في تطور دراماتيكي جديد، يحدث لأول مرة، عثرت القوات الأميركية التي تدخل الى كل ثغرة في بغداد وعدد من ضواحيها على مخبأ سري كبير للأسلحة ولحاويات مادتي "نتريك الأسيد" و"الكلورين" في مدينة الغزالية التي تقع بغداد، مما رفع درجات القلق لدى المواطنين ولدى القوات المشتركة العراقية والأميركية من أنّ الارهابيين يوسعون فعلا تكتيك استعمال المزيد من المواد الكيمياوية في العراق.
وأدلى مسؤولون عسكريون –أمس الخميس الثاني والعشرين من آذار الجاري- بمعلومات تؤكد أنّ الحاويات وجدت كجزء من مخبأ كبير للأسلحة أكتشف خلال عمليات تفتيش أجرتها القوات العراقية والأميركية –من بيت الى بيت- في حي الغزالية ذي الأكثرية السنية بغربي بغداد.
ومعلوم إنّ غاز الكلورين الذي يستخدم من قبل الانتحاريين الارهابيين في قرى غربي بغداد، قتل حتى الآن ثمانية أشخاص، وأدى الى إصابات المئات بأمراض شتى. وأكدت قولها: إنها المرة الأولى التي يـُعثر فيها على مواد كيمياوية داخل العاصمة.
وعلى الرغم من أنّ "نتريك الأسيد والكلورين" كليهما له استعمالات صناعية متعددة –يقول المسؤول العسكري الأميركي الذي طلب عدم ذكر إسمه- فإنّ العثور عليهما سوية مع أسلحة أخرى مخفية في الملاجئ الإرهابية المعروفة، أكد بشكل جدي "تغيير تكتيك الارهابيين". وقال: لقد رأينا الارهابيين فعلا يستخدمون "الأسيد" المحرق الكاوي بأدوات تفجير مرتجلة لإحراق الجلد. وأضاف: وعلى الرغم من أنّ الأسيد لا يزيد من حجم القتل للقنابل المستخدمة، إلا أنـّه يجعل الموت أبشع.
ويشارك حوالي 1600 جندي عراقي وأميركي في عمليات تهدف الى ملاحقة إرهابيي القاعدة والميليشيات الخارجة على القانون ضمن جولات تفتيش شديد في منطقة المنصور ببغداد، والتي تقع الغزالية ضمن رقعتها الجغرافية. وفي منطقة العامرية القريبة من المنصور والغزالية عثرت القوات العراقية وقوات لواء الهجوم الأميركي –خلال مداهمتها لعدد من البيوت هناك- على قذائف هاون داخل حقيبة مدفونة في ساحة بيت أمامية، إضافة الى "ساطور لحم" وقنابل مصنعة من حاويات مادة البروبين.
واكتشفت داخل البيت ملابس وصوراً ولعب أطفال بكميات كثيرة مكومة في زاوية قذرة من البيت. إضافة الى رايات سود وبيض تكشف عن إسم "قاعدة الجيش الإسلامي" وهي مجموعة متطرفة سنية.
وفي الوقت نفسه نشر الجنود العسكريون العراقيون الذخائر التي عثروا عليها على جانب الرصيف، بجانب لوحات ترخيص رسمية تظهر هويتهم الى ان حضر متخصصون أميركان، ليفجروها وسط اجراءات مشددة في المنطقة التي هزتها أصوات التفجير.
واعترف سكان الحي لجنود أميركيين أنهم وجدوا صبياناً صغاراً يجلسون القرفصاء في غرف بيوتهم خوفاً من عمليات التفتيش، واكدوا إنّ الجنود العراقيين حاولوا تهدئتهم ".
وفي وقت مبكر من الأسبوع الحالي عثرت قوات الحملة الأمنية في بغداد على شرطي بزيه الرسمي معصَّب العينين ومربوط الى عمود كهرباء، واكتشفوا أنه تعرّض لإطلاقات نارية في بطنه وترك الى أنْ فارق الحياة، وهي إشارة الى أنّ ذلك جزء من تكتيك التخويف، بينما تحاول القوات العراقية مشاركة القوات الأميركية لإنهاء العنف وتحقيق استتباب الأمن في بغداد.
واحتجزت القوات العراقية والأميركية عشرات الأشخاص خلال عمليات المداهمة والبحث عن ارهابيين أو مخابئ لهم، ويقول مسؤولون في الحكومة ان المحتجزين يتم اطلاق سراحهم بمجرد انتهاء التحقيق معهم ، واذا لم يثبت شيئا عليهم .
https://telegram.me/buratha