سماحته يؤكد : التكفيريون المجرمون يكفرون كل من يقف في وجههم وهذا ما يحصل اليوم لأهلنا في ألأنبار . السيد الحكيم : نحن طالبنا بشدة أن تكون الثروة النفطية ملك لكل العراقيين بدون أستثناء
أجرى مراسل قناة الحرية الفضائية لقاءا صحفيا مطولا ومهما مع سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم الائتلاف العراقي سوف تبثه مساء الخميس 8/3/2007 . تحدث فيه سماحته عن العديد من القضايا والمواضيع الساخنة التي تهم الوضع العراقي والاقليمي والدولي .. وفيما يلي نص اللقاء :المراسل / بعد أخذ ورد وافقت الحكومة العراقية على عقد مؤتمردولي في العراق ، هل وافقت الحكومة العراقية على عقد المؤتمر بنفسها أم ارغمت على ذلك ، وهل سيحل المؤتمر الوضع الامني أم أن هناك أجندة أخرى ؟
سماحة السيد الحكيم / نحن لازلنا عند موقفنا بأن يعقد مؤتمر دولي أو أقليمي على أساس الشرعية للشعب العراقي وما أنتجته العملية السياسية من برلمان وحكومة ولايمكن أن نتحول عن هذا الموقف لأن التحول خيانة للشعب العراقي ويجب أن نحترم خياراته ، الحكومة العراقية لها قاعدة مليونية والعراق اليوم يعيش مشكلة حقيقية وهذه لها أسباب داخلية وأقليمية ونحن مع أي جهد لأنقاذ الشعب العراقي وسوف نقف الى جانبه ونحترم النتائج والتوصيات التي سترفع ضمن هذا الاطار وأذا لاسامح الله يحاول البعض لان يسعى ليحول المؤتمرباتجاه لا تحترم فيه أرادة الشعب العراقي سوف نقف بقوة ضد ذلك .
المراسل/ما هو الجديد في هذا المؤتمر أذا علمنا أن العديد من المؤتمرات لدول الجوارعقدت منها في شرم الشيخ وفي غيرها كما أن الكتل السياسية عقدت العديد من اللقاءات فيما بينها ؟
سماحة السيد الحكيم/ أذا لم يحدث شيء ملموس فهذا ليس معناه أن نتوقف ، الاستمرار في عقد المؤتمرات واللقاءات مع الشخصيات الرسمية وغير الرسمية سوف يؤثر وهي بالفعل قد اثرت رغم أنها لم تحل المشكلة الاساسية في العراق، هذا المؤتمر يتميز بأنه يعقد في بغداد وهذا يعني الاعتراف بالعملية السياسية وبالحكومة وهو أيضا أعلان بالتضامن ونصرة الشعب العراقي وهذه الرسائل والمفاهيم في مثل هذه الظروف كلها مسائل أيجابية .
المراسل/ هل سيتوقف الحديث في هذا المؤتمر عند المشكلة العراقية أم سيتعداها الى المسائل الاقليمية ؟
سماحة السيد الحكيم/ بالاساس سيكون المؤتمر خاص بالمشكلة العراقية ولكن اذا كانت هناك نتائج ايجابية أخرى بالنسبة للدول المشاركة فهذا شيء مرغوب فيه وعادة حركة الدول فيها مثل هذه المعطيات ، ولكن يبقى هدفنا كعراقيين هو مسألة العراق والوصول الى نتائج تخدم العراقيين.
المراسل/بعض الكتل السياسية العراقية تقول على المؤتمر أن الدول المشاركة فيه سوف تلزم الحكومة العراقية لاعادة التوازن السياسي في العراق .. فماهو رأيكم ؟
سماحة السيد الحكيم/ هذه الحكومة هي حكومة المشاركة الوطنية ونحن نعتقد أن القليل من الحكومات في العالم لها مثل هذه المشاركة من جميع الكتل والمكونات .
المراسل/ بعض المشاركين في الحكومة يشعرون بالتهميش ؟
سماحة السيد الحكيم/ هذا أحساس غير واقعي بدليل هذا الوجود وهذه المناصب والمواقع المهمة التي يتبوئونها ومع هذا التنازل أو الايثار الذي حصل من قبل قائمة الائتلاف الموحد وكل هذا يدلل على الشركة الحقيقية ، أما أذا كان المقصود هو أن يتوقع البعض أن يكون حاكما فهذا الشيء لن يحدث في العراق الجديد .
