أبدت لجنة الصحة النيابية خشيتها من أن تكون الممرضات الأجنبية، اللاتي دخلن وبأعداد كبيرة الى العراق مؤخرا، حاملات لمرض الايدز أو أمراض خطيرة اخرى، محذرة من تكرار حادثة الممرضات البلغاريات في ليبيا.
ودعت اللجنة الى إخضاع جميع العمالة الأجنبية العاملة في العراق وبالخصوص في محافظة البصرة، بما فيها عمال شركات التراخيص إلى جولات تفتيشية للتأكد من سلامتهم، مشددة على ضرورة ان يحمل كل أجنبي يعمل في العراق كارتا خاصا يؤكد سلامته من الامراض الانتقالية.
وكشفت اللجنة عن أن لديها معلومات تخص وجود عمالة أجنبية لم تخضع للفحص الطبي المطلوب، مبدية خشيتها من خطورة أن يكونوا حاملين لمرض الايدز.
وفيما اكد مجلس محافظة البصرة، إيعازه للجهات الأمنية باعادة 3 من عمال شركة شل الى الدول التي قدموا منها لاصابتهم بفيروس الايدز، نفت شركة شل اصابة أي عامل من عمالها بالمرض، موضحة ان الاصابة التي تعرض لها عدد من عمالها كانت عبارة عن نوع من الانفلونزا تدعى بـ"الانفونزا الفيروسية" وهو مرض عاد، لا يشكل أي خطورة على صاحبه او على غيره.
وأبدى جواد البزوني، عضو لجنة الصحة في مجلس النواب، قلقه من ان "تكون الممرضات الأجنبيات العاملات في العراق واللاتي دخل الكثير منهن العراق مؤخرا حاملات للمرض"، مضيفا "لو تبين ذلك فخطورة انتقال الامراض منهن اسهل بكثير من بقية العمالة الاجنبية، لأن لديهن اختلاطا مع الاطباء والمرضى والعديد من افراد المجتمع ويتحركن براحة".
وتابع، ان "الممرضة تستخدم الابرة التي من الممكن ان تكون وسيلة لنقل المرض، وهذا ما حصل في ليبيا بشكل متعمد او غيره، لذا ندعو الجهات المعنية الى الحذر".
يذكر أن قضية ضحايا الإيدز في ليبيا سببتها 5 ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني، كانوا يعملون في مستشفى الفاتح للأطفال في مدينة بنغازي في ليبيا، إذ قاموا بحقن 426 طفلا ليبيا بدم ملوث بفيروس الإيدز، واستمرت القضية 8 سنوات من سنة 1999 إلى سنة 2007، وانتهت بالإفراج عن المتهمين الـ6 بعد أن كان القضاء الليبي قد أصدر عليهم حكما بالإعدام.
واضاف البزوني، "يجب إخضاع عمالة الشركات الداخلة الى العراق للفحص، ومنها شركات جولات التراخيص حيث يحق لهم إدخال نسبة محددة من العمالة الأجنبية"، مشددا على ضرورة "تفعيل الرقابة عبر إجراء جولات تفتيشية الى الشركات الأجنبية".
واردف، "يجب على كل الأجانب في العراق أن يحملوا كارتا خاصا يتضمن تاريخ، وجهة الفحص، ويؤكد أن حامله خال من الاصابة بالامراض المعدية ومنها الايدز وهو إجراء عالمي للرجال والنساء، ولتسهيل حركة تنقلهم في البلد"، لافتا إلى "وجود معلومات بشأن ورود عمال أجانب للبصرة بدون علم الجهات المعنية، ومنها وزارة العدل والدوائر الصحية، وهم بتلك الطريقة لم يمروا بإجراءات الفحص، وبالتالي فهنالك خطورة من أن يكونوا حاملين للمرض".
ودعا عضو لجنة الصحة النيابية الى "إخضاع العمالة الاجنبية بين الحين والآخر الى الفحص اللازم، خاصة مع تزايد عدد العاملين الاجانب فيه".
