قال وكيل وزارة الثقافة العراقية إن مهرجان المتنبي سيكون تقليداً سنوياً تقيمه الوزارة في محافظة واسط ،متعهدا بجعله مهرجان عربي وعالمي يشارك فيه نخبة من الشعراء العرب والأجانب .
وأضاف وكيل الوزارة جابر الجابري ،على هامش فعاليات (مهرجان المتنبي) التي أقيمت امس في مدينة الكوت إن إقامة المهرجان في هذه الظروف يالذات "يمثل ردا ثقافيا وفكريا وأدبيا على فاجعة حرائق (شارع المتنبي) التي إرتكبها (التكفيريون) ضد شارع الثقافة والعلم والأدب."
وكان تفجير إنتحاري بسيارة ملغومة قد ضرب (شارع المتنبي) الواقع في قلب مدينة بغداد ،في الخامس من شهر آذار مارس الجاري . وحول الإنفجار الشارع ،الذي كان يمثل مكان إلتقاء المثقفين والأدباء العراقيين ورئة تنفس للثقافة العراقية ،إلى كومة من الأنقاض لعشرات آلاف من الكتب والمجلدات التاريخية والنادرة ،فضلا عن مقتل وإصابة العشرات وتدمير عدد كبير من المكتبات والمحال التجارية .
وأشار الجابري إلى أنه لكي يكون المهرجان أكثر تعبيرا ، تم اختيار شعاره ليكون (من حرائق شارع المتنبي... أبو الطيب ينهض متألقا في واسط) . وأوضح أن مهرجان المتنبي "يمثل باكورة المهرجانات الثقافية والأدبية التي تقيمها وزارة الثقافة العراقية لعام 2007 ،ويمثل المحطة الأولى التي يلتقي عندها مبدعو الكلمة هذا العام ليطلقوا العنان لقصائدهم في حضرة من ملأ الدنيا وشغل الناس أبو الطيب المتنبي."
وقال الجابري إن الوزارة بصدد إقامة مهرجانات أدبية اخرى مماثلة خلال الأشهر المقبلة ،منها: مهرجان المربد والحبوبي والجواهري ،ومهرجانات أدبية وثقافية وفنية عدة . وتابع "إننا إذ نحتفل ونحتفي اليوم بمهرجان ( أبي الطيب) السادس على أرض محافظة واسط ،فإننا نعلن أن (مهرجان) المتنبي القادم بعد أن أرادوا إحراقه بمفخخاتهم... سيدعو أشقاءه العرب ومعهم جمع من أدباء المعمورة الآخرين ،للإحتفال العام القادم هنا في واسط أيضا... ليكون مهرجانا عربيا وعالميا."
وعبر وكيل وزارة الثقافة عن سعادته بأن يقف مثقفو العراق للمرة السادسة "في حاضرة المتنبي وحضرته ، يواصلون رحلتهم في بناء العراق الجديد... إلى جانب كل الخيرين من أبنائه البررة ،من خلال قصائدهم التي تتحدى الإرهاب وترده إلى كيده خاسراً مكسوراً." وقال "المتنبي الذي أحرقوا شارعه في بغداد يشتعل ولا يحترق ، يشتعل كشمعة تشع نوراً براقا في كل زاوية بالعراق... ولا يحترق بنار الهمجية والظلامية والأمية."وأضاف الجابري "إن العراق ،البلد الذي أنجب وما زال ينجب العديد من الأدباء ،سيبقى عصياً على أولئلك الأشرار الذي لا يروق لهم سوى العيش في الظلمات."وتابع "إن (فاتك) الذي قطع طريق المتنبي وقتله غدرا ،لم يكن يعلم أنه سيقتل إبداع وإلهام العراق... لكن ( الفاتكيين الجدد) يعلمون ماذا يصنعون ،ويخططون ويعبئون للجريمة."
وكان الجابري يشير إلى مصرع المتنبي على يد أحد الذين هجاهم في بعض قصائده ،وهو فاتك بن أبي جهل الأسدي ،قرب موقع (دير العاقول) في قضاء النعمانية التابع لمحافظة واسط وسط العراق... لذلك يقام (مهرجان المتنبي) في المحافظة ، تخليداً للشاعر الكبير الذي قتل على أرض واسط ودفن فيها .وضمن فعاليات المهرجان ،أقيمت بعد ظهر اليوم جلسة نقدية حول (شعر المتنبي ومنزلته الأدبية) ،شارك فيها أكاديميو جامعة واسط بأربعة بحوث للدكتور نجم عبد علي ريس , والدكتور محمد تقي جون ،والدكتور ثائر عبد المجيد العذاري ،والدكتور عادل صالح .وترأس الجلسة الأديب والأكاديمي الدكتور فاضل عبود التميمي من جامعة واسط .
وكان وكيل وزارة الثقافة قد حضر حفل الإفتتاح الصباحي لمهرجان المتنبي ،الذي بدأ في محافظة واسط اليوم ويستمر ثلاثة أيام ،كما افتتح في المساء المعرض التشكيلي المشترك للفنانيّن عبد الصاحب الركابي ورائد إبراهيم... والذي أقيم على قاعة (فندق الكوت) السياحي . وشهدت الجلسة الشعرية الصباحية ،التي أقيمت بعد حفل الإفتتاح مباشرة ،قراءات شعرية لسبعة شعراء هم: الدكتور محمد حسين آل ياسين ومحمد علي الخفاجي ،ونوفل أبو رغيف من بغداد ،كاظم الحجاج من البصرة ،حميد حسن جعفر من الكوت ،علي الحيدري من النجف ،ولال عنوز من السماوة .
وولد المتنبي ،واسمه الحقيقي أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الكندي الكوفي ،عام (301) من الهجرة في محلة تسمى ( كندة) من أعمال قضاء الكوفة في جنوب العراق ، وتوفي عام ( 354) عن عمر يناهز ( 53) عاما .
https://telegram.me/buratha