شارك عشرات الصحفيين في البصرة، السبت، في وقفة احتجاجية نظمتها نقابتهم قرب مقرها كرد فعل على تراجع حرية الإعلام وتفاقم الانتهاكات والتحديات التي تواجههم خلال عملهم، وفيما هددت النقابة بمقاضاة المسؤولين الذين يحجبون المعلومات، كشفت عن عزمها إعداد لائحة سوداء تضم أعداء حرية الصحافة في المحافظة.
وقال نقيب الصحفيين مؤيد اللامي في حديث صحفي ، إن "كل من يحاول منع الصحفيين من الوصول إلى المعلومات ونقلها إلى الجمهور إنما يقف ضد المجتمع ويجب أن يمثل أمام القضاء ويعاقب لأنه يخالف الدستور وينتهك القانون"، مبيناً أن "النقابة وجهت اليوم الدوائر القانونية في فروع نقابة الصحفيين في المحافظات بمقاضاة كل من يعتدي على الصحفيين أو ينتهك حقوقهم بغض النظر عن موقعه أو مركزه".
وشدد اللامي على ضرورة أن "تقوم النقابة أيضاً بتنظيم حملة إعلامية تهدف إلى فضح الذين يحاربون حرية الإعلام من مسؤولين ومدراء مؤسسات ودوائر حكومية".
من جانبه قال رئيس فرع نقابة الصحفيين في البصرة حيدر المنصوري إن "الوقفة الاحتجاجية جاءت بعد أن تحولت العديد من المؤسسات والدوائر الحكومية في المحافظة إلى قلاع حصينة لا يسمح للصحفيين بدخولها"، مضيفاً أن "جامعة البصرة التي كانت تتميز بانفتاحها وتواصلها مع المجتمع عبر وسائل الإعلام التحقت قبل أسابيع بتلك المؤسسات، وأخذت تمنع الصحفيين من دخول مواقعها وكلياتها لممارسة عملهم".
واعتبر المنصوري أن "الالتزام بقانون حقوق الصحفيين هو السبيل للتخلص من تلك المشاكل التي قلصت كثيراً من حرية العمل الصحفي في البصرة"، مضيفاً أن "النقابة تعتزم إعداد لائحة سوداء تضم أسماء كل المسؤولين والمدراء الذين لا يتعاونون مع الصحفيين ويسعون لتكميم أفواههم".
وأوضح المنصوري أن "الإجراء يهدف إلى فضح هؤلاء أمام الرأي العام".
وتضمنت الوقفة التي توزيع بيان من قبل نقابة الصحفيين طالبت فيه الحكومة بتفعيل قانون حقوق الصحفيين، كما طالبت مدراء الدوائر المدنية والأمنية بتعيين أشخاص يتحلون بالمهنية في أقسام ووحدات الإعلام التابعة لها، علاوة على معاقبة عناصر القوات الأمنية الذين يعتدون على الصحفيين أو يمنعوهم من ممارسة عملهم بحرية.
وبحسب الصحفي حيدر السعد فان "الصحفيين يعانون في الآونة الأخيرة بشكل مضاعف بسبب أتساع ظاهرة امتناع المسؤولين عن الإدلاء بتصريحات، والأسوأ منذ ذلك أن بعض المؤسسات الحكومية ومنها الصحة والنفط والتربية وجامعة البصرة باتت مغلقة بشكل كامل أمام الصحفيين"، معتبراً أن "إدارات تلك المؤسسات يجب أن تعي المرحلة وتلتزم بالدستور والقانون، ومن واجب الحكومة المحلية أن تلزمها باحترام حرية العمل الصحفي".
من جهته قال الصحفي كاظم الحاوي أن "الوقفة الاحتجاجية هي الأولى من نوعها في البصرة ولن تكون الأخيرة"، مضيفاً أن "حرية الإعلام والتعبير عن الرأي من أهم المكاسب التي حققها العراقيون بعد عام 2003، وبالتالي يجب أن تتضافر الجهود من أجل التصدي للذين يحاولون تكميم الأفواه ووضع القيود في معاصم الصحفيين".
وشارك في الوقفة عدد من الناشطين المدنيين وأعضاء في مجلس النواب، ومنهم النائب عن التحالف الوطني جواد البزوني الذي قال في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مجلس النواب قام بواجبه عندما شرع قانون حقوق الصحفيين، وعلى السلطات التنفيذية احترام هذا القانون والحرص على تطبيقه"، مضيفاً أن "معظم أعضاء مجلس النواب يعولون على الإعلام في الكشف عن الفساد الإداري وفضح الخلل في المؤسسات الحكومية، وبالنتيجة فان المؤسسات التي تغلق أبوابها أمام الصحفيين تريد التكتم على عيوبها وتقصيرها وإخفاء الفساد الإداري".
https://telegram.me/buratha

