استغاث أهالي مناطق المعامل والحسينية والعماري أقصى شرق بغداد من تحفر طرقهم وانتشار برك المياه الآسنة فيها بعد شهرين فقط من اكسائها.
وكشف عدد من الاهالي عن سرقة أحد المقاولين مبلغ 8 مليارات دينار خصصت لتعبيد طريق (بغداد – بعقوبة) منذ العام 2006، من دون أن يحاسب المقاول، واعربوا عن سخطهم لما وصفوه بـ"الزيف العمراني الذي يملأ جيوب المفسدين على حسابنا".
غير أن مجلس محافظة بغداد تفاخر بانجاز نسب كبيرة من اكساء الشوارع في اطراف بغداد بالاتفاق مع وزارة البلديات والاشغال العامة، واعدا بانجاز ما لا يقل عن 80 % من اكساء اطراف بغداد العام المقبل.
وذكر احد ساكني منطقة المعامل، ان "مشكلة المنطقة الآن في إكساء الطرق التي استلمها مقاولون من جهة حزبية معروفة، تبين بعد ذلك انه إكساء فاشل". وأشار الى ان "عملية احالة مشاريع التعبيد تمت بناء على المجاملات والعلاقات، والنتيجة ان الشوارع تحولت الى حفر ومستنعات جراء الامطار".
وقال ساكن آخر انه على علم "بصرف 8 مليارات دينار لتبليط خط (بغداد –بعقوبة) الممتد من منطقة حسينية المعامل وتحديدا من مقبرة المسيح الى منطقة الشماعية وسيطرة حي النصر مفترق الطرق الذي يوصل بين مدينة الصدر وبعقوبة". وتابع ان "المشروع احيل على احد المقاولين النافذين في المنطقة وله علاقة باحدى الجهات الحزبية المعروفة بالمنطقة منذ 2006، دون ان يحاسب أو يسأل".
كما ذكرت مواطنة من سكنة المعامل ان "الاكساء الجديد تضمن انشاء مجار سطحية للمنطقة، لكنها تقلعت مع مادة الاسفلت الذي لم يدم سوى شهرين". ونوهت بأن "انابيب المجاري مدت بطريقة الدفن لكنها لم تربط ولم تفعل حتى الان لاسباب نجهلها". وزادت ان "التبليط طبقة رقيقة جدا والمجلس البلدي ضعيف جدا ولو بقينا على تبليط نوري السعيد لكان افضل بكثير لانه كان طريقا دوليا يربط بغداد بكركوك وسليمانية والان تحول الشارع الى مهزلة والناس تتساءل اين ذهبت اموال التعبيد".
الى ذلك قال (م.ج)، وهو طالب في كلية الآداب بجامعة بغداد، ان "نفوس منطقة المعامل مليونية وتستحق ان تتحول الى قضاء، ولاسيما بعد ان تضاعف سكانها في اعوام العنف الطائفي وهجرة العديد من اهالي ديالى الى المنطقة". وذكر ان "المشاكل تتفاقم في الصيف اذ يضاف الى هاجس الكهرباء وحرب المولدات قضية الماء الصالح للشرب الذي بات معظلة حقيقية بالنسبة لنا". وأردف "الماء موزع بين المعامل والحسينية فيوم لنا ويوم لهم، ولا نواجه مشكلة كبيرة في الشتاء لكن مشاكلنا تتفاقم في الصيف".
غير ان صبيح راضي، عضو مجلس محافظة بغداد، قال ان "مشاريع الاكساء باتت واضحة الآن في الكثير من مناطق الاطراف ولاسيما منطقة المعامل". ولفت الى ان "نسبة الاكساء قبل تسلم المجلس الحالي مهامه كانت صفر بالمائة، والآن النسبة كبيرة جدا وخصوصا في المعامل والباوية والعماري والحسينية والسيدة زينب". وتوقع "اكساء 80 الى 85 بالمائة من شوارع اطراف بغداد، بحلول العام 2013". وعد الاكساء "انجازا مهما".
وشكا عضو مجلس محافظة بغداد مشكلة العشوائيات في الاطراف وما لها من تأثير في النظافة وترتيب الطرق، مؤكدا انها بحاجة الى حلول نيابية وحكومية. وأفاد بأن "بغداد تضم 225 الى 250 تجمعا عشوائيا". ورأى ان المشكلة بحاجة الى معالجة، وحلها يكمن في انشاء المجمعات السكنية. واستدرك قائلا ان "مجلس المحافظة يعاني من ايجاد الارض لانشاء المجمعات، فمنذ اكثر من سنتين اتفقنا على انشاء مجمع سكني على مساحة 300 دونم في منطقة المعامل لكننا لم نحصل حتى الآن على الارض المناسبة لتشييد هذا المجمع". وزاد "هذه المشاكل الاساسية وحلولها غير متاحة لمجلس المحافظة وانما الامر متعلق بدوائر الدولة من عقارات ووزارة المالية والبلديات وغيرها".
واكد راضي ان المشاريع المقامة في الاطراف بحاجة الى وقت أكثر وتخصيصات أكبر. وبين ان "مجلس المحافظة في السنة الاولى والثانية لم يتمكن من انجاز الكثير من المشاريع لقلة التخصيصات المالية، وصدور تعليمات تنص على صرف الاموال على المشاريع غير المنجزة". واستدرك "في عامي 2011 و2012 صارت حرية اكثر لصرف المخصصات لمجلس المحافظة لانشاء مشاريع ستراتيجية، وحصلنا هذا العام على 1400 مليار دينار، تسلمت امانة بغداد 600 مليار دينار منها باعتبار ان تنمية الاقاليم تنقسم بين المحافظة والامانة".
وبشأن مشكلة ماء الشرب في اطراف بغداد اوضح راضي ان "ماء اطراف بغداد هو احدى مخلفات سياسات النظام السابق، اذ ان معظم الناس اعتمدوا على المجمعات المائية من اجل السهولة باعتبارها حلولا سريعة غير ستراتيجية، لأن الستراتيجية بحاجة الى فترات طويلة". واعقب ان "مشاريع مجلس المحافظة لعام 2013 وما يليها ستعتمد على الخطط الستراتيجية سواء فيما يخص تنمية الاقاليم او نفقة وزارة البلديات / مديرية الماء". وتحدث عن "احالة مشاريع الزهور والطارمية بطاقة 10 آلاف متر مكعب في الساعة الى التنفيذ"، مستطردا "خطة المحافظة للعام 2013 تتضمن تنفيذ المشروع المركزي لماء منطقة المعامل الذي يخدم الكثير من مناطق الاطراف كالحميدية وسبع قصور، اضافة الى مشروع الرشيد المركزي والمحمودية المركزي وكل منهما بطاقة 3 آلاف متر مكعب في الساعة ليخدم منطقة المحمودية تحديدا".
https://telegram.me/buratha