وخلص البزوني الى ان "المفترض ان يكون العامل الوافد قد خضع للفحص الطبي من قبل البلد الذي وفد منه قبل وصوله الى العراق، لجلب عمالة سالمة صحيا، بالرغم من ان العراق يضع ضمن إجراءاته فحص دم لكل الوافدين لكن النتائج قد تتأخر بعض الوقت".
بدوره، أكد الشيخ احمد السليطي، نائب رئيس مجلس محافظة البصرة ان "المصابين من العمالة الاجنبية دخلوا الى المحافظة منذ ايام قليلة، وعندما ظهر انهم حاملون للمرض تم توجيه الجهات المعنية بترحيلهم وإعادتهم الى دولهم".
وأعلنت لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة البصرة في تصريحات صحفية الخميس الماضي، عن اكتشاف إصابات بمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) لدى عدد من العمال الآسيويين العاملين مع شركة شل في حقل مجنون النفطي بمحافظة البصرة، مؤكدة ان الجهات الصحية قامت على الفور بحجزهم تمهيدا لإعادتهم إلى وطنهم، كما طمأنت في الوقت ذاته المواطنين الى عدم وجود أي إصابات بين العاملين العراقيين في ذلك الحقل.
وفي معرض إجابته عن كيفية السماح لهم بالدخول الى البصرة مع وجود فرق الرقابة الصحية في المنافذ الحدودية التي تخضع الداخلين الى فحوصات الدم للتأكد من عدم حملهم لفايروس المرض، بين السليطي ان "الفحص لا يعلن نتيجته الا بعد مرور 10 ايام على الاقل، لذا فدخولهم يكون طبيعيا جدا الى البصرة حتى ظهور نتائج الفحص"
غير ان شركة شل العراق، نفت فيه تصريح صحفي لها نقلته عدد من وكالات الانباء المحلية امس الاثنين، اصابة بعض عمال الشركة الآسيويين بمرض الايدز.
وقال دييغو ببريز، مدير العلاقات والاعلام في الشركة "نؤكد ان التقارير والشائعات عن اصابة عدد من عمال شركة شل بمرض الايدز في حقل مجنون النفطي لا أساس لها من الصحة".
واشار الى ان "شركة شل ملتزمة تماما بتطبيق القوانين العراقية وان كل موظف غير عراقي يعمل في حقل مجنون يخضع لاختبارات الدم بصورة منتظمة وهذه الاجراءات مطلوبة في القانون العراقي من أجل الحصول على التأشيرات".
واضاف ببريز أن "هناك بعض الحالات تشبه الانفلونزا الفيروسية التي أصيب بها بعض عمالنا مع عدم الارتياح في المعدة والبرد وهو أمر شائع جدا في هذا الوقت من السنة حيث ان مدته 24-72 ساعة، وان الاشخاص يتعافون بعد ذلك".
من جانبه، ذكر حسن خلاطي، نائب رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس البصرة، ان "جميع الاصابات التي يتم اكتشافها من قبل مؤسساتنا الصحية وبعد التأكد من النتائج واصابة اي عامل، سيتم الإيعاز الى دائرة الاقامة بانهاء إقامة المصابين بالمرض وترحيلهم".
ونفى خلاطي الانباء التي اشارت الى ان العمال المصابين بالمرض كانوا قد دخلوا عبر إقليم كردستان، مؤكدا انهم "دخلوا من المنافذ الحدودية في البصرة".
واستطرد قائلا، "لدينا الوقاية التامة من المرض والمتابعة الكاملة للوافدين، بل وحتى متابعة العراقيين، والامر طبيعي جدا وهو يحصل في جميع البلدان"، مضيفا "اطمئن البصريين ان المؤسسات الرقابية قادرة على التعامل مع هكذا حالات، خصوصا ان العمالة الأجنبية لا تختلط بالمجتمع مما جعلها شبه معزولة".
https://telegram.me/buratha
