قال سماحة السيد محمد تقي المدرسي، ان منظمة التعاون الإسلامي تعتبر أوسع منظمة عالمية دولية سياسية بعد الأمم المتحدة, متسائلاً وبعد انعقادها مؤخراً في القاهرة عن ما قدمته من حلول لمشاكل كثيرة تعاني منها البلاد الإسلامية.واضاف خلال كلمته الاسبوعية في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، تسائل قائلاً: "هل استطاعت هذه المنظمة أن تحل مشاكل المسلمين في فلسطين؟ او حل مشكلة الفقر في العالم الإسلامي؟ هل استطاعوا أن يحلوا مشكلة الأقليات الإسلامية في العالم مثل الأقلية المسلمة في "نيمار" والتي كانت تسمى سابقا بورما؟ او هل استطاعوا ان يحلوا مشكلة سوريا؟" مشيراً إلى: ان الوضع في سوريا متأزم جدا حيث ان الاحصائات تشير الى تزايد عدد القتلى في كل يوم حتى يصل الى المئات, كما ان هناك هدم منظم ومستمر لبلد عربي إسلامي وفي وسط العالم الإسلامي والعربي.وأضاف: ان هذه القمة كانت تمثل الدول الإسلامية لكننا لم نجد اي أثر لعالم دين في هذه القمة, موضحاً ان الإسلام دين قبل ان يكون قومية وفي حال اجتمعت الدول العربية فهؤلاء تجمعهم لغة مشتركة, ولكن هذه القمة كانت قمة الإسلام والمسلمين إلا اننا لم نشهد مشاركة لشخصيات إسلامية كشيخ الأزهر الذي لم نراه في اي زاوية من زوايا هذه القمة, مخاطباً العلماء والمفكرين المسلمين قائلاً: "أين العلماء؟ أين المفكرون؟ حتى العلماء اللذين هم مع هؤلاء السلاطين ومع هذه الدول لم نجد احد منهم في هذه القمة" لافتاً الى إن وجود بعض المعممين في هذه القمة كان بصفتهم شخصيات سياسية وليست إسلامية.وتابع: نحن مع تفعيل هذه المنظمة ونؤيد انعقاد كل قمة, ولكن هذه المنظمة وأمثالها لن تستطيع ان تحل المشاكل التي تحيط بالأمة الإسلامية, بل جماهيرنا المسلمة هي من يقدم الحلول ويغير واقع الأمة الإسلامية الى الأفضل بعد ان تنزل الى الساحة بقوة وتحمل راية الإصلاح والعمل, مبيناً ان كل الانجازات الإسلامية عبر التاريخ انطلقت من إرادة الجماهير المسلمة.وعزا التراجع الكبير في واقع الأمة الإسلامية من تخلف وتمزق وانهزام الى الطلاق الحاصل بين الدين والواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي, معتبراً انه السبب الرئيسي في تأزم الأوضاع في البلدان الإسلامية.
https://telegram.me/buratha

