ها هي التصريحات التي تظهر مدى الحقد الطائفي المقيت الذي يعتري من كنا نعتقد انهم شركائنا في العملية السياسية وانهم سوف يكونون معنا في السراء والضراء باعتبارهم ابناء هذا البلد ومتساوون في الحقوق والواجبات .
الا ان التصريحات التي صدرت من الامين العام للحزب الاسلامي اياد السامرائي باعتباره احد اقطاب المعارضة السابقة ضد الطاغية المقبور صدام حسين والذي شارك في معظم مؤتمرات المعارضة بينت الفارق الكبير فيما كنا نعتقد .
حيث صرح السامرائي والذي يزور القاهرة حالياً في لقاء صحفي مع صحيفة صدى البلد المصرية وبعد سؤاله عن ماهي مطالب حزبه من العرب ومصر خلال الفترة المقبلة اجاب
" المطلوب من العرب ومصر والدول الإسلامية هو مزيد من الانفتاح والتواصل الرسمي، وخير مثال دول المغرب العربي التي حافظت على العلاقات الرسمية على الرغم من أنها غارقة في مشاكلها الداخلية ".وأضاف " ونرغب من الدول التي مارست ادواراً في السابق وهى مصر والسعودية أن تعود بقوة للعراق ونحن ضد موقف دول الخليج السلبي تجاه العراق بحجة الهيمنة الشيعية، فنحن في العراق نريد معالجة لهذه الهيمنة الشيعية بحيث نستطيع تجاوز هذه المرحلة، فالشيعة هم الذين يحكمون العراق ويتعاونون مع إيران ".وأشار السامرائي الى ان " مصر وبانفتاحها على العراق ستشجع الدول العربية الأخرى على مزيد من الانفتاح والعراق محاصر ولا منفذ لها إلا إيران، وسيكون العراق أكثر طائفية إذا ابتعد عن محيطه العربي والانفتاح سوف يؤدي إلى أن نتجاوز الطائفية ونشارك في السلطة ونطور العقلية العراقية،
والسنة مضطهدون والحال يدعو إلى الاصطفاف الوطني من التيارات جميعها سواء إسلامية أو شيعية أو سنية أو كردية، وعلينا أن نحاول أن نتجاوز الحالة الطائفية والقومية من خلال تمثيل مكونات حزبية تتبنى برامج ويختارها الناخب بسبب برامجها الاقتصادية والسياسية وهذا هو الذي نرغب فيه ".وعن الانباء عن وجود انشقاق داخل الجبهة السنية في العراق نفى السامرائي ذلك بالقول " لا يوجد خلاف ولكن الساسة العراقيون يتحدثون في وسائل الإعلام عن مواقفهم واختلافاتهم في الرأي واردة ولكن العراق أصبح مثل لبنان والمتابع للشأن اللبناني يجدهم مختلفين بعض الشيء ولكن تجمعهم علاقات داخلية قوية وكذلك العراق،
ونحن نريد مزيدًا من الانفتاح على العراق من الدول العربية لتكون هناك أفق أوسع أمامها للتعاون مع القوى الخارجية ولا تجد نفسها فقط تتوجه نحو إيران باعتبارها الشريك الوحيد .بحسب قوله .وعن مدى اضرار نظام المحاصصة بالسنة داخل العراق قال الامين العام لحزب الاسلامي العراقي ان " الوضع داخل العراق في الأساس طائفي والأكراد والشيعة متحالفون والسنة هم الطرف الأضعف في المعادلة العراقية، وكم من برلماني عراقي سني قتل لإرهاب السنة في العراق لعدم المشاركة في الحياة السياسية أمثال [إياد العزي ومهند الغريري وعبد الجليل الفهداوي] وأعضاء مجالس المحافظات، فقد نصبت لهم مفخخات وجرت عمليات اغتيال كثيرة ضدهم
واتهم السامرائي " تنظيم القاعدة بالوقوف وراء عمليات الاغتيال وهي من يقوم بذلك بالوكالة لصالح أطراف أخرى، وكان هناك اختراق من سوريا في السابق وإيران، وهو اختراق لتنفيذ أجندات خارجية، والقاعدة تستهدف كل من له نشاط سياسي أو يعمل في الدولة يعملون مع الجانب الشيعي من أجل إضعاف السنة ".وعن سؤاله حول دور المؤسسة الأمنية في الحفاظ على حقوق السنة اجاب ان " المؤسسة الأمنية تعمل على مكافحة الإرهاب بأسلوب كأنها قوى محتلة ولا تفكر في الارتباط بالشعب ولا تخلو المسألة من بعد طائفي،
