نفت الولايات المتحدة الامريكية الاتهامات ضدها بشأن علمها بتورط المحكوم عليه بالاعدام غيابياً طارق الهاشمي بعمليات وانشطة مسلحة في السنوات الماضية .
وقال السفير الامريكي لدى العراق ستيفن بيكروفت في معرض رده على سؤال مراسل وكالة كل العراق [أين] خلال لقائه عدد من الصحفيين حول صحة معلومات علم بلاده بانشطة الهاشمي قبل صدور الحكم الغيابي بحقه في ارتباطه وتمويله بعمليات مسلحة " من خلال وجودي هنا في العراق قبل نحو سنة ونصف اثناء عملي بالسفارة الامريكية نقول ان هذا الامر غير صحيح ولا اعلم باي شيء حدث من هذا القبيل قبل وجودي هنا ".
وأضاف ان " موقفنا من هذه القضية دائما وسيبقى واضحا بانها قضية عراقية ويجب ان تتم مطابقتها مع القوانين الدولية والدستور العراقي وان تتم بشفافية حتى يفهم جميع العراقيين ما يحدث لكي يثقوا في هذه القضية وفي القرار الناتج عنها ".
ووصف بيكروفت الوضع الديمقراطي في العراق بـ " المعقد وذلك لاختلاف رؤية الاحزاب والسياسيين بالاراء والافكار وبدورنا نشجع السياسيين والاطراف والاحزاب الى الجلوس سوية وحل مشاكلهم وان يتنازلوا عند الضرورة على بعض المطالب ".
وحول الانباء عن شكوك العراق بجدية الولايات المتحدة بتسليح القوات العراقية من بينها الطائرات المقاتلة ولجوء الحكومة الى مصادر اخرى لتغطية هذا الجانب وآخرها روسيا والتشيك اشار السفير الامريكي بالقول الى ان " الولايات المتحدة تحترم سيادة العراق من ضمنها ان يشتري اسلحة ومعدات عسكرية من أي بلد ونحن واثقين في علاقتنا معه فيما يتعلق بنقل هذه الاسلحة الامريكية ونقلنا للعراق طائرات ودبابات ومدرعات واننا نعمل على طائرات اف 16 ونشعر بان العلاقة متينة ولانشعر بالتهديد في هذا المجال ".
وبين ان " العراق يحق له التعامل مع أي بلد لشراء الاسلحة واننا نعمل معه لتسليم الطائرات اف 16 باقرب وقت ممكن ، وتم مناقشة هذا الامر مع المسؤوليين العراقيين " ، مشيرا الى ان " هذه الطائرات يتم بنائها حاليا وهي ليست كشراء سيارة يتم انتقائها ويتم بنائها للزبون بشكل خاص ومتواصلين في العمل مع الحكومة العراقية من اجل التأكد من البنية التحتية والقواعد الجوية ووضعها المناسب ، كما نعمل على تدريب الطيارين وموظفي الصيانة العراقيين من اجل الاعتناء بهذه الطائرات بعد استلامها وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال ".
ووصف السفير الامريكي قضية طائرات اف 16 بانها " عملية معقدة"، مبينا ان " فيها نقاط متعددة ونعمل على تحقيق كل هذه النقاط باسرع وقت ممكن ولايمكن تدريب طيار على هذه النوع من الطائرات بين ليلة وضحاها ، وحتى الصيانة لايمكن التدريب بهذه السرعة لانها قطعة تكنلوجية معقدة جدا ومتطورة وتحتاج الى تدريب كبير من اجل استعمالها وصيانتها ، كما ان عملية تحضير القواعد الجوية المناسبة لها تحتاج ايضاً الى وقت نعمل باسرع وقت ممكن مع الجانب العراقي لتحقيق هذا".
ونفى الشائعات بوجود قوات امريكية في العراق او خطة مستقبلية لبلاده بعودتها للعراق قائلاً " لا صحة للانباء والشائعات حول وجود قوات امريكية في العراق وهذه معلومات زائفة وغير صحيحة "، مشيرا الى ان " هناك أعضاء عسكريين وهم مدربين واداريين فقط وعددهم قليل نسبياً وسيقل عددهم ليتساوي وجودنا في العراق مع العديد من سفارات دول العالم ".
وأضح " بالاضافة الى علاقتنا العسكرية والامنية مع العراق فهناك جوانب اخرى ومنها العلاقة التجارية المتميزة مع العراق ، وهذا سيتم عرضه من خلال معرض بغداد الدولي المقبل حيث سيكون هناك قسماً مخصصاً للولايات المتحدة الامريكية في المعرض وسيمثلنا فيه عدد من أكبر الشركات وأكثرها شهرة والمعروفة في بلادنا ، وهذا ما يظهر ان القطاع الخاص الامريكي لوحده قيم وقرر بان العراق هو شريك في مجال الاعمال ويستحق العمل فيه".
