شدد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على ضرورة ان يكون حل الازمة التي تمر بها البلاد عراقيا ، رافضا التدخلات الخارجية.
وقل في كلمة ألقاها بمناسبة مهرجان الوئام بين الأديان الذي أقيم بمكتبه اليوم ببغداد بمناسبة مولد الرسول الأكرم محمد {ص} أن"حل الأزمة يجب ان يكون داخليا بعيدا عن التدخلات الخارجية وقد اثبت العراقيون قيادات وساسة وشيوخ عشائر ونخب قدرة عالية على حل الإشكاليات ونحن على يقين أن العراقيين قادرون على حل مشاكلهم اذا صفت النفوس وإذا حضرت الإرادة الحقيقية".
واوضح الحكيم ان"التنوع الكبير الذي نشهده في العراق هو نقطة قوة للشعب العراقي فجميع المكونات الى جانب بعضها البعض "مبينا ان"مسؤوليتنا التاريخية ان ننطلق من افكارنا الاسلامية من منطلق الالتقاء بالمنتصف والانفتاح على الجميع ونشر اساس التسامح في العراق وفي المنطقة والعالم".
واشار الى ان الشعب العراقي "في كل مواقعه والوانه الطيبة سيبقى عنصر اساسي واضافة نوعية في باقة الورد العراقية المتنوعة الزهور والروائح والالوان الزاهية ولابد من الحفاظ على وحدة الوطن ومهما كانت المنغصات ولابد ان نتحلى بسعة الصدر والتقييم المنصف والعادل الذي يرى الحقيقة في كل اجزائها".
وجدد الحكيم دعوته الى "كل مسار دستوري وقانوني اذ ان التظاهر السلمي حق للمواطنين وسنبقى ندافع عن هذا الحق لابناء شعبنا ومن جميع الاتجاهات وفي كل المواقع"، مشددا ان"املنا من المتظاهرين وهم يتسمون بالحكمة والروية والحرص على البلاد ان يراقبوا الامور بدقة و يمنعوا دخول المندسين الى صفوفهم في من يرفع شعارات او يقوم بسلوكيات بعيدا عن توجه جمهورنا وان يواجهوا المفسدين حفاظا على وطنهم ومشروعهم ونواياهم وصدق مطالبهم ".
كما دعا "الحكومة واللجنة المختصة بالنظر في مطالب المتظاهرين الى الاسراع في تلبية كافة المطلب المشروعة لتطمين الجمهور بجدية الاجراءات ، كما ندعو الكتل السياسية الى سرعة المصادقة على عدد من القوانين التي من شانها ان تحل الاشكاليات واطلاق سراح السجناء الذين لم تثبت ارتكاب جرائم ضد ابناء الشعب العراقي".
واكد السيد الحكيم ان"القتلة من الإرهابيين وغيرهم لا مجال للتسامح معهم ولا يحق لاي طرف اتخاذ قرار نيابة عن الشعب العراقي ودمه المهدور وهي تتطلب تظافر الجهود وكنت اتمنى ان تكون جميع الكتل حاضرة تحت قبة البرلمان".
ودعا العراقية الى"ان تجدد النظر في تجميد حضورها في اجتماعات مجلس النواب حتى لا تفوت فرصة حل المشاكل بالسرعة الممكنة".
واكد الحكيم ان"الحلول قد لا تأتي كاملة منذ الخطوة الأول ولكن حينما يشعر ابناء الشعب بالعدالة والانصاف وجدية المسؤولين سيدعمون هذا المسار ونحن فخورون بشعب صبور تحمل الكثير في الماضي وهو مستعد لتحمل الكثير مستقبلا إذا تأكد من سرعة المسارات وصدق الخطوات".
واشار الى ان"الجيش يمثل المؤسسة الوطنية التي يفخر بها جميع العراقيين ومهتمه بتوفير الحماية لجميع العراقيين ولابد من الحرص على تجنيبه الخلافات السياسية من جميع الاطراف وابقاء هذه المؤسسة ضمن مهمتها الوطنية لتكون صمام امن تمنع انجراف البلد الى المجهول".
وأوضح السيد الحكيم ان"المرجعية من خلال حرصها للدفاع عن حقوق العراقيين تمثل ركيزة اطمئنان للجميع ويجب ان نحرص على توصياتها لحل الأزمة وهي كفيلة بحل الأزمة لو اعتمدت من قبل كافة الأطراف".
وتابع اننا"في ظل التوترات الطائفية التي نعيشها في العراق والمنطقة بأمس الحاجة للوقوف عن هذا الحدث واستلهام الدروس والعبر من شخصية الرسول محمد {ص} ومن مشروعه الالهي الذي حمله لبشرية جمعاء في بناء الانسان والمجتمع على اساس التوحيد لله والعدل والانصاف والتسامح والتعاون والتكامل بين البشر واشاعة ثقافة التعايش السليم البناء والحوار الهادف الصادق واستحضار المشتركات وتفهم التنوع والتعدد في القراءات والرؤى وتشخيص المواقف وليعذر بعضنا بعض في ما نختلف به".
وبين السيد الحكيم ان"الاختلاف لا يفسد في الود قضية وأننا في هذا الحفل الذي يشاركنا فيه النخب والجماهير نعيش الفرحة المشتركة ونتضامن معا تحت عنوان رسول السماء والانسانية وعلينا ان نقف عن المجتمع الانساني ودوره في النظرية الاسلامية لنستبين اهمية الوئام الاسلامي مهما تعددت المذاهب والاديان".
اوضح ان"الاسلام اهتم بتربية الفرد وانه جزء من المجتمع يتأثر به في تكوينه وحياته ويؤثر فيه ولا يمكن ان نخطط للفرد ونهمل المجتمع الذي يعيش فيه بعيدا عن الاهتمام والتخطيط".
وذكر السيد الحكيم ان"الإسلام يؤكد على أهمية الأخلاق للإنسان معتبرا ذلك الهدف الأساس من بعثة النبي حينما قال {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق} فكيف له ان يصون مكارم الأخلاق للإفراد دون ان يوفر المجتمع الذي يعيشون فيه".
وقال ان"المجتمع يتكون من الافراد الذين يتفاعلون فيما بينهم وبدون ذلك لامعنى للمجتمع وهو يحصل بسب التفاوت في الكفاءات والتجارب وفرص الإثراء المتبادل".
واضاف السيد الحكيم ان"الشكل الجسدي بين الناس يختلف كما ان الشكل النفسي والاستعدادات تختلف ما يجعلهم يتفاعلون فيما بينهم".
واوضح ان"الناس لديهم غايات ومنافع اكبر من طاقاتهم وان المدنية ورغبة الإنسان في تكوين المجتمع حاجة أصيلة الآن وأسبابها هي طبيعية واصيلة ان هذا الشعور المدني والإحساس بالشعور والواجبات والحقوق أعطيت صبغة القداسة في المجتمعات المتدينة".
واكد السيد الحكيم ان"الانفاق يعني العطاء فالمتقي يعطي من علمه وجاهه وخبرته وكفاءته فالعطاء الذي يكون المجتمعات هو من التقوى واداء الواجب الاجتماعي وهو واجب ديني اصيل والانفاق يحسب من عطاء الرجل لزوجته الذي ليس هو سخاء بل هو واجب والواجبات جميعا امانة على الفرد ان يؤديها فمن يؤديها فهو يعطي حقوق الناس وهنا نفهم ان الانسان هو الموجود الوحيد الذي تمكن ان يحمل الامانة ويؤديها".
وبين ان"الاسلام يكرس هذه الصلات والعلاقات الاجتماعية ويضع لها الاطر والمعايير والخطوط التفصيلية كما نجد ان طرح مفهوم الاخوة لتعطى صفة الرحيمية لابناء المجتمع ثم يرفع السقف عن حد الاخوة ليصل الى مستوى الجسد الواحد والوجود الواحد".
