مآثرا وحزنا صدحت حناجر الشعراء لمصاب سيد الشهداء ( عليه السلام ) في أمسية شعرية أقامها اتحاد الادباء والكتاب في النجف الاشرف ضمن مهرجان ( الشعر في رحاب الحسين ) بمشاركة نخبة من شعرا ء المحافظة في مقر الاتحاد مساء الجمعة 16/11/2012م .
واستهل المهرجان بقصيدة شعرية ألقاها النائب الدكتور عبد الهادي الحكيم سطر فيها جانباً من مصاب عبد الله الرضيع (عليه السلام) وشهادته المؤلمة بين يدي أبيه الإمام الحسين ( عليه السلام ) في طف كربلاء ، ابتدأها بحديث عن ظروف كتابة القصيدة في سجن ابي غريب صدام في العام 1987 من العقد الماضي.
كما تضمن المهرجان قصائد عده ألقاها نخبة من الشعراء حول المناسبة الأليمة.يذكر إن اتحاد الأدباء والكتاب في النجف الاشرف يعكف على إقامة مواسم ومهرجانات شعرية وأدبية بمشاركة نخبة الشعراء والأدباء في المحافظة فضلا عن حضور مميز لنخب علمية واجتماعية ومسوؤلي المحافظة .
القصيدة
ترتيلة في ذكرى استشهاد عبدالله الرضيع
"ودعا ـ الإمام الحسين (ع) ـ بولده الرضيع يودعه، فأتته زينب بابنه عبدالله ، وأمه الرباب، فأجلسه في حجره يقبله ويقول:
بُعداً لهؤلاء القوم إذا كان جدك المصطفى خصمهم، ثم أتى به نحو القوم يطلب له الماء ، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه، فتلقى الحسين (ع) الدم بكفه ورمى به نحو السماء. ثم نزل (ع) عن فرسه وحفر له بجفن سيفه ودفنه مرملاً بدمه".
مقتل الحسين (ع) للمقرّم.
وَرَضِيعٍ فِيْ جِيدِهِ رِقَّةُ البَلّورِ
مَمْزوجَةً بِمَاءِ الجُمَانِ
وَبِخَدَّيهِ صَفْحَةُ البَدْرِ وَضّاءَ
تَرَاءَتْ وَحُمْرَةُ الأُرْجُوَانِ
ظاَمِىءٍ مَرَّتَينِ: لِلْبَاردِ العَذْبِ ،
وَلِلثَّدْيِ ، لاِرْتِضَاعِ الحَنَانِ
حَمَلتهُ كَفُّ الحُسَينِ بِرِفْقٍ
فَيّأتْهُ ظِلالَ قَلْبٍ حَانِ
فَكَأَنَّ الرَّضِيعَ تَحْتَ كِسَاءِ السِّبْطِ
جَاثٍ تَحْتَ "الكِسَاءِ اليَمَاني"
خَبّأتْهُ كَفُّ الحُسَيْنِ، فَلَفْحُ الشَّمْسِ
قَاسٍ عَلَى الصَّدِيْ الظَمْآنِ
وَوَشَتْ لِلْعِدَا بهِ فِضَّةُ النَحْرِ
فَدَلّتْ عَلَيْهِ باللّمَعَانِ
نَحَروهُ بِسَهْمِهِمْ فأراقُوا
حُمْرةَ الوَردِ فَوْقَ غُصْنِ البَانِ
وَأسَالُوا مَاءَ الطُّفولَةِ واغْتَالُوا
بِحِقْدٍ بَرَاءَةَ الصِّبْيانِ
نَحَرُوهُ فَضَرّجُوا الغُنَّةَ العَذْبةَ
تَحْلُو بِصَوْتِهِ الوَلْهَانِ
وَأَطلّوا دِمَاءَ كُلِّ مُنَاغَاةٍ
وَلْثغٍ مُحبَّبٍ في اللِّسَانِ
نَحَروا فَوْقَ صَدْرِهِ كُلَّ طِفْلٍ
أَبْيَضِ القَلْبِ نَاصِعِ الوُجْدَانِ
كَالْهِلاَلِ الفِضّيِّ، كَالفَجْرِ، كَالنَّجْمِ
كَقَلْبِ السَّحَابةِ الرَيّانِ
نَحَرُوهُ، فَقَصَّ كُلُّ صَبِيٍّ
خِصْلتَيهِ حُزْناً بِكُلِّ مَكَانِ
شَهَقَتْ زُرْقَةُ الفُراتِ لمِرآهُ
وَضَمَّتهُ سُمْرةُ الكُثْبَانِ
سجن أبي غريب/ 1987م.
https://telegram.me/buratha

