في الوقت الذي طالب فيه مواطنون بعودة الصيدليات الخافرة، لاهميتها الكبيرة في انقاذ ارواح واسعاف العديد من المواطنين الذين يتعرضون الى حالات طارئة، عزا صيادلة سبب عدم مباشرة الصيدليات الخافرة حتى الان الى عدم توفر الحماية لهم، مبدين استعدادهم بالعمل عند توفير الحماية لهم.
من جهتها، قللت لجنة الصحة البرلمانية من اهمية اعادة افتتاح الصيدليات الخافرة، مبررة ذلك بتوفر مستشفيات ومراكز الطوارئ في عموم مناطق العراق.
وفي مقابلة مع "العالم" امس الاثنين، تحدث المواطن هادي محمد، عن حالة تعرض لها اثناء مراجعته الى طوارئ احدى المستشفيات لاسعاف بنته، قائلا "اضطررت بسبب عدم تمكني من الحصول على الدواء المطلوب في صيدلية احدى مستشفيات الطوارئ، الى العودة ببنتي التي اصيبت بوعكة صحية طارئة الى اعادتها الى المنزل، واللجوء الى اتباع وصفات علاجية بسيطة لايقاف تدهور حالتها بانتظار افتتاح الصيدليات صباحا"، وناشد هادي "الجهات المعنية بالاسراع في اعادة الصيدليات الخافرة لاهميتها الكبيرة في اسعاف المرضى او على الاقل ان تعمل وزارة الصحة على توفير كافة العلاجات المطلوبة في صيدليات مستشفيات الطوارئ التابعة لها".
واتفق فارس كامل، مع مواطنه هادي على ضرورة "ارجاع عمل الصيدليات الخافرة، بسبب اهميتها في انقاذ الارواح والتقليل من معاناة المصابين اثناء الاوقات المتاخرة من الليل"، مشيرا الى ان "زوجته تعرضت قبل يومين الى تدهور سريع في صحتها، وعند نقلها الى احدى مستشفيات الطوارئ، واجراء الفحوصات اللازمة وبعد كتابة الادوية اللازمة من قبل الطبيب المقيم، ومراجعة صيدلية المستشفى، فوجئت بعدم توفر الادوية المطلوبة".
واضاف كامل لـ"العالم" امس، ان "الادوية كانت بسيطة، عبارة عن مسكنات ومضادات حيوية ومع ذلك فهي غير متوفرة". وتابع "اصبت بالقلق الشديد على زوجتي لجهة غياب الدواء المطلوب". وخلص كامل "لو كانت الصيدليات الخافرة موجودة لسارعت بجلب الدواء وانهاء معاناة زوجتي التي بقت على حالتها الى الصباح".
من جهته، اعتبر غسان محمد (صيدلاني) في حديثه مع "العالم" امس، ان "اعادة العمل بالصيدليات الخافرة سيشكل حالة ايجابية"، لكنه عاد واشترط بان "تكون هناك خطة امنية للحفاظ على الصيادلة، لانهم قد يتعرضون الى مداهمة او سرقة او خطف او مساومة على حياتهم".
ورأى ان "الفيصل في عودة الصيدليات الخافرة إلى العمل هو التنسيق بين وزارة الصحة، ونقابة الصيادلة، والاجهزة الامنية من اجل تهيئة الأجواء الأمنية المناسبة لعملها بعد منتصف الليل"، مردفا ان "الصيدلي اذا إطمأن على حياته يمكن ان يبقى حينها حتى الصباح، كونها خدمة انسانية أكثر مما هي مادية فقد يمر يوم كامل، أو اكثر من دون أي يراجع الصيدلية أي مواطن".
وقالت زميلته تغريد حازم، ان "انعدام الامن اثر على جميع مناحي الحياة اليومية، ومنها انعكاسه على وجود الصيدليات الخافرة التي تعتمد قبل كل شيء على الامان، والان يمكن ان تبقى الصيدلية كأقصى حد الى الساعة 11 ليلا".
وفي الوقت الذي أبدى الدكتور عبد المطلب ناصر، عميد كلية بغداد للصيدلة، تأييده لعودة الصيدليات الخافرة بشرط توفر الحماية لها"، ذكر في لقاء مع "العالم" امس، ان "الصيدليات الخافرة كانت تحل مشاكل كثيرة للناس، وفيها نوع من التضحية من قبل الصيدلي الذي يبقى جالسا بانتظار شخص يحتاجه ويسعفه"، اما في الوقت الحاضر، فيقول ناصر "هناك مردودات سلبية كثيرة منها ما يخص بعض المخمورين ومدمني حبوب الهلوسة"، مؤكدا ان "الامر خطير جدا وصعب امام الظروف الامنية الحالية، ولا اعتقد ان هناك صيدليا مستعدا الان".
من طرفه، قلل جواد البزوني، عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، لـ"العالم" امس، من اهمية الصيدليات الخافرة في الوقت الحاضر، بسبب "قلة وجود المراجعين، أي انهم لا يحتاجون الصيدلي الان بسبب وجود المراكز الصحية الخافرة، والمستشفيات الخافرة، وهي منتشرة، وبالتالي فان اهمية الصيدلية الخافرة قلت بسبب انتشار المستشفيات الخافرة".
وتابع "فعندما يتعرض شخص ما لأزمة صحية، فهو يتجه الى اقرب مستشفى او مركز صحي ولا يراجع الصيدلية الخافرة، وهذا ما ينفي الحاجة لها"، مبينا "هناك عيادات خافرة في بعض المناطق البعيدة عن المستشفيات، حيث توجد الصيدليات داخلها، ما قلل اهمية ان تكون هناك صيدلية خافرة، اذ ان البدائل خففت اهميتها".
https://telegram.me/buratha

