كشف التحالف الكردستاني عن ان رئيس الجمهورية جلال طالباني سيعود الى بغداد الاسبوع المقبل، من اجل التحضير للمؤتمر الوطني.
وفي الوقت الذي اكد فيه ان طالباني سيحمل معه حلولا جذرية للمشاكل والخلافات بين الكتل المختلفة، قال ان الرئيس لن يتبنى ورقة اصلاح التحالف الوطني فقط، بل سيجمع كل الاوراق.
وابدت القائمة العراقية تفاؤلا كبيرا بشان نجاح وساطة الرئيس، متوقعة حل المشاكل العالقة بين الاطراف.
واتفق ائتلاف دولة القانون مع العراقية حول تمكن طالباني من جمع القادة الثلاثة (المالكي، بارزاني، علاوي)، متوقعا نجاحا كبيرا لكنه لا يخلو من صعوبات.
وتوقع التيار الصدري عدم النجاح لمهمة الرئيس، مرجحا حصول سجالات ومهاترات سياسية ستوسع الازمة بين الاطراف المختلفين. وعلل ذلك بان اتفاق اربيل كان افضل ما توصلت اليه الكتل ولم يؤخذ به.
ففي لقاء مع "العالم" امس، كشف حسن جهاد النائب عن التحالف الكردستاني، ان "الرئيس طالباني سيبقى هذا الاسبوع كله في السليمانية لإجراء اجتماعات مع القوى السياسية، وسيعود الى بغداد خلال الاسبوع القادم، من اجل التحضير للمؤتمر الوطني"، مؤكدا ان "الاجتماعات التي يعقدها طالباني هي من اجل ايجاد افكار وامور ومعالجات مشتركة، من اجل الدخول الى المؤتمر الوطني".
ولفت جهاد الى ان "هناك اجماعا على امور عدة مهمة من قبل الكتل السياسية وهي متفقة عليها"، مردفا ان "طالباني يؤكد ان خطواته القادمة في لم السياسيين ستنأى عن المعالجات الانية والهشة، بل ستتبنى المعالجات الجذرية والواضحة التي من شأنها ان تضع حدا لامور عدة تعيق مسيرة العملية السياسية في العراق".
وبين النائب عن التحالف الكردستاني، ان "الرئيس لن يتعامل مع ورقة الاصلاح فقط، بل سيضمها الى ورقة اتفاقي اربيل الاول والثاني مع مقررات النجف ومشروع الاصلاح الذي يتبناه التحالف الوطني".
وعن اهم النقاط التي سيخضعها طالباني للنقاش اثناء لقائه الكتل السياسية، اوضح ان "من جملتها المحكمة الاتحادية، والوزارات الامنية، وموضوع الشراكة الحقيقية، والنظام الداخلي لمجلس الوزراء، واداء الحكومة، والعلاقة بين الاقليم والمركز".
من جهته، رأى نبيل حربو النائب عن القائمة العراقية، ان "الوضع يشير الى قبول جميع الاطراف السياسية بوساطة طالباني والجلوس على طاولة المفاوضات، والاتفاق على عقد المؤتمر الوطني لحلحلة المشاكل الحالية"، مؤكدا ان "العراقية مع توجهات التهدئة، وعقد المؤتمر الوطني، وحل المشاكل العالقة، بالرغم من ان الوقت المتبقي من عمر الدورة الانتخابية قليل، وقد لا يسمح بحل جميع المشاكل، لكن من الممكن ان يسمح بحل الجزء الكبير من المشاكل".
وفيما اذا كان الرئيس قادرا على جمع بارزاني وعلاوي بالمالكي، قال حربو في مقابلة مع "العالم" امس، ان "الطالباني يستطيع ان يجمع الثلاثة على طاولة واحدة، لان هناك رغبة ذاتية منهم بهذا الشان"، منوها ان "النجيفي سيزور السليمانية غدا (اليوم) مع وفد برلماني للاطمئنان على صحة الرئيس الطالباني، لكنها ايضا ستأخذ المفاوضات السياسية الجزء الاكبر منها".
وفي الوقت الذي بين النائب عن العراقية، ان "طالباني لن يكتفي بمقترح التحالف الوطني لحل الازمة، بل سيأخذ جميع المقترحات بنظر الاعتبار بدءا بورقة الاصلاح من قبل التحالف الوطني، وورقة العراقية والتحالف الكردستاني"، رجح ان "الرئيس سيتجه الى دمج جميع المقترحات معا".
بدوره، شدد جواد الشهيلي النائب عن التيار الصدري، على ان "رئيس الجمهورية لا يملك عصا سحرية لحل كافة الخلافات الحالية، لذلك نعتقد ان هذا الحراك ليس فيه رؤى إستراتيجية لإيجاد حلول جدية"، متوقعا ان "المشاكل التي سيتم طرحها بين الكتل ستكون مادة للمهاترات والسجالات السياسية"، وتابع "ستأخذ اكثر من سنة للتنفيذ، وبذلك ستكون الدورة الانتخابية الحالية قد انتهت".
وفي الوقت الذي ابدى الشهيلي في حديثه مع "العالم" امس، ان "الطالباني لن يستطيع حل الازمة، وستكون هناك مشاكل وازمة كبيرة في حالة فشله"، اشار الى ان "اتفاق اربيل الاخير كان افضل ما توصلت اليه الكتل من قرار لحل الازمة لكن لم يأخذ به".
وقال عباس البياتي النائب عن دولة القانون ان "رئيس الجمهورية لمس من خلال لقاءاته مع الكتل استعدادا لدى الاطراف للحوار والقيام بالاصلاح"، واكد ان "مقومات نجاح مشروع طالباني تكمن في 3 اركان، الاول يتمثل بالورقة التي طرحها سابقا، وتكاد تكون جامعة لكل اطراف الازمة"، مضيفا "والركن الثاني، هو شخصية الطالباني التي تتمتع بثقة الجميع بسبب حكمته وتوازنه". وزاد "الركن الثالث هو ضرورة تعاون واستجابة الاطراف".
وانهى البياتي حديثه حول هذه النقطة في مقابلة مع "العالم" امس، بقوله ان "الركنين الاول والثاني متحققان، اما الثالث وهو استجابة الاطراف، فهذه تحتاج الى حوارات ثنائية، وفترة بحدود الشهر من اجل التقارب بين الاطراف، وتذليل الصعوبات" مؤكدا ان "طالباني سينجح في هذا نجاحا كبيرا".
وعن امكانية جمع علاوي وبارزاني مع المالكي، رجح النائب عن ائتلاف دولة القانون حصول ذلك، معللا ذلك بان "الخلاف بين الثلاثة ليس خلافا عائليا ولا عشائريا، وانما هو خلاف سياسي، وان له آليات لتسويته، منها، الحوارات، وتقديم التنازلات المتبادلة".
https://telegram.me/buratha