المراسل/ البعض يشكك في نوايا أمريكا في العراق من حيث أنها لم تسقط النظام لتسلمه للشيعة ، كيف تنظرون الى هذه المسألة ؟
سماحة السيد الحكيم/ لاأريد أن أناقش موقف أمريكا ، نحن نقول شيء آخر أولا أن الذي أسقط النظام ليس امريكا وأنما الشعب العراقي بعد أن جاهد وضحى لأكثر من ثلاثة عقود ونصف قدم خلالها تضحيات هائلة وهذا شيء واضح ومعروف ، نحن ندرك جيدا أن الشعب هو الذي أسقط النظام عندما نتحدث عن الانفال وعن 180000 ضحية وعن مئات الآلاف من المشردين وعندما نتحدث عن حلبجة واستعمال الاسلحة الكيميائية وعن ضحايا الاهوار والمقابر الجماعية وضحايا الانتفاضة وعندما نتحدث عن البيشمركة وبدر وهذه كلها تضحيات هائلة حصلت نتيجة المواجهة بين الشعب والنظام وهي أدت الى أضعاف النظام وعزله الى حد كبير عندها جاءت أمريكا واستفادت من هذه الفرصة وأزالت النظام ، ثانيا المعادلة الجديدة التي نريد بناء العراق على أساسها هو الرجوع الى الشعب وهو الذي يقرر مصيره واختيار الحكم والحاكم ،هذا الامر لم يحصل بين ليلة وضحاها حيث وضع العقلاء برنامجا متفقا عليه بين مكونات الشعب المختلفة وحصل نوع من أنواع التوافق أي بمعنى أن الشعب أختار الديمقراطية .
المراسل/ في موضوع مشاكل بناء الدولة الحديثة ، هناك بعض المحللين السياسيين العرب يحاولون أقناع أمريكا أن الشيعة لايمكنها بناء دولة وليس عندهم خبرة ويتهمون الحكومة بأنها تفكر بعقلية المعارضة والانتقام من أعداء الامس ، ماذا تقولون ؟
سماحة السيد الحكيم / من الطبيعي أن نسمع مثل هذه الاتهامات من الذين حاربونا وقتلونا لعقود من الزمن وخصوصا في العقود الاخيرة ، الجرائم لم يرتكبها صدام فقط بل هناك تيار كبير على شاكلته ، وبعدما تغيرت المعادلة من الطبيعي أن ينهجوا مثل هذه التوجهات وغيرها واليوم أيضا يتابعونا أيضا بالسيارات المفخخة ويقتلون الابرياء وكان في مقدمة من قتلوهم شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله عليه) وغيرهم من أبناء الشعب العراقي ،أما مسألة أننا نتعامل بعقلية المعارضة فهذا الشيء غير صحيح لأنه يوجد برلمان وقوانين ودستور أنجز ، بالتاكيد الظروف التي نمر بها صعبة ويوجد من المتصدين الفعليين ممن تنقصهم الخبرة الكافية وعلينا اعطاءهم الفرصة الكافية ويستعينوا بالمستشارين وهذا الشيء موجود في كل دول العالم حيث أن كثير من الرؤساء يتم أنتخابهم وليس عندهم الخبرة الكافية ورغم ذلك نراهم يتحملوا مسؤولية الحكم . أما الانتقام فهذا الشيء مرفوض ولايؤدي الى نتيجة وبالعكس فأن الصفح والتغاضي وهذا ما كان عليه موقف المرجعيات الدينية التي حظرت كل تعامل من هذا القبيل ورأت بدلا من ذلك أللجوء الى القانون ، نحن نريد بناء عراق ليس له نظير ومن الطبيعي أن نواجه المشكلات .
المراسل/ البعض يرى الاهتمام بالفكر الشيعي بدأ بعد أنتصار الثورة الايرانية ولكن بعد سقوط الديكتاتورية بدأ التشويه ضد الفكر الشيعي وصدرت عشرات الكتب والمنشورات تشكك بنواياهم ووصفهم بالصفويين ، ماهو رأي سماحتكم ؟
سماحة السيد الحكيم / السبب في ذلك هو التحول الذي حصل في العراق والتغيير الذي طال المعادلة السابقة التي كانت تحكم العراق حيث مجموعة تحكم قبضتها الحديدية وتنتهج منهج الديكتاتورية ضد الاغلبية , اما اليوم فالمرجع هو الشعب ، ومن الطبيعي أن يكون لهؤلاء الناس موقف من ذلك وكان في مقدمة هؤلاء الزرقاوي الذي اعلن صراحة بعد فاجعة النجف الدامية في رسالته المشهورة أهدافهم الخبيثة في ايقاع حرب طائفية في العراق وشن لهذا الغرض حرب ابادة ضد الشيعة وغيرهم في سابقة ليس لها مثيل في التاريخ ، كما ان هناك كتب منشورة على الانترنيت تعمل على تكفير الشيعة وباقي مكونات الشعب العراقي ويكفرون كل من يقف في وجههم وهذا مايحصل اليوم لأهلنا في الانبار ، ونحن نرى أن يقابل ذلك بحالة من التعقل ، والشيعة ليس أناس جيء بهم اليوم الى المنطقة بل يرجع ذلك الى قرون متمادية ، كما أن بعض عشائرنا يمتد جذورهم الى آلاف السنين ونحن السادة مثلا أصلنا من الحجاز ، نحن لانريد مكروه لأحد ولانية للعراقيين في التعدي على أحد بل نريد أن نتعايش مع الآخرين .
