تناول مُمثّل المرجعية الدينية العليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة السيد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في العَتبة الحُسينيّة المُقدَّسة اليوم الجمعة 7 صفر 1434 هـ الموافق 21 كانون الاول 2012 م بعض الوصايا للزائرين القادمين الى كربلاء خلال زيارة الاربعين القادمة وأيضاً ما يخص المؤسسات العسكرية
حيث بين سماحة السيد الصافي " للاخوة الزائرين الذين سيتشرفون بزيارة الامام الحسين (عليه السلام) في يوم الاربعين نود أن نبين بعض الأمر علماً ان بعض الزائرين بدأوا فعلاً بالمسير مشياً على الاقدام
النقطة الاولى "هذه الشعيرة شعيرة تربوية أي ان الانسان لو يتأمل فيها في هذه الفترة المنقضية من عمره عشرة ايام او سبعة او اكثر او اقل فليتأمل المقصد هو قصد لمن ؟ ويحاول ان يستشعر واقعة الطف .. ما هي الاسباب ؟ ما هي النتائج؟ كيف الانسان يكون على حق ؟ ما مدى قدرته على ان يتحمل مرارة الحق؟ كيف الانسان يميل الى الدنيا ثم بعد ذلك اذا لم يحاسب نفسه يقع في احضان الشيطان "
"ان واقعة الطف التأمل فيها يزيد الانسان بصيرة .. فالمؤمن القوي في ايمانه وبصيرته خير من المؤمن الضعيف، هذه المسيرة محطة رائعة وراقية الى ان الزائر الكريم يتأمل في طبيعة المقصد والشخص الذي قصده.. فلا يذهب الوقت جزافاً بين قال وقيل والبحث عن هذه المشكلة وقضاء الوقت ببعض الامور التي لا تنسجم مع وقار هذه الزيارة "
النقطة الثانية : وهي موجودة والحمد لله عند اغلب الشعب العراقي بالتأكيد ألا وهي الهمّة والنجدة والمساعدة لكل من يحتاج الى مساعدة ، فالانظمة السابقة حاولت قدر الامكان ان تقتل النخوة عند الناس وحاولت ان تبعد الناس عن بعضهم البعض ولكن بحمد الله ما زالت هذه الروح موجودة وخصوصاً في هذا الطريق الطويل احترام الكبير والعطف على الصغير والرجل المعاق والرجل الذي يحتاج مساعدة ، فهذا طريق الحسين وهو طريق فيه خدمة وفيه ميزة قد تكون مفقودة عند غيره فهو طريق مبني على الخدمة فالانسان كلما خدم هذا الطريق وهذا المنهج كلما ازداد رفعة وهذا الطريق فرصة لان يخدم الانسان ويتخلق باخلاق الامام الحسين (عليه السلام) وان يتعامل مع نفسه تعاملاً متواضعاً ويقتل في نفسه الكبرياء والغرور والتكبر،
موضحا ان هذه الروح المستمدة من الامام الحسين (عليه السلام) فرصة للانسان خلال هذا المسير الكريم ان الانسان يتعلم ويسأل وهو في الطريق ويجعل احاديثه احاديث حسينية ويقرأ كتاب في الطريق او يتعلم شيئاً او يجلس الى محاضرة، فهذا التعب الجسدي يذهب لكن لذة الانتشاء بمعرفة الامام الحسين (عليه السلام) اعتقد انها تبقى ولها آثار كبيرة "
النقطة الثالثة :في حالة العودة ان شاء الله للزائرين وخصوصاً في مسألة التزاحم على السيارات لابد ان نعطي مجال للنساء ان تستقل وسائل النقل وللرجل الكبير أيضاً لا ان نتسابق ونترك الاخرين، فالكل جاءوا للإمام الحسين (عليه السلام)، هذه الاخلاق لابد ان تكون حاضرة في نفوسنا ، فالحسين (عليه السلام) مدرسة لرفدنا بالاخلاق، كذلك وصيتنا لجميع اهل المواكب الكرام الذين يفدون التحلّي بروح الصبر وانتظار موكب لآخر وعدم حصول حالات تدافع او احتقان بين شخص واخيه المؤمن ، بل على العكس فليكن الموكب فرصة للتحلي بالخلق ولأن تكسب الثواب من خلال احتكاكك باخوتك المؤمنين وفسح المجال لهم .
وتابع الصافي "كذلك وصيّتي الى اخواتي الزائرات بالحشمة وقطع الطريق بالسكينة والوقار ولباس العزة والشرف والكرامة ، هذا هو المرجو منهنَ ، ان هذا الطريق عندما يُقطَع وهي تتأمل الامام الحسين (عليه السلام) وتأتي معزيّة لاشك انها لابد ان تتسم بالسمة التي جاهد من اجلها الامام الحسين (عليه السلام) في الحجاب والكلام وعدم الاحتكاك مع الرجال قطعاً يعطيها عنوان زائرة كريمة .
