شددت السفارة الاميركية في بغداد على التزام واشنطن باستكمال عقود تسليح العراق في أسرع وقت ممكن، ونفت وجود ضعف في علاقة ادارة البيت الأبيض مع الحكومة العراقية.
وردا على ما كتبه مايكل روبن الصحفي والباحث الأميركي من وجود “لوبيات” داخل واشنطن تعمل مع الكونغرس لصالح خصوم المالكي؛ ذكرت السفارة ان الشخصيات العراقية حرة في التواصل داخل الولايات المتحدة، منوهة بأن الأخيرة غير منحازة لطرف عراقي على حساب آخر.
ونفى نائب مقرب من المالكي علمه بنية الحكومة التعاقد مع شركة علاقات اميركية لـ”مجاراة لوبيات خصوم رئيس الوزراء”، وقلل من قدرتها على التأثير في عمل الحكومة، على الرغم من اعتقاده بأنها تعطي صورة مغايرة عن عمل الحكومة.
وبينما رأى محلل سياسي أن اللوبي الداعم لبارزاني في الكونغرس نجح بعرقلة صفقة السلاح الأميركي، اعتبر ان اقليم كردستان تجاوز الضوابط وبات كأنه دولة داخل دولة.وقال فرانك فنفر، المتحدث الرسمي باسم السفارة الاميركية في بغداد ان “التعاون العسكري مع العراق منصوص عليه وبوضوح في اتفاقية الاطار الاستراتيجي، لذا نحن ملتزمون باستكمال كل عقود التسليح المندرجة ضمن برنامج المبيعات العسكرية الاجنبية والموقعة بين البلدين وبأسرع وقت ممكن”. وذلك في نفي لمعلومات تحدثت عن تأثير “لوبيات” في الكونغرس على صلة باطراف سياسية عراقية تعارض تسليح الجيش العراقي.
وبيّن أن “هذه المبيعات مصممة لتلبية الاحتياجات والتفاصيل الدقيقة التي حددتها الحكومة العراقية”، منوها بأن “العقود المندرجة ضمن برنامج المبيعات العسكرية الاجنبية للعراق تتضمن أحدث التقنيات واكثرها تطورا، وتمنح اعلى درجات الأولوية لضمان التسليم وبسرعة”.
ويأتي تصريح السفارة الاميركية ببغداد، ردا على مقال لمايكل روبن الصحفي والباحث الاميركي، نشر في الاول من الشهر الحالي، تحت عنوان “الدبلوماسية العراقية لا صوت لها في واشنطن”، وقد كشف فيه عن وجود “لوبي” يعمل داخل الكونغرس والإعلام الأميركي لمصلحة حكومة إقليم كردستان واياد علاوي زعيم ائتلاف العراقية.
وعلق فنفر بأن “الكتل السياسية العراقية والافراد ورجال الاعمال أحرار في الاتفاق مع اي شركة علاقات عامة في الولايات المتحدة، كما هو الحال مع العديد من المجاميع من دول أخرى، وهم غالبا ما يجدون هذا الاجراء مفيدا في مجال التواصل مع الكونغرس”. وأفاد “نتحدث بشكل يومي مع العراقيين من كافة اطياف المجتمع، ولكننا لا نتحيز لطرف دون آخر”.
وشدد فنفر على ان “السفارة في بغداد تمثل الحكومة الأميركية لدى نظيرتها العراقية، فبغداد لديها سفارة في واشنطن تمثلها، والمسؤولين في واشنطن من السلطتين التشريعية والتنفيذية يقومون بزيارة العراق بشكل منتظم لعقد اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين في الحكومة”. ونفى بشدة “وجود ضعف في العلاقات بين الحكومتين العراقية الاميركية”، مؤكدا ان “مستويات التمثيل بين البلدين تتم بأكمل وجه”.
سامي العسكري، عضو ائتلاف دولة القانون المقرب من المالكي، نفى، علمه بنية الحكومة التعاقد مع احدى شركات العلاقات العامة الاميركية لغرض مجاراة لوبيات خصوم رئيس الوزراء، ملمحا الى اهمية ذلك.
ولفت العسكري الى أن “وجود نفوذ وعلاقات احزاب سياسية يعدون خصوما لرئيس الوزراء لن يؤثر في عمل الحكومة”. واستدرك بأن “ذلك ربما يعطي صورة مغايرة لصانعي القرار في الكونغرس او الادارة الاميركية بخصوص عمل الحكومة”.
ونقل واثق الهاشمي، رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجي، بأن مقربين من المالكي ابلغوه بأن “الحكومة تتذرع (بضعف حضورها في واشنطن) بعدم وجود مبالغ مالية مخصصة او دعم مالي، لاسيما بعد سحب المنافع الاجتماعية والمخصصات الاخرى بقرار من البرلمان”.
وذكر أنه التقى “روبن” وقد أكد له “وجود ضعف كبير لدى الرأي العام الاميركي بشأن ما يخص منظومة واستراتيجية رئيس الوزراء تحديدا”. ونسب الى روبن قوله “هناك لوبي مهم يدعم مسعود بارزاني واياد علاوي، وهما شخصيتان معروفتان لدى الشارع الاميركي الذي بدا يتعاطف معهما، وهما يتعاملان بهذه الاساليب عن طريق التعاقد مع المراكز التحليلية وشركات العلاقات العامة”.
وبحسب الهاشمي فان روبن اعتبر “انشغال الحكومة العراقية دوما بالمشاكل الداخلية خطأ كبيرا تقع فيه”.
ورأى الهاشمي أن اقليم كردستان “تجــاوز الضوابـــط والحـــدود الديموقراطية، وبات يتعامل كأنه دولة داخل دولة، فالاقليم يقوم بفتح قنصليات وسفارات ومكاتب وغيرها في الدول الاخرى”. وتابع أن “الكتل السياسية المؤتلفة في حكومة الشراكة لا تلتزم بالمصلحة الوطنية ولا تفهم السياسة الخارجية”.
وعزا الهاشمي فشل وتأخير وعرقلة صفقات التسلح الى “لوبيات الاحزاب السياسية الاخرى في الولايات المتحدة، فالاسلحة الاميركية دائما ما تورد بضوابط وشروط وفقا لمواعيد دقيقة”. وشدد “كان يجب على بغداد ان تعرف هذه القضية، فالتأثير الكردي كان واضحا عبر وفود أرسلت الى واشنطن، وكان هناك دور كبير وفاعل للوبي الكردي الداعم لبارزاني في تشويه الحقائق حول قضية التسليح وبالتالي نجاحه في تأخر صفقة السلاح”.
وأبدى الهاشمي اعتقاده بإستمرار الدور الاميركي المؤثر في العراق. وقال ان “واشنطن لديها اتصالات وقنوات مع الحكومة والاحزاب السياسية والكتل الاخرى والشخصيات، لكن هذا الدور هو من مسؤولية بغداد”، مستدركا بأن “السفارات لا تقدم المشورة الدائمة الى الحكومات، وانما كان يجب على الحكومة العراقية ان تراعي فتح مراكز للدراسات الاستراتيجية في الداخل والخارج، وتبادر حتى لفتح مركز تحليل في أروقة الامم المتحدة، لكن يبدو ان هناك عدم اهتمام وعوزا ثقافيا”.
https://telegram.me/buratha

