بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بقلوب مكلومة وعيون دامعة تستقبل هيئة تحرر وكالة أنباء براثا ذكرى فاجعة أخرى من فواجع التاريخ المر..ففي السابع من صفر عام 50 هجرية الموافق 6-3-670 ميلادية.، إستشهد الإمام الحسن بن بن علي بن أبي طالب أحد الأربعة الذين باهل بهم رسولنا الأكرم، وأحد خمسة أهل الكساء و أحد سيدي شباب أهل الجنة، وولد رسول الله الذي إن قام أو قعد فهو إمام...
في مثل هذا اليوم الفجائعي وبمؤامرة أموية دنيئة دس السم لإمامنا وقضى نحبه مقطع الكبد من شدة أثر السم الذي سقته إياه الخبيثة الدنيئة زوجته بأمر إبن آكلة الأكباد معاوية عليه لعائن الله تعالى والملائكة والناس أجمعين من أول الزمان الى يوم الدين..
و يغتنم كادر التحرير هذه المناسبة المؤلمة ليعبر عن ثباته على المبدأ وولائه المطلق لإمام العصر والزمان صاحب الأمر القائم المنتظر عجل الله فرجه الشريف...ويتقدم بأحر مشاعر العزاء الى مقام نبينا الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، بفقده ولده وريحانته الإمام الحسن المجتبى..والى إمام المتقين وقائد الغر المحجلين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والى الصديقة الطاهرة ، بأستشهاد قرة عينهما كريم أهل البيت، والى ثالث المعصومين شهيد كربلاء الإمام الحسين عليه السلام والى الأئمة الهداة المهديين من ولد وذرية الحسين ، زين العابدين علي بن الحسين ، ومحمد الباقر بن بن علي، وجعفر الصادق بن محمد، وموسى الكاظم بن جعفر، وعلي الرضا بن موسى، ومحمد الجواد بن علي، وعلي الهادي بن محمد، والحسن العسكري بن علي، والى الخلف محمد المهدي الحجة المنظر بن الحسن أرواحنا لمقدمه فداء،، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ..ونعزي علمائنا الأعلام ومراجعنا العظام والأمة الأسلامية جمعاء لاسيما شيعة اهل البيت أعزهم الله وحفظهم من كل مكروه وايدهم بتأييده وهم يحثون الخطى نحو بناء دولة العدل الألهي ...
روى المفضّل عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ) عليه السلام) عن أبيه عن جدّه : «أنّ الحسن بن علي بن أبي طالب ) عليه السلام) كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم ، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً ، وربّما مشى حافياً ، وكان إذا ذكر الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على الله ـ تعالى ذكره ـ شهق شهقةً يغشى عليه منها .
وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّوجلّ ، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار ، وكان لا يقرأ من كتاب الله عزّوجل (يا أيّها الذين آمنوا) إلاّ قال : لبيّك اللهمّ لبيّك ، ولم يُرَ في شيء من أحواله إلاّ ذاكراً لله سبحانه ، وكان أصدق الناس لهجةً وأفصحهم منطقاً ))
وكان ) عليه السلام) إذا توضّأ; ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك فقال: «حقٌ على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله».
وكان إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول : ضيفك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسيء، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم .
وكان إذا فرغ من الفجر لم يتكلّم حتى تطلع الشمس وإن زحزح
وعن الإمام محمد بن علي الباقر ) عليه السلام):) أنّ الحسن (عليه السلام) قال : إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم أمشِ الى بيته ، فمشى عشرين مرّة من المدينة على رجليه ))
وعن علي بن جذعان : أنّ الحسن بن علي(عليه السلام( خرج من ماله مرتين، وقاسم الله ماله ثلاث مرّات، حتى أن كان ليعطي نعلاً، ويمسك نعلاً ويعطي خفّاً ويمسك خفّاً )
وللإمام المجتبى ) عليه السلام( أدعية شتّى رُويت عنه، وهي تتضمّن مجموعةً من المعارف والآداب، كما تحمل أدب التقديس لله تعالى والخضوع له والتذلّل بين يديه، ونشير الى نموذج منها:
قال (عليه السلام) : «اللهمّ إنّك الخَلَفُ من جميع خَلقِك، وليس في خلقِكَ خَلَفٌ مثلُكَ ، إلهِي من أحسنَ فبرحمتكَ ، ومن أساء فبخطيئته ، فلا الذي أحسنَ استغنى عن رَدفك ومعونتك ، ولا الذي أساء استبدل بك وخرج من قدرتك ، الهي بك عرفتك، وبك اهتديتُ الى أمرك ، ولو لا أنتَ لم أدرِ ما أنتَ ، فيا من هو هكذا ولا هكذا غيره صلّ على محمد وآل محمد، وارزقني الإخلاص في عملي والسعة في رزقي ، اللهمّ اجعل خير عملي آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيّامي يوم ألقاك ، إلهي أطعتك ولك المنّة عليَّ في أحبّ الأشياء اليك : الإيمان بك والتصديق برسولك، ولم أعصك في أبغض الأشياء اليك: الشرك بك والتكذيب برسولك ، فاغفر لي ما بينهما يا أرحم الراحمين .
وعن ابن كثير : أنّ الحسن ) عليه السلام) كان يقرأ كلّ ليلة سورة الكهف في لوح مكتوب، يدور معه حيث دار من بيوت أزواجه قبل أن ينام وهو في الفراش.
لقد تغذّى الإمام الحسن ) عليه السلام( بلباب المعرفة وبجوهر الإيمان وبواقع الدين، وانطبعت مُثُلُه في دخائل نفسه وأعماق ذاته ، فكان من أشدّ الناس إيماناً، ومن أكثرهم إخلاصاً وطاعةً لله )
عظم الله لكم الأجر والثواب وأحسن عزائكم وجعلنا وأياكم من السائرين على نهجه والفائزين بمعرفته ونصرته
1/5/1220
https://telegram.me/buratha

