وقع رئيس الوزراء نوري المالكي طلب استقالة أمين بغداد صابر العيساوي، في وقت قال صالح المطلك نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات ان الطلب لم يقدم له بل الى المالكي، مشيرا الى أن توقيعه ما زال قيد المداولة.
وكان مصدر مقرب من العيساوي كشف عن تقديم الأخير طلب الاستقالة لأسباب شخصية، فيما تحدث مصدر آخر عن رفض رئيس المجلس الأعلى الاسلامي استقالة العيساوي.
ويعد طلب الاستقالة هو الرابع الذي يقدمه العيساوي الى رئيس الوزراء، بعد رفض 3 طلبات سابقة.
وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء في اتصال هاتفي أجرته "العالم" معه أمس السبت "كنت جالسا قرب المالكي حين وقع على طلب استقالة أمين بغداد صابر العيساوي". وفي رده على سؤال ما اذا كان هناك بديل مرشح عن العيساوي، أفاد الموسوي "لم يعيّن بديل حتى الآن".
وفي اتصال هاتفي سابق أجرته "العالم" أمس أيضا مع صالح المطلك للتعليق على طلب استقالة العيساوي، اكتفى المطلك، وكان في طريقه الى الأنبار للوقوف على تداعيات حادث استهداف موكب زفاف في الفلوجة، بقوله ان "العيساوي لم يقدم الاستقالة لنا، بل قدمها الى دولة رئيس الوزراء، والموضوع قيد المداولة".
وكان مصدر مقرب من أمين بغداد بعث ببيان الى "العالم" جاء فيه ان "تقديم أمين بغداد طلب الاستقالة الى رئيس الوزراء نوري المالكي جاء لأسباب شخصية". وأكد أن "الطلب هذا هو الرابع الذي يقدمه العيساوي".
وأوضح المصدر أن "امين بغداد قدم نهاية الشهر الماضي طلب استقالته بشكل تحريري، وهو لم يتجاوز السطر ونصف السطر، الى رئيس الوزراء نوري المالكي لأسباب شخصية". ولفت الى أن "المالكي قبلها مبدئيا نتيجة الحرج الذي وقع فيه، كون طلب الاستقالة هو الرابع من نوعه الذي قدمه العيساوي".
وأفاد المصدر المقرب من العيساوي بأن "رئيس الوزراء كلف مدير مكتبه حامد الموسوي للاتصال بشخص امين بغداد الدكتور صابر العيساوي لمعرفة ان كانت هناك اسباب سياسية او ضغوط وراء طلب الاستقالة".
واوضح أن "المالكي لم يتخذ أي قرار نهائي بخصوص الاستقالة، لاسيما وان طلب الاستقالة جاء بشكل مفاجئ، بل أحال الطلب الى نائبه لشؤون الخدمات صالح المطلك الذي ابدى اعتراضه الشديد على قبول استقالة العيساوي لمعرفته الدقيقة بجميع مفاصل الامانة والمشاريع الاستراتيجية المهمة التي تنفذها حاليا".
ونبه المصدر الى أن "المطلك الذي يعد المسؤول المباشر في مجلس الوزراء عن ملف الخدمات رفض استقالة العيساوي رفضا قاطعا، ودعاه الى البقاء في منصبه على الاقل حتى نهاية عمر الحكومة الحالية".
وكان السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي بحث مع أمين بغداد الخميس الماضي موضوع استقالته.
وبحسب مصدر شهد المباحثات، فان الحكيم رفض تقديم العيساوي استقالته، وطلب منه العدول عنها، معللا ذلك بعدم وجود الشخصية المناسبة في الوقت الحالي لادارة امانة بغداد، في ظل وجود العديد من المشاريع الاستراتيجية في طور التنفيذ والانجاز.
ونقل المصدر عن الحكيم تأكيده بأن "استقالة العيساوي لا تصب في مصلحة المواطن البغدادي حاليا، لعدم وجود شخصيات بكفاءته"، داعيا العيساوي الى "العدول عن الاستقالة".
وتضطلع أمانة بغداد في الوقت الحاضر بالعمل على انجاز مشروع ماء الرصافة الكبير، ومشروع تطوير قناة الجيش، وتطوير شارع مطار بغداد الدولي، فضلا عن تأهيل عدد كبير من المناطق داخل العاصمة.
وبحسب وكالة السومرية نيوز فان مجلس النواب بدأ في 28 تشرين الثاني من العام 2011 باستجواب العيساوي على أساس تهم تتعلق بملفات فساد، غير أن المجلس أنهى الاستجواب في 17 كانون الأول من العام نفسه، من دون أن يتخذ أي قرار.
وأعلنت لجنة النزاهة النيابية في 16 شباط من العام 2012 عن تأجيل التصويت على إقالة العيساوي بطلب من التحالف الوطني.
وكانت أمانة بغداد أعلنت في 3 آذار من العام 2011 تقديم أمينها صابر العيساوي استقالته رسميا لرئيس الوزراء نوري المالكي على خلفية التظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها العاصمة في 25 شباط من العام نفسه، إلا أنها أعلنت، في 11 نيسان اللاحق أن المالكي رفض الاستقالة، مؤكدة أنها الثالثة التي يرفضها المالكي منذ تولي العيساوي لمنصبه.
https://telegram.me/buratha

