أكدَ رئيس إقليم كردستان العراق، أن الإقليم في كامل الاستعداد لمواجهة أي "حدث غير محبذ" للدفاع عن ارضه ومواطنيه، داعيا قوات البشمركة إلى ضبط النفس أزاء التصرفات الاستفزازاية والتصدي لأي "تطاول وتجاوز عدائي"، فيما طالب وزارة البيشمركة بأن تتخذ كافة التدابير اللازمة.
وقال بارزاني إن "إقليم كردستان في كامل الاستعداد لمواجهة أي حدث غير محبذ وذلك بهدف الدفاع عن أرضنا وعن مواطنينا”. ودعا بارزاني"قوات البيشمركة الى أن يلزموا أنفسهم أزاء التصرفات الاستفزازاية وفي ذات الوقت بأن يكونوا على أتم الاستعداد للتصدي لأي تطاول وتجاوز عدائي"، مبينا أنه طلب "من وزارة البيشمركة أن تتخذ كافة التدابير اللازمة”.
كما أكد النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية خالد شواني، عدم وجود مؤشرات ايجابية لحل الأزمة، مشيراً الى تصريحات نواب ائتلاف دولة القانون استفزازية وتنظر الى كردستان بعدائية. وقال شواني: إن الحكومة تشكلت على أساس بنود اتفاقية اربيل، لأنها وضعت حلولا لجميع الخلافات، لكن بعض الكتل السياسية لم تلتزم ببنود هذه الاتفاقية”.
وأضاف" لا توجد هناك مؤشرات ايجابية تلوح في الافق لحل الأزمة وخاصة بعد التصريحات الاخيرة التي تطلق من نواب ائتلاف دولة القانون".مشيرا الى أن هذه التصريحات تعكر الاجواء بين المركز وكردستان لأنها استفزازية وتنظر الى كردستان بنظرة عدائية”.
وتابع شواني "أن هذه التصريحات المتشنجة متعمدة من قبل دولة القانون محاولة منهم لخلق أزمة جديدة هدفها إلهاء الشارع عن عدم تقديم الخدمات التي لم تستطع الحكومة من تنفيذها”.
أما النائب المستقل كامل الدليمي، فأعرب عن توقعه بأن تشهد المرحلة المقبلة حالة من التشنج بين كردستان والمركز. مشيراً الى صعوبة ظهور تحالفات جديدة يمكنها من تجاوز الأزمة الحالية. وقال الدليمي في تصريح صحفي " من الصعوبة ان تظهر تحالفات جديدة لتوقيع اتفاقية جديدة لأنه لم يتبق من عمر الحكومة سوى سنة ونصف السنة في ظل أداء وزاري متردي وتشنج بين الحكومة المركزية وحكومة كردستان”.
وأضاف "أن حكومة الشراكة لم تكن فاعلة لعدم وجود معارضة، يجب ان تكون هناك حكومة اغلبية ووجود معارضة لا تكون عدوا للدولة”. مطالباً الكتل السياسية بتفهم معنى المفهوم الديمقراطي”. واشار النائب المستقل الى أن طريقة الخارطة السياسية للائتلافات ظهرت الآن لكن لا توجد قنوات حوار يمكن أن توصلنا الى عقد شراكة جديد وبنود جديدة يمكن الاتفاق عليها”.
وتوقع الدليمي"أن تشهد المرحلة المقبلة حالة من التشنج بين الحكومة المركزية وحكومة كردستان خاصة بعد اطلاق التصريحات المتشنجة من قبل الطرفين”.
من جانبه أكد الامين العام للكتلة الوطنية البيضاء جمال البطيخ ان تحركات وردود اقليم كردستان بشأن قيادة عمليات دجلة تتعارض مع الدستور.
وقال أمس الاحد اننا "نتابع تحركات اقليم كردستان الاخيرة ونرى ان هناك تمددا أكثر من المطلوب وعلى حساب الدولة العراقية”. وبين البطيخ انه "عندما تشكلت قيادة عمليات دجلة كانت لوجود حاجة ضرورية لتشكيلها، لكن الاقليم عندما يرى الحكومة الاتحادية تعمل شيئا يبادر هو بعمل شيء غير صحيح مقابله"، مشيرا الى ان "عمليات دجلة تابعة للحكومة الاتحادية التي يفترض ان تكون حركتها من الشمال الى الجنوب”. واشار الى ان "اقليم كردستان يرى نفسه دولة ويتصرف مثلما تتصرف الحكومة الاتحادية، وهذا خارج ما حدده الدستور”.
