الأخبار

مجزرة غامضة لعائلة عراقية قرب الألب الفرنسي


 

لندن - كمال قبيسي

القتلى الذين قضوا في جريمة جماعية هزّت بريطانيا وفرنسا، ولاتزال وعلى أعلى المستويات لدرجة أن وزير الخارجية البريطاني مستمر بالتطرّق إليها في حسابه بـ"تويتر" إلى الآن، هم أفراد عائلة عراقية حاصلون على الجنسية البريطانية وقضوا قتلاً برصاص مسدس أوتوماتيكي استخدمه مجهول قبل أن يلوذ بالفرار، طبقاً لبيان من الشرطة الفرنسية، صباح الخميس، وتطرقت فيه لجديد غريب.

بيت العائلة في كلايغيت الريفية خارج لندن

والجديد الغريب أن الشرطة لم تكتشف أن صغرى العائلة، وهي طفلة عمرها 4 سنوات، كانت لاتزال حيّةً إلا عند منتصف ليل أمس الأربعاء فقط، فقد بقيت طوال 8 ساعات مختبئة تحت جثة والدتها المضرجة بالدم من دون أن ينتبه لوجودها أحد، لأن أمراً صدر للشرطة من باريس بعدم فتح أبواب السيارة والاطلاع على الجثث داخلها "كي لا تتعرض معالم الجريمة لأي تغيير"، بحسب ما قال المدعي العام لمنطقة "أنسي" الألبية الفرنسية إريك مايود.

 

وقال مايود إن الطفلة اختبأت بين فخذي والدتها "ولاذت بالصمت خوفاً، ولم تصدر عنها أي حركة، وكان صعباً على رجال الشرطة التكهّن بوجودها أصلاً، خصوصاً أنهم تلقوا تعليمات بعدم فتح أبواب السيارة إلا بعد وصول خبراء بجمع المعلومات عن مسرح الجريمة، وحين وصلوهم تفاجأوا بالطفلة ووجدوها تضحك"، وفق تعبيره.

أما الأب، وهو مهندس طيران يقيم في بريطانيا منذ 11 عاماً، فاسمه سعد الحلي وعمره 50 سنة وعثروا عليه قتيلاً برصاصة في جبينه مضرجاً بدمه عند مقود السيارة، وهي "بي.إم.دبليو" بلوحة أرقام بريطانية، وفيها عثروا في المقاعد الخلفية على زوجته، وهي بعمره تقريباً، بجانب سيدة قتيلة مثلها وعمرها 77 سنة، وتعتقد الشرطة أنها والدة الأب أو ربما حماته، والجميع قضوا قتلاً برصاص في الرأس تماماً. كما تم العثور معهما على جوازي سفر: أحدهما سويدي والآخر عراقي.

وكل شيء حدث بعد ظهر الأربعاء الماضي قرب بحيرة "آنسي" في منطقة "سان جوريوز" بالشرق الفرنسي التابع لمنطقة الألب السياحية عند الحدود مع سويسرا، حيث كانت العائلة تقضي عطلة مدتها 10 أيام منذ السبت الماضي في مخيم سياحي هناك، ويبدو أنها رغبت في جولة بالسيارة في الجوار الجبلي المعروف بطرقاته الضيقة، فتعرضت لهجوم مباغت من قاتل محترف استطاع إصابة الجميع برصاص قاتل في الرأس.

لكنه لم يتمكّن من قتل الابنة الكبرى، وعمرها 7 سنوات، والتي يبدو أنها كانت جالسة في المقعد الأمامي قُرب والدها، فانهال عليها ضرباً على رأسها بشكل خاص حين غادرت السيارة ففقدت وعيها، فأهملها ومضى هارباً ربما عندما فاجأه راكب دراجة مرّ بالمكان، فقتله أيضاً وتابع الهروب.

تعتيم كامل على مسرح الجريمة

وبقي مسرح الجريمة لساعات من دون أن يمر به أحد، الى أن مرّ سائق دراجة هوائية فرنسي كان يتنزه في المنطقة ووجد الابنة الكبرى ملقاة على قارعة الطريق بجانب السيارة وقتلاها، فاتصل بالشرطة التي عثرت على 15 طلقة مستخدمة لمسدس أوتوماتيكي وعلى الجثث داخلها.

وعلمت الشرطة سريعاً أن الجروح والرضوض التي أصيبت بها الابنة الكبرى في رأسها كانت سريعة من قبضة قاتل كان على عجلة من أمره، كما لاحظوا وجود أثر لرصاصة لامست أحد كتفيها، فنقلوها الى مستشفى قريب.

