اكدت القائمة العراقية بان اللقاءات التي يجريها طالباني مع قادة الكتل، ومنها اللقاء الذي جمعه بالجعفري، لن تفضي الى حل، لان الملفات المختلف عليها قرار حسمها بيد المالكي وحده.
واشترط ائتلاف دولة القانون، تنفيذ الاصلاحات باستجابة الكتل السياسية لمطالبه، والتي تتعلق بعضها بشروط العلاقة بين اقليم كردستان، والحكومة المركزية.
وفي الوقت الذي أبدى التحالف الكردستاني امله بان تقرب اللقاءات وجهات النظر، استبعد عقد المؤتمر الوطني خلال الايام القريبة، عازيا السبب الى عدم اتضاح الرؤية بين المختلفين.
بدوره اتفق محلل سياسي، مع ما ذهب اليه القائمة العراقية من ان الحل بيد المالكي، لكنه شدد على وجود فجوة كبيرة بين الاطراف السياسية، مشيرا الى ان الوقت لم يحن بعد لتناقش خلافاتها بوضوح.
وفي مقابلة مع "العالم"امس الاثنين، اعتبر احمد المساري، النائب عن القائمة العراقية، ان "اللقاءات التي يجريها طالباني والجعفري هي نظيرة باللقاءات التي جرت في وقت سابق بين هؤلاء القادة"، مشددا ان "لا طالباني ولا النجيفي ولا الجعفري لديهم العصا السحرية لحل المشاكل، والطرف الوحيد الذي يملكها هو رئيس الحكومة المالكي".
وزاد "الموضوع الان معلق بيد رئيس الوزراء، لان الملفات المختلف عليها داخل الكتل السياسية يعود القرار فيها اليه، من قبيل الملف الامني والشراكة فيه، وملف التوازن كلها بيده".
وخلص قائلا "اذا ما كانت هناك نوايا صادقة من المالكي لحل الازمة، فستحل هذه الازمة، لكني بالحقيقة اشك في ذلك، وما هذه الا محاولات للمماطلة وكسب الوقت فقط"، مؤكدا ان "هذه هي القراءة الحقيقية للواقع الموجود".
وكان رئيس الجمهورية جلال طالباني، قد التقى برئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري في بغداد امس الأول الاحد. وقال بيان لرئاسة الجمهورية انه جرى خلال اللقاء استعراض لمجمل الإشكالات السياسية بين الأطراف، والاستماع إلى وجهة نظر التحالف الوطني بصددها.
ووصل رئيس الجمهورية جلال طالباني الى بغداد يوم السبت الماضي قادما من السليمانية.
بدوره، قال شاكر دشر الدراجي، النائب عن ائتلاف دولة القانون، ان "الجعفري نقل الى طالباني جاهزية التحالف الوطني لتنفيذ الاصلاحات التي لا تتعارض مع الدستور، بشرط ان تحصل استجابة من قبل الكتل السياسية لمطالب اخرى يتبناها التحالف الوطني، مثل تنفيذ القوانين التي تحكم العلاقة بين اقليم كردستان بالمركز، من قبيل البيشمركة، والمادة 140 من الدستور، وقضية العقود النفطية، وقانون النفط والغاز، وبقية الملفات التي فيها تجاوز من قبل الاقليم على بعض صلاحيات المركز".
وفيما اذا توصل الطرفان الى موعد لعقد المؤتمر الوطني، بين الدراجي في لقاء مع "العالم" امس، ان "الاجتماع الوطني سيكون قريبا حينها"، مستدركا "يعتمد هذا بشكل اساس على مدى استجابة الكتل السياسية لتنفيذ المطالب التي دونت في ورقة الاصلاح السياسي".
واشار النائب عن ائتلاف دولة القانون، ان" لقاء الجعفري برئيس الجمهورية كان بطلب من طالباني، باعتبار ان الجعفري هو رئيس لجنة الإصلاح، ورئيس التحالف الوطني"، مضيفا "ان الجعفري أوضح لطالباني سير عملية الاصلاح، وما تمخض عن الحوارات التي اجراها التحالف الوطني مع الكتل الاخرى".
ورجح حسن جهاد، النائب عن التحالف الكردستاني، من جهته، ان "تفضي الاجواء الى تقريب وجهات النظر، تمهيدا لطرح طالباني للمبادرة، عندها ستكون هناك استجابة من الكتل، لانه لا يوجد هناك اي طريق اخر للحل".
وعلق جهاد، اثناء لقائه مع "العالم" امس، على موقف القائمة العراقية من المشاورات الجارية بين الكتل الان، واعتبارها لقاءات غير مثمرة، بالقول "ليس كل اعضاء العراقية متشائمين، بل جزء منهم، والدليل ان النجيفي عندما ذهب الى طالباني في السليمانية، قال نحن ندعم جهودك لعقد المؤتمر وتقريب وجهات النظر، وحتى اياد علاوي يؤيد جهود طالباني، رغم انه غير متفائل"، مؤكدا ان "هذا شيء طبيعي قياسا بالتعقيدات الكبيرة الحالية".
ولفت النائب عن التحالف الكردستاني، ان "اللقاءات التي جرت بين الجعفري و طالباني هي للتعرف على نوايا الكتل السياسية، والتهيئة لعقد المؤتمر الوطني في وقت لاحق"، مشككا "بقرب عقد المؤتمر الوطني خلال هذه الايام، لان الرؤية لا تزال غامضة".
الى ذلك، أفاد احسان الشمري، المحلل السياسي، ان "الامور لا تزال من ناحية الحل مرتبطة بشخص المالكي، باعتباره وجها من اوجه الصراع والتباعد بين الكتل السياسية"، منوها الى ان "المالكي ينظر الى الخلافات معه على انها استهداف شخصي له".
وبين الشمري في حديثه مع "العالم" امس، ان "التفاؤل الذي اظهره البعض بعد عودة طالباني، ومن ثم عقد المؤتمر الوطني، ذهب ادراج الرياح، على اعتبار ان طبيعة اللقاءات التي يجريها طالباني في هذا الوقت، تبين ان الاطراف السياسية لا تزال مبتعدة الى حد كبير عن الاجتماع حول طاولة واحدة، ومناقشة القضايا بوضوح".
وختم المحلل السياسي، كلامه قائلا ان "الحلول ليست قريبة المنال، بالنسبة للكتل السياسية، ولا تزال هناك فجوة كبيرة بينها".
https://telegram.me/buratha