واوضح البطيخ ان "عملية المتابعة لتحركات الاقليم على المستوى الداخلي والخارجي تبين انه في طريقه الى ان ينسلخ من العراق لكنه بدون العراق لا يوجد له قيمة وأي جزء دون الكل لا قيمة له”.
ويرى النائب عن كتلة المواطن المنضوية في التحالف الوطني حبيب الطرفي ان الازمة السياسية الموجودة بين الكتل السياسية تحولت الى عقده اكبر يصعب حلها.
وقال الطرفي ان :"السيد عمار الحكيم وكتلة المواطن قد حذرا مرارا من ان هناك ازمة حقيقية بين الكتل ونخشى ان تتحول الى عقده وكما يبدو اليوم انها فعلا تحولت الى عقده من خلال التفسير غير المنطقي لأي اجراء من طرف واصبح السجال الاعلامي والسياسي هنا وهناك يعكر ويلوث المشهد السياسي الذي هو بالاصل مشهد هش”.
واضاف ان:"جميع الكتل السياسية عليها ان ترعى لغة الحوار، لأن الاوضاع بشكلها الحالي اصبحت مقلقة للجميع والشكل السياسي اليوم لا يتماشى مع حجم التضحيات التي قدمت للوصول الى عراق ديمقراطي". مشيرا الى ان التصعيد والتصريحات الاعلامية ستؤدي بالتأكيد الى زعزعة الامن الداخلي وخصوصا ان محيطنا الاقليمي مرتبك ألقى بظلاله بشكل مباشر على الواقع العراقي”.
وتساءل الطرفي عن:"المستفيد من الازمات السياسية". مؤكدا "ان انعدام الثقة المتبادلة بين الشركاء هو من اوصل المشهد السياسي الى هذا الحال". داعيا الكتل السياسية الى:"ايجاد الحلول الناجحة للوضع الحالي لإخراج العراق من مأزقه السياسي وفرض الحلول التي تساعد على الخروج بنتائج مرضية للمصلحة الوطنية ومتوافقة مع الدستور”.
كما حذر عضو لجنة الامن والدفاع النيابية جمعة المتيوتي من تأثير التشنجات السياسية بين حكومتي المركز واقليم كردستان على التشنجات بين عمليات دجلة وقوات البيشمركة التي ممكن ان تتحول الى صدام خطر في المناطق المتنازع عليها.
وقال أمس:" على الحكومة المركزية والاقليم التحلي بالصبر وضبط النفس وعدم القدوم على مثل هكذا خطوة، لأنها ستكون فتيلة لوقوع كارثة في البلد بصدام كبير بين الاقليم والمركز، لذا على الطرفين الالتزام بالدستور وعدم التشنج”.
واشار المتيوتي الى ان"سبب التشنج بين قوات البيشمركة وعمليات دجلة هو الموقف السياسي المتشنج بين اقليم كردستان والمركز، وهذا يتطلب من الجميع عدم زج الجيش بالصراعات السياسية، لأن هذا ينذر بكارثة خطرة”.
واوضح: "ان قيادة عمليات دجلة مشكلة دستوريا، لأن القائد العام للقوالت المسلحة مسؤول عن ادارة القوات المسلحة اجمعها ومن حقه تحريك اية قطعة عسكرية في أيّ مكان من البلد”.
وكان مصدر عسكري اعلن ان اشتباكات وقعت امس الاول في قضاء طوزخورماتو، شمال شرق تكريت، بين قوة من قيادة عمليات دجلة وقوات امنية كردية. وقال انه: "قتل واصيب 18 شرطيا غالبيتهم من عمليات دجلة، ظهر الجمعة الماضية، باشتباكات مع موكب مسؤول حزب الاتحاد الوطني الكردستاني كوران جوهر قرب منتدى شباب الطوز وسط قضاء طوز خرماتو
https://telegram.me/buratha