وتابع السفير الامريكي ان " العلاقة بين العراق والولايات المتحدة هي تحت مظلة اتفاقية الاطار الستراتيجي المبرمة بين البلدين وأسسنا عدة لجان في مجالات مختلفة وعقدت ستة اجتماعات لهذه اللجان ، ونحن نعمل على عقد خمسة اجتماعات اخرى في قضايا متعددة في مجال الأمن والطاقة والقضاء والدبلوماسية وغيرها وكل هذا التعاون يأتي بادراك من الولايات المتحدة بانها تعترف بسيادة العراق واستقلاليته وتريد التعامل معه على هذا الاساس ".
وحول موقف الولايات المتحدة الامريكية من قضية البنك المركزي والهيئات المستقلة في العراق قال السفير الامريكي ان " الولايات المتحدة لن تلعب أي دور وبأي شكل من الاشكال بشان قرار البنك المركزي واننا ندعم استقلال البنك وهذا يتوافق مع الدستور والقوانين العراقية ، واننا لا نتخذ أي موقف من التحقيقات الجارية بشأن مسؤولين في البنك ونشجع فقط بان تكون التحقيقات عادلة وشفافة ويتم اجرائها بشكل حذر بقدر الامكان ".
واوضح " وعبرنا عن قلقنا بأن التحقيقات اذا لم تتم بهذه الطريقة سيكون لها انعكاسات سلبية في العلاقات المصرفية للعراق مع المؤسسات الدولية "، ونحن نحترم استقلال العراق في هذه القضية ونريد حلها باسرع وقت ممكن ، ولكن بشكل عادل وشفاف حتى يعلم الجميع ماذا يحدث " ، رافضاً " التعليق حول المعلومات عن حدوث عمليات غسيل اموال في العراق لصالح ايران ".
وعن اتهامات بعض الاطراف السياسية العراقية للولايات المتحدة في رعاية الازمة الراهنة نفى السفير الامريكي ذلك بالقول قائلا ان " الولايات المتحدة لاتتحكم بقرارات العراق وهي تحترم سيادته ونحاول ان نتعاون ونتفاعل معه في نفس الطريقة مع كل دول العالم وعلاقتنا ممتازة ونبذل جهود كبيرة لنعبرعن مواقفنا وقلقنا ولانخجل من تقديم الاقتراحات وعرض المساعدة للعراق ، وطالما سياسيات البلد ضمن الديمقراطية والقوانين يستحق العراق ان يتقدم ، كما اننا لاندعم اشخاص وانما ندعم مؤسسات والعملية الديمقراطية ".
وبين " اننا نحاول ان نتعايش مع الازمة ولكن نريد ان تتطور العملية التشريعية والقوانين بشكل متوازي مع التقدم في العراق ونريد الوفاق بين الاطراف وان لاتصل الامور الى حالة الجمود والشلل وعلى السياسين والاحزاب ان يدركوا بانه على الرغم من امكانية حدوث خلافات بينهم لكن عملية الحكم والتطور يجب ان تستمر مع وجود هذه الخلافات ولكن لانستيطع ان نعمل بالنيابة سواء في الجانب التشريعي او التنفيذي او ان نفرض كيف يتم حل أي شيء بطريقة تضمن مصلحة العراقيين ولانحاول ان نتعايش مع الازمة وانما نطور العملية مع عدم تدخلنا ".
وعن دور امريكا في مساعدة العراق من العقوبات الدولية ضمن الفصل السابع وبينها علاقاته مع الكويت اجاب السفير الامريكي بالقول ان " الولايات المتحدة عملت بجهد كبير خلف الستار من اجل التسريع في التسوية بهذا المجال ، ونريد ان تكون العلاقات بين هذين البلدين الجارين افضل ما يمكن ونعمل مع الامم المتحدة من اجل انهاء متطلبات الفصل السابع وهناك مراجعات كل ستة اشهر ونامل لان يتحول الفصل السابع الى السادس ونحن نتفاعل بشكل قوي مع الحكومة العراقية ".
وعن الازمة السورية أكد " أننا نعمل باقصى الجهود الى وقف العنف في سورية ، واننا ندرك ان استمرار هذه الصراع له مخاطر وانه تم مناقشة الوضع السوري من قبل الوفد الامريكي الذي زار العراق مؤخرا ".
واعرب بيكروفت عن " سعادته في العلاقة بين العراق والولايات المتحدة " ، موضحاً ان " هناك امكانيات للتفاعل مع العراقيين على جميع المستويات وهذا التفاعل يكون من خلال زيارة الوفود بين البلدين وعن طريق المنظمة الامريكية للتنمية الدولية سيما وان هناك قدرات كامنة لتحقيق الكمال خصوصاً ان العراق لديه مستقبل واعد اقتصاديا ولديه النفط والاراضي والموارد البشرية والكفاءات ونتمنى ان ينهض العراق بثرواته وان يطور كافة مجالات الاقتصاد وليس فقط في قطاع النفط ".
https://telegram.me/buratha

