اظهرت دراسة علمية امريكية، "ارتفاعاً مذهلاً" في العيوب الخلقية بين الأطفال العراقيين المولودين، رابطة ما بين هذا الارتفاع والأعمال العسكرية بعد عام 2003.
وذكرت نشرة "التلوث البيئي والسموم" الاميركية في دراسة حديثة "، أنه "جرى تسجيل معدلات مرتفعة من الإجهاض لدى النساء الحوامل ومستويات سامة من الرصاص والتلوث بالزئبق وتزايد أعداد العيوب الخلقية في المواليد تراوحت ما بين عيوب القلب الخلقية وخلل في الوظائف الدماغية إلى جانب تلف الأطراف".
وكشف مصدر في وزارة البيئة "، عن وصول نسبة الرصاص في اجواء العراق إلى اكثر من عشرة اضعاف الحد الطبيعي المسموح به، مؤكداً على استمرار النسبة بالارتفاع نتيجية استخدام الرصاص بتحسين البنزين بتفاوات بين المحافظات.
وكانت وزارة البيئة كشفت، في وقت سابق، عن "فرضها"على وزارة النفط تقليل نسبة الرصاص في البنزين بمقدار 10 اضعاف، نتيجة التشدد في منحها موافقات استيراد الرصاص، مبينة، ان هذا الامر ادى الى تقليل كفاءة البنزين، وقلل الضرر على البيئة.
ووضع تقرير عالمي صدر مؤخراً العراق في نهاية الدول التي تهتم بالاداء البيئي ضمن عام 2012، ويؤكد باحثون في جامعات ييل وكولومبيا في الولايات المتحدة، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي إن الحكومة العراقية سوف تضطر إلى مواجهة كبيرة مع تدهور بيئي، وقضايا إدارة المياه، وتلوث الهواء فهي لا تنخفض لديها معايير الاداء بل إنها في تراجع مستمر.
واضافت الدراسة الامريكية أنه "من المقلق أن هذه العيوب رصدت بمعدل متزايد في أطفال مدينة الفلوجة، التي شنت الولايات المتحدة فيها عملية عسكرية كبيرة قبل ثماني سنوات"، مضيفة، أنه "جرى رصد عيوب خلقية مماثلة بين الأطفال المولودين في البصرة بعد غزو القوات البريطانية".
وبينت الدراسة، ان في الفلوجة "يوجد ما يربو على نصف المواليد الذين خضعوا لعملية مسح ولدوا ما بين العام 2007 و2010 بعيوب خلقية، مقارنة بنسبة 10 في المائة قبل فرض الحصار على العراق".
وقالت مزهجان سافابي أصفهاني، إحدى الباحثات الرئيسات في الدراسة وخبيرة السموم البيئية في كلية الصحة العامة بجامعة ميشيغان الامريكية، إن هناك "ادلة دامغة تربط ما بين الأعداد المتزايدة من العيوب الخلقية والإجهاض وبين العمليات العسكرية".
واشارت الدراسة إلى وجود صلة بين عمليات القصف الأميركية وارتفاع تشوهات المواليد، مؤكدة "من المقرر أن تنشر المنظمة الأممية تقريراً الشهر المقبل عن آثار العمليات العسكرية للقوات الغربية على العراق".
وأضافت انه "يتوقع أن يظهر تقرير منظمة الصحة العالمية، الذي يشمل تسع مناطق بينها الفلوجة والبصرة، زيادة في تشوهات المواليد في أعقاب الصراع، اذ ينتظر أن تطلب المنظمة دراسات أخرى لتحديد الأسباب بدقة".
يذكر ان النتائج الأولية للدراسات التي ظهرت في العام 2010 قد دفعت منظمة الصحة العالمية الى اجراء تحقيق في انتشار العيوب الخلقية في المنطقة.
وكانت القوات الأميركية قد خاضت عمليات حربية في الفلوجة في نيسان 2004 بعد مقتل أربعة موظفين من شركة الخدمات الأمنية الأميركية "بلاك ووتر"، وبعد سبعة أشهر، اجتاحت قوات مشاة البحرية المدينة للمرة الثانية، واعترفت القوات الأميركية بعد ذلك باستعمالها قذائف الفسفور الأبيض، إلا أنها لم تعترف مطلقا، باستعمال اليورانيوم المستنفد والذي يتسبب في معدلات مرتفعة من الإصابة بالسرطان والعيوب الخلقية في المواليد.
واضافة الى تلك الامراض التي اوردتها الدراسة الاجنبية، تشير احصائيات صحية عراقية شبه رسمية، الى انه يوجد في العراق نحو 160 الف مصاب بالسرطان والأورام الخبيئة، غالبيتهم من الأطفال الصغار، الذين يموت منهم سنوياً أكثر من ثمانية آلاف مريض، بسبب ضعف أجسادهم، ونقص الأدوية، أو التأخر في التشخيص لقلة الملاكات الطبية المتخصصة العاملة حالياً.
وقد كشفت مستشفى هيوا في السليمانية بكوردستان العراق مؤخرا, عن استقبالها نحو تسعة الاف و500 مصاب بمرض السرطان شهريا، مبينة أن 30 بالمائة منهم من مناطق وسط وجنوب العراق.
https://telegram.me/buratha