وهناك من يريد أن يصفي حسابات شخصية ولديه خلفية تجعله يرغب في الانتقام وهناك عناصر بعثية تتصدى للعناصر الإسلامية باعتبارها المنافس الوحيد وتمارس هذا الدور وهناك عناصر طائفية تحاول أن تنتقم من العناصر الأخرى ".وأضاف " ومستوى الأداء لمعالجة المشاكل الأمنية لم يرق إلى المستوى المهني الكامل كما أن خلو منصبي وزير الدفاع و وزير الداخلية جعلت من محاسبة ورقابة أداء الوزيرين داخل مجلس النواب بمعزل عن الرقابة، وقادة الأجهزة الأمنية يقصرون في حقوق الإنسان لأنهم يعلمون بعدم وجود محاسبات وأصبحوا متساهلين للغاية في الحفاظ على الأرواح وانتهاك حقوق الإنسان من خلال حملة الاعتقالات بحجة الإرهاب ".وعن رأيه في سبب عدم توجيد تمثيل للسنة في وزارتي الداخلية والدفاع قال السامرائي ان " المحاصصة حقيقة لم توضع في صورة رقمية أو محددة للتعيينات في الوظائف العليا ومن يحكم هذه التعيينات هى الحكومة والبرلمان هو الرقيب وفي كثير من الأحيان يتم انتقاد المحاصصة ولكنها تمنع سوء الاستغلال للسلطة، بحيث نستطيع المحافظة على حقوق جميع العراقيين ونضمن أن بعض الأحزاب لا تستأثر بالسلطة دون الآخرين وأغلب الأحزاب ذات خلفيات طائفية، والمحاصصة ليست عيبا بل هي في مصلحة السنة وهى في الأساس لإعطاء الحقوق للسنة وهناك أغلبية شيعية في تولي المناصب العليا وهذه إحدى جرائم الاحتلال محاولة ترسيخ الأصل الطائفي والعرقي على العراق ولكن يجب ألا تكون المحاصصة على حساب الكفاءة ".وبعد سؤاله عن تعليقه على الحكم الصادر بحق المحكوم عليه بالاعدام غيابياً طارق الهاشمي وصف الامين العام للحزب الاسلامي العراقي والذي كان ينتمي اليه الهاشمي في وقت سابق القضية بـ"المسيسة"
قائلاً ان " القضية برمتها مسيسة وهناك الكثير من الممارسات غير الصحيحة تشوب الإجراءات القضائية، وأعتقد أن الهاشمي ومن خلال معرفتي به على مدى سنوات بريء من كل ما نسب إليه والاتهامات الموجهة إليه غير صحيحة والشهود تم تعذيبهم من قبل المحققين للتوقيع على شهادات الزور وكذلك تهديدهم عن طريق ذويهم ".وأشار الى ان " الحزب الإسلامي العراقي كان مع الطلب الذي تقدم به الهاشمي لنقل المحاكمة من بغداد إلى كركوك، ومجلس القضاء استجاب لكثير من القضايا المشابهة ونقل القضايا من محافظة إلى محافظة أخرى،
وبالفعل تغيرت النتائج لصالح المتهمين وان هذا التعنت كان في إطار التضييق على الهاشمي، والأحكام بنيت على شهادات كاذبة وانتزعت تحت وطأة التعذيب وكل شيء عليه علامات استفهام ".
وكانت المحكمة الجنائية العليا قد اصدرت الأحد الماضي [9 أيلول] حكما بالاعدام شنقا وغيابيا على المطلوب للقضاء طارق الهاشمي ومدير مكتبه احمد قحطان بتهمتين وهما قتل المحامية سهاد العبيدي والضابط في الامن الوطني طالب بلاسم وزوجته".وفي اول تعليق للهاشمي وصف الحكم بـ" السياسي " متهماً رئيس الوزراء نوري المالكي " بالوقوف وراءه وارتكاب المجازر " مجددا " استعداده للمثول أمام القضاء بشرط ان يكون في محاكم اقليم كردستان او في محافظة كركوك ".
من جانبه اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان رفض بلاده تسليم الهاشمي العراق بعد صدور حكم الاعدام بحق الاخير.
وعن قلق الكثيرون في مصر والعالم الإسلامي من الوضع الأمني في العراق وبقايا جنود " الاحتلال " الأمريكي
قال السامرائي ان " الوضع الأمني مستقر في الحافظات فيما عدا بغداد التي مازال بها عدد كبير من الحواجز الأمنية مما يعيق حركة السير للمركبات و لكن الوضع طيب للغاية، وبالنسبة للاحتلال لم يعد هناك أي جندي أمريكي واحد في العراق باستثناء الشركات الأمنية التي تحمي السفارة الأمريكية حتى من المعسكرات ومن جميع القواعد العسكرية العراقية فقط الشركات الأمنية التي تحمي بعض السفارات، والوضع الأمني في تحسن مستمر، ومازلنا بحاجة للمزيد من الوقت حتى يكون الوضع الأمني مستقرًا بنسبة 100% ".واستطرد بالقول ان " الجميع يعلم أن العراق تعاني من توترات طائفية ونزعات قومية وهى جزء من المشكلة في الأساس، وكل القوى العراقية ترتبط بقوى خارجية ولكن قدرة العراق على الانفتاح سوف تساعد على استقرار الوضع داخلها، بحيث تعود لمحيطها العربي ".
https://telegram.me/buratha

