قال الشاعر السيّد مصطفى جمال الدين ـ مكتوبة بماء الذهب على ضريحها ـ:
في الشام في مثوى يزيد مرقد ** ينبيك كيف دم الشهادة يخلد
رقدت به بنت الحسين فأصبحت ** حتّى حجارة ركنه تتوقّد
هيّا استفيقي يا دمشق وايقظي ** وغدا على وضر القمامة يرقد
واريه كيف تربّعت في عرشه ** تلك الدماء يضوع منها المشهد
سيظل ذكرك يا رقية عبرة ** للظالمين مدى الزمان يخلد
تستقبل هيئة تحرير وكالة أنباء براثا ذكرى إستشهاد مولاتنا الطفلة المظلومة السيدة رقية بنت الإمام الحسين عليهما السلام بمشاعر الأسى والحزن وتتقدم بأحر التعازي الى نبينا المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ،والى سيد الوصيين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين والأئمة الهداة المهديين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين لاسيما سيدنا ومولانا وقائدنا وعزنا وأملنا وبقية العترة الطاهرة أرواحنا فداه الحجة الممنتظر صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف والى مراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام والى الأمة الأسلامية جمعاء و عزيكم بوفاة ريحانة الإمام الحسين السيدة رقية عليهما السلام.
إن هذه الواقعة سودت وجه التاريخ وكشفت والى الأبد زيف وظلم وقسوة وهمجية الحكام الظلمة وقدمت الى البشرية نموذجا صارخا يحكي قصة الظلم المستمر الذي تعرض له آل محمد صلى الله عليه وعليهم ...
(السلام عليك يا أبا عبد الله يا حسينُ بن علي يا ابن رسول الله، السلام عليك يا حجّة الله وابن حجّته، أشهد أنّك عبد الله وأمينه، بلّغت ناصحاً وأدّيت أميناً، وقلت صادقاً وقتلت صدّيقاً، فمضيت شهيداً على يقين لم تؤثر عمىً على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل، ولم تجب إلاّ الله وحده.
السلام عليكِ يا ابنة الحسين الشهيد الذبيح العطشان، المرمّل بالدماء، السلام عليك يا مهضومة، السلام عليك يا مظلومة، السلام عليك يا محزونة، تنادي يا أبتاه مَن الذي خضّبك بدمائك، يا أبتاه من الذي قطع وريدك، يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سنّي، يا أبتاه من لليتيمة حتّى تكبر.
لقد عظمت رزيّتكم وجلّت مصيبتكم، عظُمت وجلّت في السماء والأرض، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم، جعلنا الله معكم في مستقرّ رحمته، والسلام عليكم ساداتي وموالي جميعاً ورحمة الله وبركاته).
عظمة شهادة يتيمة الحسين (عليه السلام)
للعظماء سيرة تختلف عن أقرانهم من البشر، وكما كانت هذه السيرة مضيئة في حياتهم، فإنها تظل خالدة على مدى الدهور، حيث إن لها من الحيوية ما يجعلها تصمد أمام المتغيرات التاريخية. وللدين الإسلامي خصوصيته في هذه المسألة حيث يعتبر الشهيد حياً يرزق، فما بالك بشهداء آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
إن أهل بيت النبوة وموضع الرسالة شأنهم العظمة وسيرتهم العظمة فلا ترى فرقاً بين رجالهم ونسائهم ولا بين كبيرهم وصغيرهم، فلا العمر فارقاً فيما بينهم ولا العصر والفترة الزمنية تميز أحدهم عن الآخر، فلا ترى اختلافاً بين جواب الإمام الصادق (عليه السلام) على كبر سنه، وبين الإمام الجواد (عليه السلام) على صغر سنه، حيث أنهم جبلوا على العلم وزُقوه زقاً، إماماً عن إمام.
وهكذا الحال مع نسائهم، في نفس الكلام في صلابته وفصاحته سواء نطقت به عقيلة الهاشميين زينب الكبرى (عليها السلام) أم يتيمة الحسين رقية (عليهما السلام) التي لم يتجاوز عمرها 4سنين، لأنها من (بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) هكذا كان شأنهم، وهكذا كان معدنهم.
لهذا نجد أن أطفال الحسين (عليه السلام) كانوا معدّين لمواجهة الظلم بجميع ألوانه، كسائر من شهد يوم كربلاء مع أبي الشهداء (عليهم السلام).
وحين سُئل الحسين (عليه السلام) عن معنى حمله النساء والأطفال معه، كان جوابه: (شاء الله أن يراهن سبايا). لأن تعرضهم لظلم بني أمية كان له الأثر العظيم في قلوب المسلمين لا يقل عن أثر قتل الحسين وأصحابه (عليهم السلام). فقد امتدت يد الغدر لتنال من الطفولة البريئة ولتخنق عبراتها اليتيمة وتغتالها لتزهق روحها الطاهرة الخالدة، لتصبح رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام) عبرة الطفولة على مر العصور
وعظم الله إجورنا وأجوركم بيتيمة سيد الشهداء عليه السلام
1/5/1218
https://telegram.me/buratha

