ماتزال تداعيات قرار الغاء الحصة التموينية تتفاعل، حيث ركزت أبرز الصحف الصادرة اليوم على ردود الافعال الشعبية والرسمية الغاضبة، التي انتقدت بشدة الغاء مفردات البطاقة والتعويض عنها بمبلغ "زهيد" لا يسد رمق الفقراء، في الوقت الذي تدافع فيه الحكومة عن قرارها، مشيرة الى انه لصالح الشعب.جريدة الصباح الرسمية التي تصدر عن شبكة الاعلام العراقي، سلطات الضوء على سعي اللجنة الاقتصادية النيابية لاجراء استفتاء حول البطاقة التموينية، وكتبت تقول: الاقتصاد النيابية: الحكومة ستجري استبياناً شعبياً بشأن «التموينية».كشفت لجنة الاقتصاد والاستثمار في مجلس النواب عن وجود توجه يقضي بان تقوم الحكومة باجراء استبيان للعوائل العراقية لاقرار الابقاء على البطاقة التموينية او تعويضها بالبدل النقدي، مشيرةً الى ان الحكومة ستكون مع اغلبية ابناء الشعب في هذا القرار.وقالعضو لجنة الاقتصاد والاستثمار ابراهيم الركابي: إن اللجنة قامت باجتماعها يوم امس الاربعاء بدراسة قرار الحكومة استبدال مفردات البطاقة التموينية بالبدل النقدي، حيث طرحت وجهات نظر متباينة بين مؤيد ومعارض للقرار من قبل اعضاء اللجنة الذين يمثلون جميع الكتل السياسية.وأضاف: أن المؤيدين للقرار طالبوا بالعمل على استقرار الاسعار وعدم السماح للتجار باستغلال المواطنين من خلال تنظيم قانون وزارة التجارة ووجود جمعيات اهلية يمكن ان تبيع مفردات البطاقة التموينية بأسعار مدعومة وخاصة الطحين، وأصفاً القرار بأنه جيد ويقضي على الكثير من المفاسد اذا تمت السيطرة على اسعار هذه المفردات. أما جريدة الزمان المستقلة، فقد أوردت خبراً رئيسياً في صفحتها الاولى، مفاده: التلويح بإطلاق تظاهرات ضد تدهور الأوضاع، البصريون يصفون إلغاء التموينية بإبادة الفقراء ومكافأة المفسدين. أعرب اهالي البصرة عن سخطهم ازاء قرار إلغاء البطاقة التموينية واصفين اياه بقرار إبادة للعوائل الفقيرة، وقال فاضل عبد الكاظم المياحي لـ(الزمان) امس إن القرار مجحف ويتنافى مع الدستور الذي كفل العيش الكريم للمواطن.وأضاف: كان من الواجب على الحكومة أن تهتم بالبطاقة التموينية من خلال زيادة وتحسين المفردات لا ان تقوم بالغائها، أما سعدون عبد الزهرة فقال سيجعلوننا نضطر للنزول إلى الشارع للتظاهر والاعتصام.وأضاف: أن القرار يكافئ الوزراء المفسدين الذين تعاقبوا على إدارة الوزارة،حسب تعبيره. أما جواد البطاط فقال: إن غالبية الشعب تعيش تحت خط الفقر، وهذا ما تؤكده إحصائيات وتقارير دولية، هناك آلاف العوائل يتعذر عليها توفير ابسط وجبات الطعام اليومي، لدرجة إن بعضها يستغني عن وجبة أو ربما وجبتين من الطعام، مع وجود ما تبقى من مفردات البطاقة التموينية فكيف يصبح حال هؤلاء الناس إذا ما ألغيت البطاقة التموينية؟، وتساءل ايضا هل القرار عقوبة للمتعففين ومكافئة للوزراء الفاسدين؟.أما أم حسن فقال: هذا القرار ظالم والظلم لا يمكن أن يدوم، نحن عوائل فقيرة، احتياجاتنا كثيرة لا نستطيع توفيرها، كيف يمكن للبرلمان والحكومة أن يجوعان الشعب.وفي ذات السياق، أوردت جريدة البينة الجديدة مقالا بقلم رئيس التحرير، قال فيه: البينة الجديدة تنقل لدولة رئيس الوزراء رفض الفقراء مبلغ الـ(15) الف دينار بدل التموينية وتطالب بتوزيعها.حينما خرج الشعب الفرنسي هائجاً جائعاً يطالب بالرغيف خرجت له الملكة البروبونية ماري انطوانيت وهي محملة بالذهب والماس متسائلة ماذا يريدون؟ فقالوا لها انهم يريدون خبزاً، وببرود الارستقراطية الفجة قالت اعطوهم كيكاً!! ويبدو ان حال شعبنا البائس مع نواب الشعب ومجلس وزراء الحكومة كحال الشعب الفرنسي مع الملكة ماري انطوانيت لقد اطلوا بطلعتهم البهيةوابلغونا ببرود المتخمين متوحشي الكروش بان البطاقة التموينية قد الغيت عن فقراء الشعب وان مجلس الورزاء عوضهم بـ 15 الف دينار عن مفردات هذه البطاقة.وتساءل الكاتب: هل يستطيع الوزير المبجل أو النائب المكرش ان يعيش بـ 15 الف دينار شهرياً واذا كانوا يستطيعون العيش بمثل هذا المبلغ فلم يسرقون الشعب برواتب شهرية مع مخصصات تصل الى 50 مليون دينار شهريا؟ عدا المنح والهدايا والهبات والقومسيونات والمقاولات والمناقصات وبيع المناصب والوظائف والايفادات وبلاوي كثيرات على رأس هذا الشعب الفقير المبتلى بهؤلاء النواب والوزراء. يقال ان الجمل جاء فرحاً الى احدى اللجان التي تعدل اوضاعه وطلب منهم ان يعطوه قروناً اسوة باخوته وحين شاهدوا اذانه الطويلة طلبوا ان يقطع قسما منها وهكذا ذهبت مثلاً (الجمل راد گرون گصوا اذانه) والشعب الفقير اراد ان تكون البطاقة التموينية حصنه وامانه من تقلبات السوق وجشع التجار ونار الاسعار الملتهبة فكانت عطية الحكومة له الغاء البطاقة التموينية في اجراء امرّ من الحنظل واقسى من ضربة السيف وقديماً قالوا قطع الاعناق ولا قطع الارزاق وهذا صوت الشعب الحزين نُسمعه للسيد المالكي الذي لم يفترق عن الشعب.وظل لصيقاً به وشاعراً بآلامه فهل يتخذ دولة رئيس الوزراء قراراً جريئاً يثلج صدور ابناء الشعب ويلطم اعداءه والمتآمرين على قوته؟
https://telegram.me/buratha

