اعتبر ائتلاف دولة القانون مقاطعة وزراء القائمة لمجلس الوزراء امس الثلاثاء، بانها جزء من التخبط السياسي الذي تعيشه القائمة العراقية بدليل ان مقاطعتها كانت بدون اي بيان او توضيح للموقف، مؤكدا ان مقاطعتهم لن تجدي نفعا، وعودتهم ستكون قريبة.
من جهتها، قللت برلمانية عن القائمة العراقية من مقاطعة وزراء قائمتها من جلسة مجلس الوزراء، واصفة اياها بـ"هواء في شبك"، طالما ان ائتلاف دولة القانون لا يعير أهمية للشراكة، منتقدة عجز قيادات العراقية عن اتخاذ مواقف جادة لجهة اختلاف الرأي داخل الكتل المنضوية داخل القائمة.
وذكرت البرلمانية، ان المالكي وعبر اثارته للازمات يريد تضعيف القيادات القوية في المكون السني، محذرة من ان استمراره سيدخل البلاد الى حرب اهلية تفضي هذه المرة الى انفصال المكونات عن بعضها وتكوينها اقاليم طائفية.
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه الكتلة العراقية الحرة انسحاب الوزراء دعما للجهات المتطرفة التي تعمل ضمن اجندة تركية - صهيونية، وتعطيلا للعملية السياسية، عزت استمرار تحشيد الشارع حزبيا الى خشية القائمة من تكرار سيناريو الهاشمي وسقوط رؤوس كبيرة في القائمة.
واعتبر احسان العوادي، النائب عن ائتلاف دولة القانون، ان "قرار مقاطعة وزراء القائمة العراقية يعد جزءا من التخبط السياسي الذي تعانيه القائمة، لدرجة انه لم يرافق المقاطعة اي بيان او توضيح، ما يدلل على عدم وجود خط سياسي واضح".
وقلل العوادي من اهمية الانسحاب، مشيرا الى "الانسحابات السابقة للقائمة من الحكومة ومجلس النواب التي لم تثمر في معالجة اي مشكلة"، متابعا ان "وزارء القائمة العراقية يعاقبون الشعب وموظفي وزاراتهم في قرارهم غير السديد بالانسحاب".
وتوقع النائب عن دولة القانون، "عودة الوزراء المنسحبين في وقت قريب"، مؤكدا ان "مقاطعتهم لن تجدي نفعا والعملية السياسية لن تتوقف في كل الاحوال، ومن لديه اعتراض، عليه ان يتواجد ويبدي وجهة نظره وهذا افضل من الانسحاب".
من جهتها، قالت وحدة الجميلي، النائب عن القائمة العراقية، ان "انسحاب وزارء القائمة العراقية من مجلس الوزراء او عدمه هواء في شبك، لان شركاءنا لا يعيرون اهمية للشريك، وكأنهم يمتلكون البلد بمفردهم"، متسائلة "اذا كنا مغيبين ونحن في الحكومة والبرلمان فكيف بنا لو انسحبنا منهما".
وكان مجلس الوزراء قرر أمس الثلاثاء، ارجاء جلساته إلى موعد غير محدد بعد ان قاطع وزراء القائمة العراقية جلساته، بسبب ملابسات اعتقال حماية وزير المالية رافع العيساوي.
وانتقدت الجميلي، عدم تماسك قيادات قائمتها، بقولها انهم "يصرحون ويهددون بينما هم لا يستطيعون اتخاذ مواقف فعلية وجادة، كما نرى ان بعض كتل القائمة لا تلتزم"، متهمة المالكي بـ"افتعال الازمات المتتالية، مع مسعود بارزاني، ومع مقتدى الصدر، وكذلك الازمة المستمرة مع القائمة العراقية، وكلها بدفع من اجندات خارجية وتبدو كحلقات مسلسل، وكل من ينفي التاثير الخارجي في الوضع العراقي هو مخطئ".
واعتبرت النائب القائمة العراقية، ان "المالكي يخشى من ان يلقي سقوط سورية بظلاله على العلمية السياسية في العراق، لذلك فهو يريد استباق الاحداث عبر تضعيف القيادات القوية في المكون السني"، مشيرة الى انه "بدأ من طارق الهاشمي لانه كان رجلا قويا ويضع الامور في نصابها، والان استهدف رافع العيساوي عندما رآه يبرز كزعيم سني بديل عن الهاشمي، وبالتالي هو يستمر باستهداف أي زعيم سني يمكن أن يؤثر على الجماهير بهدف تجنب تداعيات الازمة السورية".
وحذرت الجميلي، من ان "يؤدي تصرف الشركاء الى ارجاع البلاد الى حرب اهلية من جديد ستؤدي ان حدثت الى انفصال السنة في محافظاتهم، وكذلك الحال مع الشيعة والكرد".
بدورها، قالت عالية نصيف، النائب عن كتلة العراقية الحرة، ان "تعطيل العمل الحكومي، ياتي في سياق محاولات جر الشعب الى الصراعات الطائفية التي غادرها منذ عدة سنوات"، معتبرة ان "انسحاب الوزراء جزء من افعال تدعم الجهات المتطرفة ضمن اجندة تركية- صهيونية".
وأكدت نصيف ان "المشكلة اكبر من قضية افراد حماية تم اعتقالهم، بل هي قضية اجندة خارجية لتعطيل العملية السياسية وتأزيمها"، عازية "استمرار تحشييد الشارع حزبيا الى خشية القائمة من ان يعترف افراد الحماية المعتقلين على رؤوس كبيرة ويتكرر سيناريو الهاشمي".
واتهمت النائب عن كتلة العراقية الحرة، "القائمة العراقية بمحاولة جر الشارع الى احتراب طائفي من خلال رفع اعلام قديمة للبلاد، ورفع اعلام الجيش العراقي الحر، وشعارات التحشييد الطائفية، في اثناء التظاهرات التي تتحدث عن ضرورة انبثاق لجان شعبية وثورية".
وبينت نصيف، ان "مجلس النواب غير قادر على التصدي لهذه الاجندة، لانه جزء من التناقضات السياسية التي تشهدها البلاد، والبرلمان ليس ببعيد عن الانسحابات التي تشهدها السلطة السياسية"، مضيفة ان "رئيس مجلس النواب لا يمارس دوره الدستوري، بقدر ما اصبح يمثل طائفته وكتلته، ويستنجد بالأتراك واقليم كردستان في كل مشكلة".
https://telegram.me/buratha