وتابع السيد الحكيم ان"تعبير الاسلام عن أموال الناس كأموالكم معتبرا ان المال للجميع وهو مال بعضهم البعض ويفسر الاسلام المجتمع انهم اخوة وجسد واحد ".
واوضح ان"الاسلام يعتبر البشر سواسية كأسنان المشط امام الله وعندما يكونون متساويين يسهل التعامل معهم وبينهم لانه ليس هناك من هو فوق الاخر وليس في البشر من هو غني بشكل كامل او فقير بشكل كامل فيأخذ ويعطي وكلهم من منشأ واحد".
واكد السيد الحكيم ان"المبدأ والمصير والخطر هو واحد وما يسهل مهمة التعامل وتكوين المجتمعات بحسب رؤية الاسلام فالانسان طيب بحسب ذاته وليس بالبشر شخص لا يمكن اصلاحه او التعامل معه وان وجد فهو حالة شاذة ونادرة وهو ما يسمح لان يمد الانسان يده للاخر ليتعاون معه".
واشار الى اننا"نجد الكثير من الامور التي تهتم بشؤون المجتمع فنجد في الاسرة كيف يقدس الاسلام العلاقة الزوجية ثم ينتقل الى العلاقة بين الوالدين والابناء والتي تسودها الاحترام مقرونة بالطاعة لله وهناك الكثير من الايات التي تذكر ذلك ثم ينتقل للعلاقة مع الارحام ويوجب صلة الرحم ويحرم قطيعته والجار والتأكيد على العلاقة مع الجار حتى ان عليا بن ابي طالب عليه السلام يقول لازال النبي {ص} يوصينا بالجار حتى ظننا انه سيورثه ويفسر الجار ان يكون بينه وبينه اربعين بيتا بكل الاتجاهات ثم ترتقي الرؤية الإسلامية الى البلدة الواحدة".
وذكرالسيد الحكيم انه"اذا مات احد من أهالي البلدة نتيجة فقر او جوع فلا ينظر الله اليها ويشملهم الغضب الإلهي عليهم ثم ينتقل ليحرم العزلة عن الناس وحرمة إيذائهم والغيبة والافتراء وكل من شأنه المخاطرة في العلاقة فيما ما بينهم وفي العبادات نجد الصبغة الاجتماعية بوضوح فالصلاة أول ما نزلت جماعة ثم بعدها سمح فرادا والتوجه نحو قبلة واحدة وفي مكان مفضل هو المسجد وطريقة مفضلة هي الجماعة كل ذلك ينسق الصلاة ويعطيها صفة اجتماعية وكذلك الصوم والحج فهما صفة اجتماعية واضحة".
وقال ان"الزكاة وهي واجب اجتماعي تختلف فيه عن الضرائب لان مواد انفاقه لمعالجة الاختلاف الطبقي في المجتمع وليس لملء خزينة الدولة كما هو في الضرائب ".
واضاف السيد الحكيم انه "في جانب الاخلاق في الاسلام نجد ان القاعدة تبنى على اساس شعور الانسان انه ليس وحده في الكون وهو جزء من مجموع ونجد التركيز على محبة الناس والكرم والتواضع والصدق ومساعدة الضعيف وتوقير الكبير والترحم على الصغير وافشاء السلام وبشاشة الوجه واخفاء الحزن وعيادة المريض ومراعاة الادب في الجلوس امام الاخرين وتأنيب الفاسدين وقبول العذر والنصيحة وخدمة من يصاحبهم واسماع الاصم دون امتعاض والتوسع في المجالس وفسح المجال للاخر والالاف من التعاليم التي تعمق الشعور الاجتماعي".
وذكر ان"هذا الا ستعراض السريع يؤكد ان الرسالة الاسلامية في كل جوانبها تؤكد وتعزز وتعمق الجانب الاجتماعي والتعامل الايجابي مع الاخر ان كان ضمن الصبغ المذهبي او الدين الواحد او المتعدد".
https://telegram.me/buratha

