ماتزال أزمة المتظاهرات الحاشدة التي تشهدها بعض المحافظات ضد سياسات الحكومة وسبل تهدئتها تتصدر المشهد الاعلامي، حيث ركزت أغلب الصحف الصادرة صباح اليوم على مساع نزع فتيل الأزمة المتفاقمة التي لم تفلح لحد الان بحسم أمرها واعادة الامور الى نصابها.جريدة الصباح الرسمية، أشارت الى أن الحكومة استجابت لمطالب المتظاهرين وما تبقى من المطالب تشريعية تتعلق بمجلس النواب، وكتبت تقول على لسان نواب: الأمور متجهة نحو التهدئة والانفراج.القى المتظاهرون امس الكرة في ملعب مجلس النواب من خلال تأكيدهم على تنفيذ مطالبهم التي تحتاج الى تشريع قانوني، بعد أن اعلنت الحكومة انها استجابت للطلبات المتعلقة بها، ما يعني أن تشهد التحركات السياسية، ما بعد عطلة نهاية الاسبوع، تحولا في نوعية التعاطي مع الازمة. وإذا ما اخذت استجابة الحكومة مع توجيهات المرجعية الدينية فان المؤشر العام وبحسب المراقبين، يميل الى الانفراج. جريدة البيان المقربة من رئيس الوزراء نوري المالكي بدورها أوردت التعليق التالي: الكتل تتفق على تلبية المطالب الدستورية والحفاظ على وحدة العراق ..المالكي يدعو الى نبذ الطائفية ومواجهة مشاريع الفتنة والتقسيم.أكد رئيس الوزراء نوري المالكي إن العراق سيبقى بعون الله عصياً على مخططات الأعداء شامخاً بوعي أبنائه وتكاتفهم، فيما اتفقت القوى السياسية خلال اجتماعها على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق، والوقوف ضدّ أيِّ محاولة تستهدف إشعال الفتنة الطائفية، وتمزيق وحدة الشعب. وفي سياق المظاهرات المستمرة منذ اسابيع في عدد من المدن، كتبت جريدة الدستور المستقلة تقول: الفلوجة تهدد باسقاط الحكومة .. وسامراء تطالب بغداد بالثورة على الحكومة - صلوات موحدة وتظاهرات في جمعة لا تخادع لإلغاء الاجتثاث و4 ارهاب.شهدت عدة مدن تظاهرات واعتصامات مليونية امس الجمعة للمطالبة بإصلاحات سياسية واطلاق المعتقلين، كما اقيمت فيها صلوات جمعة سنية ـ شيعية موحدة نبذًا للطائفية، وذلك تحت شعار جمعة لا تخادع، فقد دعا ائمة جوامع بغداد الحكومة الى عدم الخداع والمماطلة في تلبية مطالب المتظاهرين.جريدة المشرق المستقلة، اهتمت بالتفسيرات التي وصفتها بأنها "عائمة" لنائبي العراقية والقانون بشأن الرؤية الموحدة التي طرحها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وكتبت تقول: بلورَ السيد الصدر (رؤية موحدة) للمتظاهرين والمعتصمين من جهة وللحكومة والبرلمان والجهات الأخرى المعنية من جهة اخرى. وقال إنه سيحمل الجهة التي تخالف توجيهه جميع التبعات اللازمة. فكيف تنظر الكتل السياسية الى هذه الرؤية وتحديداتها؟.ايّد النائب عن القائمة العراقية رعد الدهلكي الموقف الحيادي للمرجعية الكريمة وسماحة السيد مقتدى الصدر وموقفه في توحيد الكلمة العراقية ونزع فتيل الازمة.في حين سلطت جريدة المدى المستقلة الضوء على "قضية التهميش" التي كانت سبباً باشعال فتيل المظاهرات، وأوردت التعليق التالي: نصف مليون سنّي "مهمّش ومقصى" في أجهزة الأمن.أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية ما جاء في تصريحات نائب رئيس مجلس الوزراء حسين الشهرستاني بشأن تهميش 35 ألف منتسب من المكون السني وإقصائهم من دوائرهم الأمنية، لكنها قالت إن العدد يصل إلى نصف مليون منتسب، ويشمل التهميش أيضاً الكرد والشيعة غير الموالين للسلطة، معتبرة إن لا حل لما يجري في الدولة إلا بتغيير نهج النظام بأكمله واستمرار الاحتجاج السلمي حتى تحقيق ذلك، بينما رأى التحالف الكردستاني إن المفاوض للتظاهرات اختير بشكل خاطئ ويعمل على تأزيم الوضع ولو أرادت الحكومة من يقوم بالتفاوض بشكل جيد كان من المفروض أن تختار نائب رئيس مجلس الوزراء روز نوري شاويس.
https://telegram.me/buratha

