عدّ نواب إشراك ضباط سابقين كانوا يعملون في عهد النظام السابق في الإمساك بالوضع الامني يحتاج الى دراسة وتأن خوفا من تسرب عناصر منهم ملطخة ايديهم بدماء العراقيين. وكانت مصادر اكدت مؤخرا ان الوضع الامني المتدهور في العراق دفع رئيس الحكومة نوري المالكي
الى الاستعانة بخبرات الضباط المسرحين الذين خدموا في عهد نظام صدام حسين لضبط الوضع الامني خصوصا في المناطق الغربية من البلاد، في خطوة تحمل ابعادا سياسية ومذهبية تنطلق من التوازن الهش الذي يحكم العلاقة بين مكونات المجتمع.
وقال شوان محمد النائب عن التحالف الكردستاني اكد في اتصال مع "المدى " أمس "حسنا عملت الحكومة بإرجاع بعض الضباط الذي كان يعملون في عهد صدام الى الخدمة ... لكننا نخشى من الانتقائية "،متابعا " نتمنى ان يكون الاختيار صحيحا وضمن شروط مهنية".
ويرى النائب ان " بعض الضباط شعروا بالغبن اثناء تسريحهم من الخدمة العسكرية ويجب ان ينصفوا ولكن ليس ان يعود من تلوثت ايديهم بدماء العراقيين ، مضيفا " علينا ان نفرق بين البعثيين وبين الضباط السابقين ذوي الكفاءة والمهنية "
وفي نهاية ايار الماضي دعا المالكي الى تشكيل لجنة لاعادة ضباط الجيش السابق الى صفوف الجيش الحالي، وذلك بهدف المساهمة في اعادة الاستقرار الى بلاد تعيش على وقع الصراعات والحروب منذ عقود.
وباشرت لجان تابعة لوزارة الدفاع باستقبال طلبات الضباط الراغبين بالعودة، واعلن وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي مؤخرا عن اكتمال اجراءات العودة للوجبة الاولى في محافظة نينوى التي تشمل 209 من ضباط الجيش المنحل.
من جانبه دعا عضو كتلة المواطن التابعة للمجلس الاسلامي الاعلى الى التدقيق باسماء الضباط المختارة .
وقال النائب عن التحالف الوطني علي شبر لـ"المدى " ان " يوجد عسكريون قتلة ارتكبوا جرائم بحق العراقيين ولايمكن ان يشاركوا في حفظ الامن "، لكنه يجد ضرورة في اعادة الضباط السابقين الى الخدمة مشترطا عدم شمولهم بالمساءلة والعدالة والتدقيق باسمائهم بعناية كبيرة ، مضيفا " يمكن الاستفادة من هؤلاء الضباط في الامور الامنية لاسيما مع تصاعد الهجمات المسلحة وخطورة الوضع الامني في البلاد".
وكان مصدر عسكري كشف في وقت سابق عن أن قيادة عمليات دجلة فتحت باب العودة للضباط السابقين للتسجيل ضمن تشكيلاتها.
وقال المصدر إن "عمليات دجلة فتحت باب قبول طلبات ضباط الجيش العراقي السابق من رتبة ملازم ولغاية رتبة مقدم، وان الطلبات تسلم في محافظة ديالى ومقر عمليات دجلة"، مشيرا الى ان "عودة الضباط السابقين تأتي وفق تعليمات اصدرها مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي وان طلبات اكثر من 74 ضابطا تسلمت خلال الايام السابقة".
وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت في شهر تموز الماضي عزمها توحيد تنظيمات وزارتي الداخلية والدفاع تحت لواء "قيادة عمليات دجلة" للإشراف على إدارة الملف الأمني في محافظتي ديالى وكركوك، مشيرة إلى أن تشكيل تلك القوة جاء تنفيذا لأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة نوري المالكي.
وكان رئيس برلمان إقليم كردستان أرسلان بايز قد زار كركوك،في أيلول الحالي، ووصف، في مؤتمر صحفي عقده هناك، تشكيل قيادة عمليات دجلة بأنه إجراء غير قانوني.
على صعيد اخر يسعى رئيس الحكومة نوري المالكي الى تنويع مصادر الاسلحة بعدما تباطأت الولايات المتحدة في تسليح الجيش ،على حد وصف مراقبين ،فقد كشف مصدر مسؤول، امس الاربعاء، عن أن رئيس الحكومة نوري المالكي سيعقد اتفاقية مع روسيا لتزويد العراق بطائرات حربية ومعدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 5 مليارات دولار في زيارة يجريها الشهر القادم على رأس وفد رفيع.
وقال المصدر في حديث صحفي طالبا عدم الكشف عن اسمه إن "وزير الدفاع سعدون الدليمي سيزور روسيا بداية الشهر القادم لوضع اللمسات الاخيرة لعقود عسكرية تقدر قيمتها بنحو 5 مليارات دولار".
وأضاف أن "توقيع هذه العقود سيتم خلال زيارة لرئيس الحكومة نوري المالكي إلى موسكو في العاشر من تشرين الاول القادم"، مبينا أن "المالكي سيلتقي في زيارته كبار المسؤولين الروسيين، ومن المحتمل بحث ملف الأزمة السورية".
وبين المصدر أن "العقود العسكرية ستتضمن طائرات سوخوي وميغ ومروحيات مي الروسية بالإضافة لمعدات عسكرية".
وكشف مسؤولون أمريكيون في وقت سابق عن أن العراق سيتسلم أول دفعة من المقاتلات الاميركية "أف – 16" في أيلول 2014.
ويقول قادة كرد على رأسهم رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني إن المالكي ينتظر صفقة الطائرات الأميركية من طراز إف 16 لضرب الكرد، لكن المالكي نفى ذلك وقال إن العراق لا يفكر في خوض حروب داخلية وانه لن يسمح بإطلاق طلقة واحدة على الكرد.
وشن بارزاني هجوما في آخر شهر نيسان المنصرم على المالكي قائلا إنه لم يلتزم بأي وعد قطعه للكرد، مبينا في الوقت نفسه أن الإقليم ابلغ واشنطن انه يرفض تسلم طائرات الـF16 طالما كان المالكي في السلطة.
ودفع العراق في كانون الاول الماضي القسط الاول في الاتفاق لشراء المجموعة الأولى من الطائرات الحربية البالغ قيمتها نحو ثلاثة مليارات دولار.
https://telegram.me/buratha

