قال سماحة السيد محمد تقي المدرسي، إن الحكمة والرجولة "لا تعني الوقوف في الشارع والتحريض ضد هذا وذاك تحت مـُسمى التظاهر، وإنما هي في اساسها وصميمها بالتعاون على بناء البلد والإسهام في تقدمه وازدهاره والتواصي بالتعاون و بالعمل المشترك"، موضحاً ان هذا الحديث "ليس موجها لأهالي منطقة او محافظة بعينها" وإنما لكل من تقع عليه المسؤولية او يسهم من حيث يشعر او لايشعر بتردي الأوضاع في البلاد سواء كانوا من المتظاهرين او السياسيين.واشار المدرسي في جانب من كلمته الاسبوعية التي ألقاها في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، الى الوضع المتأزم والتصعيد المستمر الذي تشهده بلدان المنطقة قائلاً: "حينما نشاهد ونفكر اليوم بما يجري من توتر و صراع ومشاكل في بلداننا نكتشف أن ايادي خفية هي التي تقوم باثارة النعرات في مصر بطريقة وفي سوريا بطريقة اخرى وفي العراق بطريقة ثالثة، ولكنها نفس الايادي والاصابع والمؤمرات التي نستطيع ان نلخصها في كلمة وسياسية (فرّق تسد) التي تجعل الامة يصرب بعضها بعضا.. وهذه الحالة نفسها نراها تتكرر عبر التأريخ فالعدو يجلس ويخطط ويدير عن بعد ويحاول ان يفجر هذه الصراعات بين المسلمين."واضاف: هل كان الكيان الصهيوني مثلا يستطيع ان يعتدي ويضرب بطائراته سوريا كما فعل أخيرا لو لم تكن هذه الاضطرابات وهذا القتل والتدمير و المشاكل في سوريا.واوضح بالقول: خطابنا اليوم لمصر والعراق وسوريا هو القول الماثور: من حـُلقت لحية جارٍ له فليسكب الماء على لحيته، لان المؤامرة واحدة هنا وهناك .وشدد على: أن ادارة ومعالجة شؤون الحكم والازمات والمشاكل في بلداننا وعموم المجتمع الاسلامي لن تكون نافعة ومنتجة الاّ عبر إتباع اربع ركائز اساسية هي (الحكمة والتشاور والتعاون والتواصي) وهو النهج الذي جاء به ويؤكد عليه ديننا الحنيف، فأتخاذ القرارات لايصح أن يأتي بأسلوب الفرض من مجموعة او أحد ما يجلس في غرفة مغلقة ويقرر للاخرين نيابة عنهم وبعيدا عنهم دون مشاورتهم والتعاون معهم، فالتعاون يعني أن يكون المجتمع كله بقواه وفئاته ضمن مجموعة ودائرة العمل المشترك.وتابع: ان الربيع الحقيقي هو الذي ينبت وينتج الرخاء والأمن والبناء ويدفع الى التطلع للمستقبل وعدم التقوقع في الماضي وفي ثقافة الحقد والانتقام، ولولا ذلك فإنه ستقوم لا سمح الله فتن تأكل الاخضر واليابس .
https://telegram.me/buratha

