طالب مواطنون ومسؤولون محليون في ديالى رئيس مجلس النواب بالاعتذار عن الاجراءات التي رافقت زيارته على رأس وفد رسمي الى ديالى أمس الاثنين.
وفي الوقت الذي دعوا إلى اتخاذ اجراءات رادعة بحق مطلقي العيارات النارية، أقرت ادارة محافظة ديالى، بوجود تشديدات وتصرفات انفرادية من عناصر أمنية اثارت امتعاض الاعلاميين.
في الأثناء، علم مراسل صحيفة "العالم" البغدادية أن الوفد اقتصر على قيادات القائمة العراقية وأن أهدافا انتخابية وراء زيارته، إلا أن برلمانية عن العراقية نفت ان تكون الزيارة سياسية، مؤكدة أنها "خدمية".
وطالب جاسم محمد، وهو مواطن من أهالي ديالى، عبر "العالم" أمس الاثنين "الوفد وعلى رأسه رئيس مجلس النواب، بالاعتذار رسميا لأهالي ديالى عن هذه الاجراءات والممارسات التي اساءت للمواطنين وعطلت مصالحهم الحياتية".
ودعا إلى "اتخاذ اجراءات عقابية رادعة بحق المتجاوزين من عناصر الحمايات الذين اطلقوا النار في الهواء بشكل متواصل في مدينة بعقوبة، مخالفين جميع الاوامر والتوجيهات التي تحظر اطلاق النار في المناطق المدنية"، واردف أن "اصوات العيارات النارية، جعلتنا نعتقد بأن المناوشات الطائفية عادت إلى ديالى من جديد"، مبديا رفضه لزيارات المسؤولين "ان كانت بهذه الصورة".
ودرجت الحمايات في سنوات العنف الطائفي على اطلاق الرصاص في الشوارع لابعاد السيارات عن مواكب المسؤولين، لكن هذه الظاهرة تراجعت مع استتباب الأمن.
وقال عامر الخزرجي، عضو مجلس محافظة ديالى، لـ"العالم" أمس "فوجئنا صباح اليوم (أمس) باطلاق العيارات النارية بشكل غير مقبول، ما افزع السكان وجعلهم يشعرون بالرعب، إلى جانب الاجراءات المشددة غير المقبولة وغير المبررة التي منعت مسؤولين في مجلس المحافظة من الوصول إلى الوفد أو حتى المرور لمناطق أخرى لاداء مهامهم". وأعقب أن "اهالي المحافظة يرفضون زيارة أي مسؤول ترافقه هذه الاجراءات والممارسات التي تزيد معاناة المواطن بدلا من معالجتها".
وأقر تراث محمود، مدير اعلام محافظة ديالى، بوجود "بعض التشديدات والحالات الانفرادية من العناصر الأمنية، التي اثارت امتعاض الاعلاميين". وتحدث عن "حساسية مفرطة بين رجال الأمن والاعلام، إلا انها عولجت في وقتها".
وعلق اعلامي، طلب عدم الكشف عن اسمه، على سلوك حمايات الوفد بقوله "كانت غير مقبولة وسيئة للغاية، إلى جانب المضايقات التي منعت الاعلاميين من نقل الحدث بشكل مهني".
ووصفت ناهدة الدايني، عضو مجلس النواب عن محافظة ديالى، اجراءات الاجهزة الامنية وحمايات الوفد بأنها "خاطئة، وغير مقبولة ومسيئة لمسؤوليهم، وبعيدة عن الضوابط والتوجيهات الرسمية". واستنكرت "قطع الطرق الذي رافق الزيارة بما يؤكد أن المسؤول بعيد عن الشعب ويخشى على حياته".
ورفضت الدايني تبرير تلك الاجراءات والممارسات بوضع ديالى غير المستقر. واعتبرت ذلك التبرير "دعايات كاذبة". ودعت المسؤولين بمختلف درجاتهم ومناصبهم إلى "متابعة سلوك عناصر حماياتهم، ومنع أي اجراءات تسيئ للمواطن بأي شكل من الاشكال".
وعلمت "العالم" أمس أن الوفد اقتصر على قيادات ومسؤولي القائمة العراقية ولم يضم مكونات أخرى، ما اثار شكوكا بشأن وجود أهداف انتخابية وسياسية وراء زيارته ديالى.
غير أن الدايني، البرلمانية عن القائمة العراقية، نفت ان تكون زيارة الوفد للمحافظة تحمل اي طابع حزبي أو سياسي.
وأكدت أن الزيارة "خدمية بحتة، الهدف منها لقاء مسؤولي المحافظة ومدراء الدوائر والوجهاء والمواطنين للوقوف على مشاكلهم المتعددة، وايجاد معالجات ناجعة لتلك المشاكل".
واوضحت الدايني أن "الوفد ناقش مشاكل محافظة ديالى بخصوص الميزانية والمبالغ المدورة من ميزانيات اعوام 2006 و2007 و2008، التي اعيدت لخزينة الدولة بسبب التردي الأمني، وكذلك التعويضات، إلى جانب الملفات الخدمية الاخرى".
وقال مدير اعلام محافظة ديالى ان "الوفد عقد مؤتمرا واسعا وسط بعقوبة بحضور اكثر من 1.5 ألف مواطن، بالاضافة إلى مدراء الدوائر والمسؤولين، للوقوف على مشاكل المحافظة ومعرفة واقع ديالى الخدمي بشكل واف".
واكد محمود لـ"العالم" أمس، أن "اسامة النجيفي، رئيس الوفد وجه نواب المحافظة بتلقي واستقبال شكاوى المواطنين، واحالتها إلى مجلس النواب، وفي شتى المجالات"، نافيا بشدة "منع قوات حماية المسؤولين أو الاجهزة الأمنية وصول أي مسؤول أو اعلامي للوفد، وان الاجراءات تمت بإشراف المحافظة ولم تشهد أي مشاكل".
https://telegram.me/buratha
