أقر وزير الخارجية هوشيار زيباري امس الاثنين، خلال جلسة استضافته من قبل لجنة العلاقات الخارجية النيابية بخطأ وزارته عقب منح سفارة بلاده لنظيره التركي سمة الدخول، بحسب مصدر مطلع.
وفيما ذكر زيباري أن وزارته كانت قد رفضت طلبا لأوغلو بزيارة كركوك، وتأجيل طلب زيارته إلى النجف وكربلاء التي كان يروم إدراجها ضمن جدول زيارته إلى العراق، بسبب انشغال رئيس الحكومة بمهمة خارج البلاد، أشار إلى أنه رفض ايضا وساطات قام بها رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الاقليم مسعود بارزاني بشأن السماح لنظيره التركي بالزيارة، مبررا ذلك بأنه لا يريد تحمل وزر "سنة سيئة"، معتبرا الطريقة التي تمت بها الزيارة خرقا واضحا لكل الاعراف الدبلوماسية.
في حين، ذكر أن أعضاء مجلس محافظة كركوك استلموا رسائل نصية على "نقالاتهم" عشية الزيارة موجهة اليهم من قبل المحافظ ورئيس مجلس المحافظة، تفيد بأن مسؤولا مهما سيزور المدينة من دون ايضاحات اخرى، إلا أنهم فوجئوا بوجود اوغلو بينهم.
وفي الوقت الذي ألمح زيباري إلى التفكير بتشديد اجراءات وزارته مع الاتراك مستقبلا، لفت إلى نيتها طرد القنصل التركي في الموصل بسبب استمراره في التدخل بشؤون المحافظة، واقامته تكتلات ذات طابع قومي وطائفي،
وكشف عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن "وزير الخارجية هوشيار زيباري وخلال جلسة الاستضافة التي حضرها امام اللجنة النيابية من اجل ايضاح صورة ملابسات زيارة وزير الخارجية التركي الاخيرة احمد داوود اوغلو إلى العراق، اعترف بارتكاب وزارته هذا الخطأ بعد منح السفارة العراقية في انقرة سمة الدخول".
وأضاف النائب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان "زيباري اوضح أن العرف الدبلوماسي يقضي بمنح الدولة المستضيفة سمة الدخول، وتنظيم برنامج الزيارة، الا أن ما فعله المسؤول التركي كان خرقا واضحا" ولفت الى أن" وزارته قامت بتقديم طلب زيارة الوزير إلى محافظات كركوك والنجف وكربلاء، الا أننا طالبناه بتأجيلها بسبب انشغال رئيس الوزراء بمهمة خارج العراق، فضلا عن اننا رفضنا فكرة زيارة كركوك لحساسية الموقف فيها"
واضاف المصدر أن "رئيس الوزراء التركي اردوغان اتصل برئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ليتوسطا عندي(زيباري) من أجل السماح لاوغلو بزيارة اقارب له في كركوك".
واضاف عضو لجنة العلاقات الخارجية، نقلا عن زيباري قوله "غير اني رفضت كل تلك الوساطات كي لا اتحمل تبعات هذه السنّة السيئة"، نافيا أن "لقاء الوزير التركي الذي قدم بشكل مفاجئ خصوصا وأنني كنت في حينها متواجدا في الاقليم".
ولفت وزير الخارجية إلى أن "اعضاء مجلس محافظة كركوك ابلغوا في وقت متأخر من مساء الليلة التي زار فيها اوغلو المدينة، عبر رسالة نصية قصيرة بعثها كل من المحافظ ورئيس مجلس المحافظة، تنبئهم بأن ضيفا مهما سوف يزور المدينة وعليكم استقباله، الا أن الجميع فوجئ بأن الزائر كان اوغلو القادم تحت حماية حرس الاقليم وبرفقته السفير التركي في بغداد"، مستدركا أن "الاتراك لم يكونوا جاهلين بالاعراف الدبلوماسية، الا أنهم ارادوا توجيه رسالة من خلال هذه الزيارة إلى الحكومة العراقية".
وفي سياق متصل، اضاف النائب ان "الوزير زيباري اطلعهم على أن وزارته تفكر جديا بإعادة النظر بعلاقاتها مع تركيا، من حيث تقديم التسهيلات واحتمال تشديدها مستقبلا"، لافتا إلى أن "الوزارة منزعجة ايضا من تصرفات القنصل العام التركي في الموصل، وهي بصدد التفكير باجراءات طرده في حال استمرار تدخلاته في الشؤون الداخلية للمدينة، واقامة تكتلات قومية وسياسية، فضلا عن دعم اطراف دون اخرى"، في اشارة إلى دعمه لتركمان المدينة.
وفي ذات السياق اصدرت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية بيانا بهذا الخصوص تلقت "العالم" أمس، نسخة منه، جاء فيه أن" اللجنة ركزت خلال استضافة زيباري على محورين اساسين هما زيارة وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو الاخيرة إلى كركوك وتداعياتها واللجنة التي شكلت للنظر بها والنتيجة التي خرجت بها والموقف الحكومي منها، وكذلك الدورة 27 لمعهد الخدمة الخارجية بما يتلاءم مع قانون الموازنة الاتحادية الذي ينص على مبدأ التوازن حسب النسب السكانية للمحافظات".
واضاف البيان أن"رئيس اللجنة همام حمودي شدد على أهمية التكامل والتعاون بين لجنته والوزارة بما يخدم سياسة البلد الخارجية ومن أجل سياسة خارجية واضحة، فيما لم يخف الوزير اصراره على ذلك، معربا عن عميق احترامه لرئيس اللجنة ولاعضائها.
ونفى ان "يكون قد تعامل بفوقية مع اي طلب ورد اليه من اللجنة كما اشاع البعض في الاعلام"، منبها إلى أن "زيباري اشار إلى حق لجنة العلاقات ومجلس النواب بالاستضافة والاستجواب".
وذكر أن "اللجنة اكدت خلال مداخلات اعضائها على ان ما جرى من زيارة للوزير اوغلو يعد تجاوزا لكل الاعراف الدبلوماسية المعمول بها في العالم، كما اعتبرت حرمان بعض المحافظات من القبول في الدورة 27 ظلما لها يجب التوقف عن العمل به إلى حين انصافها".
وتابع البيان أن "زيباري عرض مذكرة الاحتجاج التي سلمتها الخارجية إلى القائم بالاعمال التركي في 3 من اب الماضي والتي نصت على اعتراض الخارجية على زيارة الوزير اوغلو إلى كركوك بدون التنسيق مع وزارة الخارجية والجهات الاتحادية"، معترفا بوجود خلل في الوزارة من جهة منح سمة الدخول للوزير".
يشار إلى ان العلاقات العراقية - التركية تشهد توترا ملحوظا منذ أشهر عدة، ازدادت حدتها في الفترة الأخيرة وخاصة بعد زيارة وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلوا إلى اقليم كردستان ومحافظة كركوك وتصدير حكومة كردستان النفط إلى تركيا من دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد كما تسببت قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المتهم بـ"الإرهاب" ولجوئه إليها بتصاعد الأزمة بين البلدين
https://telegram.me/buratha

