لم تمر انتقادات رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو للحكومة العراقية مرور الكرام. اذ اعتبرها رئيس الوزراء نوري المالكي محاولة لعرقلة الحوار السياسي واذكاء الفتنة بين العراقيين.
وانخرط قادة الكتل النيابية العراقية في سلسلة مباحثات معمقة للخروج من نفق الازمة السياسية التي تحمل انعكاسات خطيرة على الواقع العراقي خصوصا مع وصول المباحثات الى لحظة الحقيقة بالوصول الى الانفراج او الانفجار الذي تلوح به القائمة العراقية (بزعامة اياد علاوي) عبر امهال التحالف الشيعي الحاكم بضعة ايام لتنفيذ مطالب المحتجين او اللجوء الى خيارات قاسية، قد تصل الى حدود الانسحاب من الحكومة والبرلمان.
ففي سياق رد فعل المالكي على مواقف منتقديه، اعتبر تصريحات البارزاني الأخيرة بانها "مفاجئة". فيما وصف تصريحات داود اوغلو بـ"غير المسؤولة".
وقال المالكي في بيان صدر امس إنه "في الوقت الذي تسير فيه الأمور إلى الحلول والانفراج الذي يخدم مصالح جميع أبناء الشعب العراقي وينعكس إيجاباً على أمن واستقرار العراق نفاجأ بمواقف وتصريحات مضادة من جهات إقليمية ومن شخصيات سياسية عراقية كالبيان الصادر عن رئيس إقليم كردستان والتصريحات غير المسؤولة التي أطلقها وزير الخارجية التركي التي تكشف عن رغبة في إعاقة الحوار بين مكونات الشعب العراقي وإحياء الفتنة الطائفية البغيضة".
وأضاف المالكي أن "اللجان المشكلة من قبل مجلس الوزراء تبذل أقصى جهودها في التفاعل مع مطالب المتظاهرين وتستجيب للمطالب المشروعة، لاسيما اللجنة التي يرأسها نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني"، مبيناً أنها "نفذت عملياً الكثير من المطالب ومازالت مستمرة بعملها وعقدت لقاءات مع ممثلي المتظاهرين في محافظتي الانبار وصلاح الدين وستلتقي ممثلين عن محافظة نينوى".
واعتبر المالكي ان التصريحات "تمثل تدخلاً سافراً في شؤون الآخرين وإساءة لعلاقات حسن الجوار"، مشيراً إلى أن "بعض الجهات لا يحلوا لها اتفاق العراقيين وحل مشاكلهم عبر الحوار أو أنها محبطة من عدم تحقق سيناريو الصدام المسلح الذي توقعوه وعملوا لتنفيذه"، داعياً الشعب العراقي إلى "التمسك بلغة الحوار وأخذ الحيطة والحذر من الأجندات السياسية والتدخلات الإقليمية المشبوهة التي لا تريد للعراق وشعبه الخير والاستقرار والازدهار".
وكان البارزاني اكد أن عقلية الاحتكام إلى الدبابة والطائرة ما زالت موجودة عند المالكي، محذرا من حرب اهلية في العراق. فيما اعتبر داود اوغلو اول من امس أن استهداف المالكي للشخصيات الوطنية العراقية "هيأ توتراً في البلاد".
الى ذلك، اكد قيادي في القائمة العراقية (بزعامة اياد علاوي) انه سيتم منح التحالف الوطني الحاكم مهلة نهاية الاسبوع لتلبية مطالب المحتجين او اللجوء الى عدد من الخيارات من بينها الاستقالة من الحكومة والبرلمان.
وافاد القيادي في كتلة علاوي الذي رفض الافصاح عن اسمه بتصريح لـ(المستقبل) ان" العراقية تنتظر نتائج الحوارات مع التحالف الوطني لاتخاذ قرارات مهمة في حال عدم التوصل الى اتفاق بشأن المطالب التي قدمها المتظاهرون"، مشيرا الى ان المفاوضات مازالت مستمرة حتى الان، الا ان العراقية تملك العديد من الخيارات والافكار التي ستنفذها في حال الفشل".
وتابع ان "رئاسة مجلس النواب ستقرر في حال فشل الاجتماعات المضي باستجواب رئيس الوزراء نوري المالكي في البرلمان اذ لا يمكن ارسال الاستجواب مادامت المفاوضات مستمرة". وبين ان "من بين الخيارات الاخرى غير الاستجواب هو تقديم نواب ووزراء القائمة العراقية استقالاتهم من الحكومة والبرلمان والتمسك بخيار التظاهرات لحين تنفيذ المطالب".
في آخر التطورات الميدانية، أضرم محتج عراقي في الموصل النار بنفسه داخل ساحة الأحرار وسط المدينة التي تشهد اعتصاماً مفتوحاً احتجاجاً على عدم استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين.
وافاد عدد من متظاهري ساحة الأحرار إن شاباً في العشرينات يدعى طلال عباس صب ظهر امس زجاجة البنزين على جسمه وأضرم النار احتجاجاً على عدم تلبية الحكومة لمطالب المتظاهرين حيث تم نقله بعد تمكنهم من اخماد النار المشتعلة بملابسه، إلى المستشفى الجمهوري لتلقي العلاج.
واكد المعتصمون أن طلال عباس كان معتقلاً خلال السنوات السابقة، وكان يعاني حالة نفسية بسبب الاعتقال، حيث كان يتردد على الساحة ويشارك في الاعتصام. واصيب بخيبة كبيرة في الفترة الأخيرة بسبب عدم استجابة الحكومة للمتظاهرين.
https://telegram.me/buratha

