قال رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني ان الماضي المؤلم المليء بالتعامل اللا إنساني لم يدفع الكورد إلى الانتقام بسبب إيمانه القوي بروح التسامح والتعايش. واضاف في كلمة القاها امام المؤتمر العالمي للأحزاب والأطراف الديمقراطية يوم امس الجمعة في العاصمة الايطالية روما ، إن تلك الروح هي التي جعلته ينشغل ببناء وطنه ومؤسساته الدستورية بروح التسامح والأمل بالمستقبل. واوضح بارزاني إن طبيعة المجتمع في إقليم كوردستان تتسم بالانفتاح، وان حقوق وواجبات كل المكونات القومية والدينية محفوظة، فهناك احد عشر حزبا سياسيا في البرلمان بضمنها المعارضة، إضافة إلى النساء اللاتي يشكلن 33% من أعضاءه عن طريق الكوتا، وخمسة من مجموع 111 أعضاء البرلمان من المسيحيين، وان الآشوريين والكلدان والسريان والتركمان والارمن يتعلمون جميعهم في المدارس بلغاتهم الأصلية، ويمارسون وبكل حرية المسلمون والمسيحيون والايزيديون ومختلف المذاهب الأخرى شعائرهم الدينية بحرية تامة. وأكد ان التعايش الديني كان وما يزال علامة بارزة يفتخر بها شعب كوردستان منوها الى ان الايمان بالديمقراطية والتعددية والحرية الدينية والمذهبية والتعايش هيأ لنا هذا الاستقرار السياسي. واضاف إن تحقق الاستقرار في الإقليم بعد عام 1991م كان السبب وراء تمكننا من اعمار كوردستان، فقد نجحنا في إعادة بناء قرابة 4000 قرية من مجموع 4500 قرية مدمرة، وأصبح لدينا 17 جامعة بعد أن كانت جامعة واحدة. واشار بارزاني في كلمته الى ان العراق يمرّ اليوم بمرحلة حساسة، فقد طرح إقليم كوردستان بعد 2003 طبيعة وشكل علاقاته ضمن إطار الدستور الذي صوت له 80% من العراقيين في انتخابات 2005م، حيث يتكون العراق من قوميتين رئيسيتين هما الكورد والعرب، وقد تم تثبيت الحقوق والواجبات في الدستور بين كل من الإقليم والحكومة الاتحادية ضمن إطار النظام الفيدرالي وعلى أساس ( التوافق والشراكة الحقيقية والتوازن ). وذكر ان سياسة الإقليم واضحة وشفافة فطالما التزم العراق بالديمقراطية والدستور طالما كنا جزءً من ذلك النظام الفيدرالي، لكننا أيضا كشعب كوردستان لن نعيش تحت ظل نظام دكتاتوري إذا لم تلتزم حكومة العراق بالدستور واتجهت نحو الدكتاتورية والفردية، حينها سيكون لشعب كوردستان قرار آخر. واشار الى إن عشرات الآلاف من العوائل العراقية تركت مناطق الوسط والجنوب العراقي متوجهة إلى إقليم كوردستان ومن ضمنها 12 ألف عائلة مسيحية اتجهت إلى كوردستان ايضا. وبين ان منطقة الشرق الأوسط مرحلة حساسة ومليئة بالمتغيرات السريعة ، مؤكدا الدعم الكامل لإرادة الشعوب وتوسيع نطاق الحريات وتحقيق النظام الديمقراطي. واستدرك بالقول لكن أيضا لا يجوز أن نمنح الفرصة لأي حزب متطرف أن يستغل نتاج ثورات الشعوب وأن ينشر العنف وروح الانتقام، وفي هذا الإطار نحن ندعم مطالب شعوب سوريا بأن تؤسس لنفسها نظاما ديمقراطيا تعدديا وأن يكون لها حق تقرير المصير. وتابع سوريا تمثل لنا أهمية خاصة ففيها أكثر من مليونين من المواطنين الكورد المحرومين من حق المواطنة، ونتمنى أن يكون أي تغيير جديد سببا في تحقيق الخير والسعادة وتمكين مكوناتها القومية والدينية من التحقق
https://telegram.me/buratha