واتضح أيضاً من التحقيق الأولي للشرطة الفرنسية التي لاتزال تفرض طوقاً أمنياً حول موقع الحادث، أن الطفلة التي اختبأت تحت جثة والدتها لا تدري تماماً ما حدث "فهي في حالة ذهول وإضراب ذهني" وأن شقيقتها التي تم نقلها الى القسم الجراحي في المركز الاستشفائي بمنطقة "غرينوبل" القريبة، لا قدرة لها على التمييز من تأثير ما حدث عند مدخل غابة بلدة "شيفالين" السياحية، حيث يقع المخيم الذي كانت لعائلة تقضي فيه عطلتها الدموية.

واتصلت "العربية.نت" بعدد من العراقيين المهاجرين في بريطانيا لعل أحدهم يزوّدها بمعلومات عن سعد الحلي وعائلته، ولم تجد إلا رجل أعمال ذكر أن الابنة الكبرى للحلي اسمها زينب والصغرى زينة، أما الزوجة فهي طبيبة أسنان اسمها إقبال. وقال إنه لا يعرف المزيد عن العائلة التي تقيم في بلدة "كلايغيت" بأرياف مقاطعة "ساري" في الجنوب الغربي القريب من لندن 26 كيلومتراً تقريباً، "سوى القليل"، وفق تعبيره.

كما اتصلت "العربية.نت" بالشركة التي يعمل فيها الحلي مستشاراً ومهندس ميكانيكا طيران، وهي AMS 1087 الناشطة في حقل التصوير من الجو، فرفض متحدث باسمها التعليق ولو بكلمة واحدة عن الحلي الذي يبدو أنه هاجر من العراق قبل عام واحد من الغزو الأمريكي.

واحتارت وسائل الإعلام التي اطلعت عليها "العربية.نت" في البلدين بتفسير جريمة وصفتها الشرطة الفرنسية بأنها من الأبشع، خصوصاً أن الشرطة نفسها تمارس تعتيماً تاماً ولا تسمح لوسائل الإعلام الاطلاع على مسرح الحادث، وسط تكهنات بأن يكون سبب ما حدث كراهيةً، بل إن بعض وسائل الإعلام الفرنسية عزاها لعملية انتقام لما قام به الفرنسي من أصل جزائري محمد المراح، حين قتل 3 جنود و4 يهود فرنسيين في مارس/آذار الماضي قبل أن يقتله رجال مكافحة الإرهاب.

34/5/906

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
امير الموسوي
2012-09-07
انا للة وانا الية راجعون ((لو كانو فرنسيين وبالعراق وهيج صاير بيهم))
محمد حسين
2012-09-07
لا اله الا الله
الكاظمي
2012-09-07
الى متى يبقى شعبنا يعيش الماساة
عراقي مغترب
2012-09-07
تكملة... واخرهم البعثي المقيت والمتلون والمتغير لجلده مثل الافعى عبد السلام الكعود البعثي القذر شقيق القذر سطام المتهم بتفجير مبنى وزارة الخارجية عام 2009 والذي يأتي الى العراق ويشيد بالعراق الجديد وهو وزمرته العفنة البعثية القذرة يترحمون على صنم العوجة ؟؟ عجبي لهولاء والمضحك بعض كادر السفارة يجلس معهم وينقل لهم اخبار السفارة اول بأول ؟؟ الك الله ياعراق انت وشعبك ومن حكومته حكومة الشراكة البعثية
عراقي مغترب
2012-09-07
هذه هي من افعال البعثيين القردة لعنة الله عليهم الى يوم الدين وهنا في المغرب يجلسون في المقاهي في الرباط ويتكلمون بأعلى اصواتهم عن الحكومة العراقية التي يصفونها بالطائفية وياتون الى السفارة العراقية لتمشية معاملاتهم من تصديقات والمضحك انها تنجز باسرع من معاملات العراقيين الاخرى ومن جملتهم رعد الهزاع ضابط المخابرات ومدير المدرسة العراقية في زمن الاعوج صدام وعبد الستار المفرجي ضابط المخابرات في سفارة العراق في ماليزيا وفريد الهاشمي ضابط المخابرات في سفارة العراق في المغرب واخرهم البعثي المقيت
علي الجاسم
2012-09-07
حرب على الشيعه والعالم كله ضد الشيعه تعتيم كامل ودعم كامل للارهابيين متى ندرك الخطر الداهم ؟ والحرب مقدره وممونه ومسيره بكل اشكالها من المهلكه الصهيوهابيه القذره وبدعم كامل من الاعراب الانجاس
محمد الوائلي
2012-09-06
لا تدري نفسا ماذا تكسب غدا ولا تدري نفسا باي ارض تموت.الله يرحمهم برحمته الواسعه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك