الأخبار

محللون: التظاهرات المضادة تعمق الانقسام الطائفي وعلى السياسيين عدم الاستقواء بالشارع


رأى محللون سياسيون أن الدعوة إلى تظاهرات مضادة من شأنها تعميق الانقسام السياسي والطائفي، وإلحاق الضرر بالنسيج الاجتماعي في العراق، مشددين على ضرورة عدم الاستقواء بالشارع واعتماد الحل السياسي في مواجهة الأزمة القائمة، فيما حذروا من أن الانقسام بين مكونات الشعب أصبح أكثر خطرا من أي مرحلة مضت، وأن عدم إيجاد حل للتظاهرات القائمة في بعض محافظات سيؤدي إلى تقسيم العراق.

وفي الوقت الذي أشاروا فيه إلى أن المكونات بدأت تهتم بمصالحها الخاصة، انتقدوا غياب مشروع وطني عابر للطوائف، مؤكدين على ضرورة تبني التهدئة، بدلا من الدعوة إلى الانتخابات المبكرة.

وأكد إحسان الشمري، المحلل السياسي، أن "التظاهرات المضادة ستعمق الانقسام السياسي والطائفي، وتحشيد بعض الاطراف للقيام بتظاهرات مضادة لتظاهرات الانبار، ونينوى، وصلاح الدين، سيضر بتماسك النسيج الاجتماعي العراقي"، معتبرا ان "اللجوء الى الانتخابات المبكرة ليس خيارا رابحا، بل ان الدعوة للتهدئة هو الأكثر رجحانا".

ويستعد أنصار رئيس الوزراء نوري المالكي لتنظيم تظاهرة تأييد للحكومة السبت المقبل، في ساحة التحرير ببغداد، وفي محافظات أخرى، حيث كان سعد المطلبي، عضو ائتلاف دولة القانون، قد أكد أن "أنصار الائتلاف سيتظاهرون السبت المقبل، بدلا من يوم الجمعة، لمناصرة الحكومة وتأييدها، وإدانة الشعارات الطائفية، وبعض مطالب المتظاهرين في عدد من المدن التي تعارض الدستور"، عازيا هذا التأجيل الى "جمع أكبر عدد ممكن من المشاركين لإسناد رئيس الوزراء، والوقوف معه أمام دعوات تقسيم العراق، وإعادة البعثيين للحكم من جديد" .

ورأى الشمري أن "الجميع بات مهيئا للحوار، والجلوس على طاولة المفاوضات"، مشيرا الى أن "فشل القائمة العراقية بحشد العدد المطلوب في جلسة البرلمان الاستثنائية، أشعرها بأن المطالب لا يمكن أن تمر إلا من خلال التحالف الوطني، ما أدى الى ظهور مرونة في تصريحات بعض قادة القائمة العراقية".

من جهته، دعا أحمد الشريفي، الباحث السياسي، الى "حل سياسي للتظاهرات بدل الاستقواء بالشارع، وان احتواء تظاهرات الانبار والمحافظات الاخرى هو أجدى سياسيا، من اللجوء للفعل المضاد وتحريك تظاهرات مضادة في المحافظات الجنوبية والفرات الاوسط"، معتبرا أن من "الخطأ اللجوء الى تحريك الشارع، في العملية السياسية".

يذكر أن محافظات عدة من بينها الأنبار تشهد منذ، 25 كانون الأول الماضي، تظاهرات واعتصامات على الطرق الطريق الدولي السريع قرب مدينتي الرمادي والفلوجة، للمطالبة "بتصحيح مسار الحكومة" وإطلاق سراح المعتقلين واحتجاجاً على اعتقال حراس لوزير المالية رافع العيساوي، حيث قطع المتظاهرون الطريق.

وحذر الشريفي من أن "معالم الانقسام باتت أخطر من السابق، والمضي في تسويق البعد الطائفي سيضر بجميع القوى السياسية، وهو وسيلة من وسائل الشرق الاوسط الجديد الذي يتضمن تقسيم العراق"، مؤكدا ان "الحل السياسي اذا كان يتمثل بالانتخابات المبكرة فليتجهوا اليها"، فيما لفت الى ان "هناك تحالفا (ترويكا) لـ3 دول هي قطر والسعودية وتركيا، فهذه الدول تحرك الظاهرة السياسية في العراق".

وتظاهر المئات أمس الاثنين، في 3 مناطق في بغداد تأييدا للمالكي، وتركزت التظاهرات في منطقة ابو دشير جنوبي بغداد، ومنطقة البياع وحي العامل، كما شهدت في وقت سابق ساحة المظفر شرق بغداد تأييدا مماثلا لرئيس الحكومة.

كما أعلنت عدد من مجالس المحافظات التي يرأسها «ائتلاف دولة القانون» دعم المالكي. وقال نواب عن محافظة واسط ومحافظها خلال مؤتمر صحافي في وقت سابق أنهم يدينون بعض مطالب تظاهرات الانبار، وأعلن محافظ الديوانية تأييد المحافظة للحكومة.

ودعا محافظ النجف عدنان الزرفي، إلى تظاهرة شعبية مؤيدة للمالكي، فيما أكد أنه "رجل المرحلة"، واستطاع "فرض القانون ومكافحة الإرهاب".

الى ذلك، ذكر كمال رؤوف، رئيس تحرير صحيفة هاولاتي الكردية، لـ"العالم" أمس، انه "اذا لم تعالج المشكلة سينقسم العراق، لأن الأزمة الحالية بداية لتغيير المنطقة وليس العراق فقط، بالرغم من أن التظاهرات كان من المتوقع لها أن تحصل بعد سقوط نظام بشار الاسد"، منتقدا "غياب مشروع وطني شامل في البلاد، الأمر الذي أدى الى تفكك العراق بمكوناته على المستوى الكردي والسني والشيعي، فنرى الأكراد يهتمون بمصالحهم فقط، وكذلك السنة والشيعة".

وختم رؤوف كلامه بالقول، إن "أفق حل الازمة أصبح ضئيلا في ظل الاوضاع التي تعيشها البلاد، كما أن غياب طالباني قلل من احتمالات الحل".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو سجاد
2013-01-08
ليست مظاهرات مضادة...لهم الحق بان يشتمونا ويقتلونا وليس لنا الحق بالخروج مظاهرات مدارات لخواطرهم ولخواطركم..هذه مظاهرات لتأييد المالكي..لان سقوط المالكي سيجر ويلات للعراقيين لان هناك احتمالين اما السنة الذي لايعرفون السنة والبعثيين سيرجعون وهذه كارثة او انتم ستسلمون الحكم وهذه اكبر من الكارثة الاولى لانكم (ما تحلون رجل دجاجة)... موقع للدجل واخفاء الحقائق الشعب العراقي ليس غبي الى هذا الحلد ولا يستطيع تحليل اخباركم المعادية لكل شي وطني..المالكي تاج فوق رؤسكم مع العلم اني ليس من حزب الدعوة....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك