كشفت السلطات الاردنية عن مؤامرة واسعة النطاق، لتنفيذ تفجيرات منسقة في عمان، مؤكدة أن المساعدة الحاسمة للمتآمرين جاءت من العراق، فيما اشار خبراء إلى أن القاعدة في العراق تعيد بناء نفسها محليا وتتوسع اقليميا.
وذكرت وكالة يو بي اي الاخبارية، أن "رسائل الكترونية جرى اعتراضها بينت أن 11 اردنيا، يقال أنهم كانوا يتآمرون لمهاجمة أهداف مدنية وحكومية في عمّان، قد تلقوا مساعدة من فرع تنظيم القاعدة في العراق".
وقالت الوكالة إن "المؤامرة المزعومة، التي قال عنها مسؤولون إنها كان من الممكن أن تقتل مئات المدنيين والاجانب، كانت تسعى أولا لتنفيذ تفجيرات انتحارية منسقة، تستهدف مراكز تسوق في العاصمة الاردنية، كتكتيك تضليلي يصرف انتباه الشرطة وقوات الأمن".
وبينت يو بي اي الاخبارية، أنه "كان مخططا أن يأتي بعد هذه الهجمات، هدف المتآمرين الرئيس، وهو مبان حكومية وسفارات في حي عبدون الثري جنوبي عمان".
وتابع التقرير أن "الشرطة الاردنية اشتبهت في البداية، بأن المتآمرين يقودهم فرع تنظيم القاعدة في العراق، وتقول السلطات الأمنية الاردنية الآن، إن دليلا جديدا تمثل باعتراض ايميلات اثبت تلك الشكوك"، مضيفا أن "الايميلات تتضمن تعليمات عن صنع قنابل شديدة الانفجار، يمكنها تدمير محال ومطاعم وسفارات".
ونقلت الوكالة عن بروس ريديل، وهو خبير سابق بمكافحة الارهاب في وكالة المخابرات المركزية الاميركية، سي اي اي، ان "ما نراه حاليا هو احياء تنظيم القاعدة ليس فقط كحركة في العراق، بل ايضا كحركة اقليمية".
وافادت الوكالة، بأن خبراء أكدوا أن "انواع المتفجرات نفسها التي تستعمل في العراق تظهر في سورية، ما يبين ان تنظيم القاعدة في العراق يسعى بوضوح الى اعادة بناء شبكاته القديمة في سورية والاردن"، و"بمعدلات تنذر بالخطر"، حسب وصف ريديل.
من جهتها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أمني أردني قوله، إن "خطة المتآمرين كانت تقضي برمي المدينة كلها في فوضى وجعل عمان تركع".
وتواصل الصحيفة "وفي خضم الفوضى التي ستنجم عن التفجيرات، سيلتفت المهاجمون إلى السفارة الاميركية، الهدف الاول للمجموعة التي يقول المحققون الاردنيون إنها حصلت على دعم حاسم من تنظيم القاعدة في العراق".
وقال مسؤول حكومي أردني للواشنطن بوست، شريطة عدم ذكر اسمه بسبب عدم الانتهاء من التحقيق في اخطر مؤامرة ارهابية يكشف عنها في الاردن على مدى عقد من الزمان تقريبا، "كانوا يريدون قتل اكبر عدد ممكن من الناس، مسلمين ومسيحيين".
واشارت الصحيفة إلى أن "السلطات الأردنية احبطت المؤامرة في الشهر الماضي، واعتقلت 11 شخصا هم قادة المؤامرة، وعلى الرغم من أن المشتبه بهم اردنيون، إلا أن التحقيقات أكدت أن الدور الاساس أداه فرع تنظيم القاعدة في العراق، الذي يقول عنه محللون انه ينتعش الآن، بعد أن دمرته القوات الأميركية في العقد الماضي".
وذكرت الصحيفة الاميركية، إن "محللين يقولون إن ما يثير القلق هو بروز سورية كأرض لتدريب مسلحين اسلاميين من خارج البلد، من بينهم مرتبطون بتنظم القاعدة في العراق، وقال مسؤول استخباراتي غربي على اطلاع بمؤامرة عمان، إن معظم المشتبه بهم قاتلوا في سورية قبل العودة إلى الاردن، وهم يحملون مهارات جديدة ومنظور مختلف تجاه بلدهم الأم".
وتابعت الصحيفة نقلها عن المسؤول الاستخباراتي الغربي قوله "انهم فعلا مؤمنون، وعادوا إلى الاردن وهم يرون بلدهم بالعيون نفسها التي كانوا ينظرون بها إلى النظام في سورية".
وقالت الواشنطن بوست إن "ظهور تنظيم القاعدة في العراق ثانية، يأتي في وقت يعرب فيه مسؤولون اميركيون ومحللون، عن تزايد قلقهم من فروع تنظيم القاعدة الأخرى، من بينها تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، الذي يعمل في اليمن، والقاعدة في المغرب الاسلامي، الذي يعمل في شمال افريقيا".
وتحدثت الصحيفة عن لقاءات أجرتها على مدى أيام عدة مع مسؤولين أردنيين، قالوا خلالها إن "الخطة دبرت في الربيع والصيف الماضيين على أيدي 11 أردنيا مرتبطين بالحركة السلفية، التي يتسع حجمها في عموم مناطق الشرق الأوسط".
ونقلت عن بروس هوفمان، الباحث السابق في سي اي اي، قوله "بوصول أعداد كبيرة من الجهاديين الاجانب إلى سورية، فإن هذا البلد يبرز كأرض لتدريب وانطلاق عمليات، بالنسبة لهذه المجموعة الارهابية العراقية".
https://telegram.me/buratha

