أبدَى نواب برلمانيون عراقيون في كتلتي الاحرار والعراقية، رأيهم صراحة بورقة الاصلاح التي أخذت حيزاً كبيراً من الاهتمام الشعبي والسياسي والاعلامي، ثم سرعان ما اضمحلت شيئاً فشيئاً حتى وصل أمرها الى التناسي والاهمال وكأنها لم تكن، حيث وصفها هؤلاء النواب بـ(الجنين المولود ميتاً وغاب المطالبون به).
فقد قال عنها النائب عن كتلة الأحرار النيابية حسين شاكر عزيز في حديث خص به (المشرق) "انها ورقة كنا بحاجة اليها فيما مضى، وتبين لنا أنها ورقة ميتة وغير حقيقية، وما جاءت إلا لتهدئة الوضع المتأزم لا أكثر ولا أقل، وليس لها أثر في الواقع، وبيّنا موقفنا عبر بيان على لسان السيد مقتدى الصدر بهذا الصدد. واضاف النائب عزيز: إن على المسؤولين في دولة القانون وغيرهم ممن تبنوا ورقة الاصلاح أن يكونوا على مستوى عالٍ من المسؤولية في طرحهم لهذه الورقة، ونحن في كتلة (الأحرار) على قناعة تامة بأن المؤتمر الوطني أيضاً الذي تتصاعد الدعوات الى عقده لا ينبئ بنتيجة صالحة أو سيتوصل الى حلول للمشاكل العالقة، لكون كل الأطراف تتمسك بسقف مطالب عالية وليس بينهم من يقبل بالتنازل عن جزء من تلك المطالب، فالنفوس (على حد تعبيره) غير صادقة ولا توجد نيات حقيقية لدى الكتل جميعها للتفاهم وتقريب وجهات النظر التي تخدم مصلحة الشعب العراقي”.أما النائب عن العراقية أحمد العلواني فقد تحدث لـ(المشرق) قائلاً: "لقد طرقت مسامعنا مبادرات مختلفة من مراجع دينية وأخرى سياسية وقادة كتل اضافة الى مسعى فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني، ولكن مع اعتزازنا بتلك المبادرات المطروحة ومن تفضل ببثها، أرى بأنها لا جدوى منها ما دامت النيات بالاصلاح غير حقيقية، ومادام هناك من يتلاعب بالمشهد السياسي ويحاول اقصاء الآخر المشارك له في اللعبة السياسية. والعلة تكمن في تزمت الأخوة بدولة القانون الذين عليهم أن يفهموا بأن العراق وطن الجميع ومن يحاول الغاء الآخرين ستجابهه مشاكل سياسية قد تستغلها دول إقليمية معروفة لتأزيم الأوضاع الى أسوأ مما هي عليه اليوم، لاسيما ان المنطقة والاقليم فيهما من المشاكل ومحاولة تصفية الحسابات ما يمكن أن ينعكس سلباً على الواقع العراقي وهذا ما لا نريده لوطننا وشعبنا وضرورة أن تدفعنا كل هذه التحديات الى وحدة الصف وأن نكون سداً منيعاً بوجه أية فتنة تفت في عضد تكاتفنا.
وأشار النائب العلواني الى ان العراقية لم ترفض اللقاء الوطني والتحاور يوماً ولكنها تريد حل المشاكل بنَفـَس عراقي ورؤية عراقية بعيداً عن المؤثرات الدولية والاقليمية وهي مع أي جهد وطني يهدف الى اصلاح العملية السياسية ولم تعمل بالضد منه، وإنما هي ليست مع الحوارات الفارغة أو جلسات السمر واحتساء الشاي أو الجلوس على موائد الطعام التي تغيب عنها التفاهمات ومصلحة الوطن والمواطن، وكذلك التحالف الكردستاني له مطالبه التي قدمها بورقته المعروفة، ونحن في العراقية نحمل قضايا تتعلق بالتوازن وطريقة بناء الدولة العراقية ومسألة المشاركة وهي قضايا عالقة حتى الآن ولا تصل مسامعنا من الطرف الآخر الا الكلمات المزوقة والمعسولة والرغبة بالكلام والنقاشات فحسب.
وكان عضو ائتلاف العراقية عدنان الدنبوس قد نوه الى صعوبة الاصلاح الذي يدعو اليه التحالف الوطني، مشيراً الى ان مساعي الرئيس طالباني لجمع الفرقاء أصعب، ومن يتحدث عن حكومة الأغلبية السياسية لا يعلم بواقع الحال.
وأضاف الدنبوس: ان تأزم الأوضاع جعل من الاصلاح يزداد صعوبة يوماً بعد آخر، وان الحديث عن حكومة الأغلبية ضرب من الخيال ولن يتحقق نظراً لما موجود من حقائق على الأرض.
وتابع : التغيير سيتحقق من خلال الانتخابات التي ستبدأ بمجالس المحافظات ومن ثم الأقضية والنواحي والتي ستشهد زحفاً شعبياً لدعم شخصيات تستطيع ان تحقق لناخبيها ما يريدون، وبالتأكيد رد فعل الشارع الموجود حالياً تجاه من وضعوا الثقة بهم سيسهم بفعالية بالاختيار المقبل.
https://telegram.me/buratha

