائفه او تحيله الى المحاكم التي كان يراسها.
مدحت المحمود : أسمه الكامل هو مدحت حمودي حسين المشهور باسم [مدحت المحمود] وهو من مواليد بغداد - الرصافة - محلة صبابيغ الآل ولد في 21/9/1933 وأنهى دراسته الابتدائية و الثانوية في بغداد ، وتخرج في كلية الحقوق بدرجة [شرف] للسنة الدراسية 1958 - 1959 .
ومارس المحاماة بعد التخرج في كلية الحقوق وخدم في الجيش العراقي كضابط احتياط واجتاز عدد من الدورات الدراسية القانونية والقضائية خارج العراق عين محققا قضائيا في وزارة العدل عام 1960 وعين قاضيا في عام 1968 بعد اجتيازه امتحان الكفاءة و القدرة القضائية بتفوق .
وعمل قاضيا في العديد من المحاكم في العراق من بينها محاكم قلعة سكر, الرفاعي, سدة الهندية , المسيـب , الرمادي , محكمة الأحداث في بغداد , محكمة بداءة الكاظمية و محكمة بداءة بغداد وانتدب من القضاء إلى مدير عام دائرة التنفيذ في وزارة العدل والتي تم تأسيسها على يده في عام 1980 وانتدب من القضاء الى مدير عام دائرة رعاية القاصرين .
وعُين المحمود نائب رئيس استئناف بغداد ورئيسا للهيأة التمييزية المدنية فيها وممثل ديوان الرئاسة في هيئة الأوقاف ورئيس مجلس شورى الدولة بأمر من ديوان الرئاسة لغاية 2003 .
وكانت للمحمود صلات بالنظام السابق ومن أهم خدماته لرئيسه [صدام حسين] انه عمل بصفة المستشار القانوني له لمدة ثلاث سنوات، ومستشارا في مجلس الوزراء للنظام السابق لعدة سنوات، ومحاضرا في كلية صدام للحقوق .
وأثناء عمله في ديوان الرئاسة حصل على مرسوم من رئيس النظام السابق لتعيينه قاضياً في محكمة التمييز خلافاً للقوانين النافذة والشروط المطلوبة، وبعد إكمال السن القانونية الموجبة لإحالته إلى التقاعد حصل على تمديد خدمته لسنوات أخرى، وهذا أيضا كان خلافاً للقوانين النافذة .
وأطلق مدحت المحمود عبارة [البيعة الابدية] المشهورة للرئيس صدام اثناء الاستفتاء الشعبي عام 2002 كما جاء في مقالته المنشورة في جريدة القادسية المؤرخة في 15 تشرين الاول لعام 2002 ، وهو صاحب المقولة المشهورة [أعظم قائد لاعظم شعب] المنشورة بنفس الجريدة، كما ظهر له لقاء مع رئيس النظام السابق على شاشة التلفزيون ونشر حديثه في جريدة الثورة المرقمة [ 9861 ] في 3 تشرين الاول عام 1999 ، حيث كان يشبه صدام وعدله بالرسول الكريم وقضائه، واعتبر عهد صدام بمثابة عهد صدر الإسلام .
وبعد عام 2003 عينه الحاكم الامريكي المدني للعراق بول بريمر مشرفا على وزارة العدل في 12 حزيران 2003 وعين نائبا لرئيس محكمة التمييز ثم رئيسا لمحكمة التمييز الاتحادية وعين رئيسا للمحكمة الاتحادية العليا في 30/3/2005 وبحكم القانـــون ، رئيساً لمجلس القضاء الاعلى .
ويعد المحمود خبيرا في مجال قوانين الأحوال الشخصية والقوانين المدنية في الجامعة العربية وكان أستاذا محاضرا في المعهد القضائي لمدة [26] سنة في مادة قانون المرافعات المدنية وقانون التنفيذ وقوانين التنظيم القضائي
كما شارك في العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية القانونية و القضائية واشرف على العشرات من البحوث القضائية المقدمة من القضاة للترقية العلمية ونشر له العديد من البحوث القضائية في المجلات العربية المتخصصة وألف ونشر الكتب القانونية الاتية :
شرح قانون التنفيذ - بثلاث طبعات .
شرح قانون المرافعات المدنية - بثلاثة أجزاء .
دراسة استعراضية للقضاء في العراق - بثلاث طبعات .
كما كان عضوا مؤسسا للمركز العربي للدراسات القضائية والقانونية – عمان وعضو المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة – بيروت .
يذكر أن أحد أولاده قتل من قبل الإرهابيين في الأعظمية في عام 2007
https://telegram.me/buratha