النقطة الرابعة : وهو الحفاظ على الصلاة ، فالإنسان عندما يحافظ على صلاته في هذا الطريق فهذا نحو من المعاهدة والوفاء لسيد الشهداء (عليه السلام) خصوصاً ان بعض الاماكن فيها صلاة جماعة، ويكون طريق الحسين (عليه السلام) هو طريق الصلاة فالانسان عندما يخرج بهذه النتيجة انه تعلّم بعض احكام الصلاة وتوفّق لأن يصلي في أوقاتها، فهذا الطريق فرصة لأن يتعامل الانسان مع الصلاة تعاملا خاصاً وهو في طريقه الى الامام الحسين (عليه السلام) .
وعن المسالة الامنية قال السيد احمد الصافي "نقول للاخوة الامنيين أن هناك قضية نعتقد من الضروري ان تُطرَح ان"المسائل الامنية هي مسائل علمية والمقصود بالمسائل العلمية انه انتم امام تحديات ضخمة وعتيدة وفي كل مرّة تعاد الكرّة وفي كل مرة نقع في خطأ موضحا ان بناء المؤسسة الامنية لابد ان يكون الشخص الامني لابد ان يكون شخصاً مهنياً.. لاحظوا انه جزء من اسباب مشكلتنا الامنية ما سأبيّنه وليتسع صدر الاخوة المسؤولين عن الاجهزة الامنية ،في اللانظام السابق كثير من ابناء البلد تركوا البلد وسبب تركهم البلد وجود الحالة الدكتاتورية في البلد .. والله تعالى فتح للعراق فتحاً جديداً فعاد مع تعظيمي لكلّ شخصً جاهد وقاتل واعطى ضحايا ودفع .. لكن لا نحاول ان نهجّن المؤسسة الامنية بأُناس غير امنيين فهذا غير صحيح "
وتابع "مقامات الجهاد التي كانت عند الاخوة في أي بقعة من العراق في داخله او خارجه.. وانا اريد ان اعوّض هذا الشخص الذي تركَ البلد عشر سنوات او اكثر اعوّضهُ وأقول لهُ هذا بلدك وانت ابن البلد وتستحق التعويض المجزي لكن لا يمكن ان اعطيه رتبة عسكرية وازجه واجعله آمراً على قطعات عسكرية مهنية وهو غير مهني !! ،انا اريد ان اكرمهُ .. أكرمهُ .. لكن عملية التهجين لا تكون على حساب الوضع العلمي المؤسساتي .. اعطه ِ تقاعداً او موقع آخر او مسؤولية اخرى .. لكن الجانب الامني نعاني منه والجانب المهني هذا له استحقاق وله مطلب وهذا له مطلب ..هناك فرق ما بين جهاد الشخص وما بين المسألة العلمية .. فالمسألة العلمية تحتاج الى تعليم والى درس ومهنية ..فالانسان عندما يدخل الى دورة علمية وفيها مصطلحات علمية وامنية وهو لا يعرف !! كيف يحل المشكلة ؟! عندما يأتي الى جهاز معقّد كيف يقرأ الجهاز وهو لا يعرف ؟!
واضاف الصافي ان"المقابل يتعامل معك وانت صاحب رتبة عسكرية رفيعة لكن وضعك العلمي العسكري هشّ كيف تتعامل مع خطة امنية للقضاء على الارهاب .. كيف تتعامل مع دراسة امنية تحتاج الى فكر حر يتناغم مع الوضع الامني ؟! قطعاً الشخص الذي ادنى منك رتبة اعلى منك لكنه ليس صاحب القرار بل أنت صاحب القرار .. لكن لا يجرأ ولا يتكلم ولا يؤخذ برأيه لأن التسلسل العسكري لا يسمح له .. لكنه فعلا ً هو صاحب الحق وصاحب العلم والدراسة ..
هذا التهجين اعتقد انه يحتاج الى اعادة نظر .. فليذهب الشخص ويدرس وليتعلم وبالنتيجة سيكون عقله شيء آخر وستكون قدرته على محاربة الارهابيين قدرة حقيقية وقوية ..دائما ما نقول هناك مشكلة في معالجة الوضع الأمني ؟ يقول نعرف ! لماذا لا تعالج ؟ وتجد المسؤول التنفيذي يتململ والمسؤول الفرعي والمهني يتململون ! لماذا تتململون ؟!
القرار حقيقة لا يمر بقنوات صحيحة علمية .. هذه دماء الناس والدولة مسؤولة عن توفير الحماية للناس والمواكب .. وتجد الارهابي يتحيّن فرص الزيارة وتجمّعات الناس ..
واوضح ممثل المرجعية الدينية العليا بقوله "هذا التهجين وادخال ليس من اهل الصنف في الصنف واعطاءه مسؤوليات كبيرة وهو ليس أهلا قطعاً سيعطي نتائج غير جيدة ، بل هناك شيء آخر فكثير من الاخوة يستحقون فعلا التسلسل التدريجي العسكري في مراتب اخرى لكن لم يأتيهم الاستحقاق .. لماذا لا أعرف ؟! قد تكون هناك مسألة شخصية او موقف سلبي او غير ذلك فبدأ هؤلاء يتأخرون وهؤلاء يتقدمون !!!
رفقاً بدماء الناس، فالمؤسسة الامنية لابد ان تنهض نهضة علمية مؤسساتية حقيقة غير مبنية على المجاملات ، اكرموا من تشاؤون لا على حساب العلم والمهنية فهذا شيء وتلك شيء آخر "
https://telegram.me/buratha

