رأى إياد علاوي زعيم القائمة العراقية رئيس حركة الوفاق الوطني العراقي في حديث خاص أدلى به لـ"العالم" أمس السبت من دبي، أن العراق ودول المنطقة تمر بأخطر مرحلة في تاريخها منذ الحرب العالمية الأولى، وأنها مقبلة على متغيرات مفصلية لاسيما إذا أطيح بنظام الأسد، محذرا من استمرار حالة الجمود السياسي في العراق التي لا تفضي سوى الى مزيد من التوتر واراقة الدماء، والتمهيد لولادة دكتاتورية جديدة.
ونفى علاوي مضمون التسجيل الذي بث مؤخرا بشأن انتقاصه من المرجعية الدينية في النجف، وامتدح مواقفها الوطنية، متهما أجهزة الأمن بـ"فبركة" التسجيل. كما نفى "الاقاويل" التي تفيد بتمزق قائمته بسبب تعدد الرؤى واختلاف وجهات النظر فيها مع أنها وصفها بـ"الطبيعية".
في الأثناء أشاد علاوي بثبات مواقف زعيم التيار الصدري، ولم ينف وجود ضغوط أميركية بشأن التنازل عن مشروع سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي. وفيما اعتبر الولايات المتحدة من معارضي المشروع، اتهمها بالاصطفاف مع ايران في سلب حق قائمته بتشكيل الحكومة الحالية.
وكذب علاوي الحديث عن تخلي قائمته عن طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية الهارب، لأنه لم يحاكم بعد ومن المحتمل ان تتم تبرئته، رافضا اطلاق صفة "لاجئ" في تركيا عليه.
وفي الحديث الخاص مع "العالم"، قال علاوي ان "العراق والمنطقة يمران بأخطر مرحلة في تاريخهما المعاصر"، وعدها "أخطر مرحلة بعد الحرب الكونية الاولى، إذ أن الخطر لا يكمن في سبب واحد، وإنما في مجموعة اسباب داخلية تتعلق باخطاء تاريخية، وأخرى خارجية"، مبينا أن "المشهد السياسي في المنطقة آخذ بالتغيير، بما في ذلك المشهد العراقي، خصوصا بعد زوال النظام السوري الذي لا نعرف كيف ومتى سيزول".
وجدد علاوي تحذيره من "استمرار الحال على ما هو عليه في العراق"، منبها الى أنه "سيؤدي الى مخاطر جدية تجلب المزيد من التوتر وإراقة الدماء، وتسهم في نشوء دكتاتورية جديدة".
وأشار الى أن "توصيف ما يحصل بأنه أزمة أمر غير دقيق، فالتغيير الحاصل والمتوقع هو أعمق وأخطر بكثير، كما ان اختزال ما يحصل في العراق بانه أزمة بين طوائف او كتل سياسية، إنما هو تبسيط لحجم الكارثة التي يمر بها العراق والمنطقة".
وذكر رئيس حركة الوفاق الوطني العراقي "لعلي أشير هنا الى بعض المسائل الحيوية كي لا يحصل انفلات اكثر مما هو حاصل الان، إذ أن أهم القواعد الحيوية تكمن في الحفاظ على مفهوم الدولة". وأوضح أن "عناصر الدولة هي السلطة ومؤسساتها والشعب بكل اشكاله والوحدة الجغرافية للبلاد وما تحوي من ثروات"، مشددا على "أهمية المحافظة على التوازن الاقليمي والعالمي".
وأضاف زعيم القائمة العراقية ان "السلطة كمكون اساسي من مكونات الدولة ينبغي ان تقوم على الشرعية (التي تتكون من الدستور والتفويض وكيفية استلام الحكم)، وكذلك على المشروعية (وتعني مجموعة القوانين المستمدة والمعتمدة على الشرعية في حماية المواطنين والاستجابة لهم والى مطالبهم)".
وعن التسجيل الذي انتشر مؤخرا ويظهره وهو ينتقص من المرجعية الدينية في النجف، ووجود تسجيلات أخرى تخص اعضاء في القائمة العراقية، نفى علاوي صحة مثل هذا التسجيل، قائلا "انا لا ابني اجوبتي على اشاعات واقاويل"، وأضاف "هناك تسجيلات غير واضحة الكلام ارسلتها اجهزة امنية استحوذت على موجودات مسكن طارق الهاشمي، ونسبت لي ولآخرين في القائمة"، موضحا أنه "تم تحويل كلمتين او ثلاث بشكل مفبرك ومقصود وبتلاعب، إذ أن ما قيل في الواقع كان ثناء على المرجعية لموقفها النبيل من الوحدة الوطنية وعدم قبولها بالطائفية السياسية، هذا هو ما ذكرته وموجود في التسجيل، وهذا دليل على ان هذه الاجهزة (الامنية) مسيسة وتصنع المعلومات والكلمات بشكل غير مستساغ وموجه لخدمة جهات معينة".
ونفى علاوي وجود معارك حقيقية بين أقطاب القائمة العراقية يمكن أن تؤدي الى تمزيقها، مكذبا "وجود تصريحات متناقضة ومسيئة، إذ لدينا ناطق رسمي باسم العراقية، أضف الى ذلك ان اختلاف الافكار والاراء وتعدد وجهات النظر حق طيبعي". واتهم الاعلام الناقل بـ"المسيس".
https://telegram.me/buratha