المراسل/ هناك من يتهم الائتلاف باعتباره الاغلبية في البرلمان ببناء الجيش ومؤسسات الدولة على أساس طائفي ، ماهو تعليقكم ؟
سماحة السيد الحكيم/ هذه اتهامات غير صحيحة ومغرضة فمن الفروض أن نبحث عن الكفاءات والمتعلمين في أدارة مؤسسات الدولة وأن يكون العمل وفق القانون ونحن أحرص الناس وأكثرهم تمسكا بالقانون ومن أوائل ايام سقوط النظام نوصي ونعمل على ضرورة الالتزام بالنظام والقانون ، كما أن السيد السيستاني (أدامه الله) دأب على اصدار التوجيهات للالتزام بالقانون والنظام وأن تكون هي الاساس في بناء الدولة في المقابل يسعى الاعداء لايقافنا عن هذا الهدف .
المراسل/ بالنسبة الى موضوع المصالحة وعندما أطلق السيد رئيس الوزراء مشروع المصالحة رأى العديد من المراقبين أن المصالحة يجب أن تكون بين الائتلاف والتوافق حيث يشهد الشارع العراقي توترات بسبب ذلك ماذا تقولون ؟
سماحة السيد الحكيم/ من الطبيعي أن يكون لكل كتلة رؤيا تختلف بشكل أو بآخر عن رأي الكتلة الاخرى ومع هذا نحن أتفقنا على 33 نقطة وشكلت الدولة العراقية وحكومة الشراكة الوطنية على أساسها وهذه النقاط معروفة ، لازلنا في ابحاثنا الداخلية عندما نجلس كأخوة من الممكن أن تراجع هذه النقاط ، الشعب بكل مكوناته لاتوجد بينه حالة من التصادم . الذين يخرجون على القانون لامصالحة معهم ، يرى البعض أنه توجد ضدهم حالة من التهميش والحكومة سحبت هذه الادعاءات بالمصالحة وقامت بالتشاور مع كل الفرقاء للوصول الى نتائج وليتضح للجميع أن العراق للجميع وثرواته للجميع ومرجعياته للجميع والحرية للجميع وكل عراقي له الحق في أن يعيش ويستثمر ويستفيد من خيرات العراق .
المراسل/ ولكن قادة الكتل يصرحون على غير ذلك ولاتشير تصريحاتهم الى مثل تلك الاتفاقات ؟
سماحة السيد الحكيم/ هي حالة من الحالات ألمرضية مبتلى بها (مع الاسف) بعض الاخوان ولكنهم لايواجهونا بها عندما نجلس ونجتمع بهم .
المراسل/ يجري الحديث عن تعديلات في قانون أجتثاث البعث يقال عنها أنها أسوأ من القانون نفسه ، ماهو رايكم بهذه التعديلات ؟
سماحة السيد الحكيم/ نحن نعتقد أن البعث العراقي كان العدو الاول للشعب العراقي واليوم هو العدو الاول ايضا وسيبقى كذلك اذا بقي لأنه أرتكب كل الجرائم في الماضي واليوم هو الحاضنة الحقيقية للقاعدة ،لذا كان من المفروض أن لايبقى في العراق حزب البعث الصدامي ، أما من انتمى للحزب بشكل اضطراري فنحن لانريد أن يتضرر الغالبية العظمى من العراقيين لأن هناك من ظلمهم النظام في انتماءهم للحزب ونحن ندافع عنهم كما ندافع عن المظلومين ، أما المجرمين الذين يؤمنون بهذا الفكر فيجب محاسبتهم على جرائمهم . اليوم عاد أكثر من 100000 منتسب من الجيش السابق بقرار حكومي ولايوجد أحد أعترض أو كان له موقف سلبي تجاه القرار.
المراسل/ ألا تجدون تعارضا بين موقف المرجعية الدينية والسياسية وخصوصا الشيعية ؟
سماحة السيد الحكيم/ المرجعيتان كل واحدة تعمل وفق ما تقتضيه مصلحة الامة ، والمرجعية الدينية أوجبت أطاعة الدستور وهي دائما تدعو الى الالتزام بالقانون والنظام وهي بذلك تسير الى جانب المرجعية السياسية في الدعوة لخدمة مصالح الشعب والسهر على راحتهم .
المراسل/ البعض ينظر الى الفيدرالية وكأنها تقسيم للعراق وأعداء العراق يشككون بنوايا تشكيل الاقاليم ويعتبرونه أستحواذ على السلطة ؟
سماحة السيد الحكيم / هذا غير صحيح ، نحن طالبنا بشدة على تثبيت أن تكون الثروة النفطية ملك للعراقيين جميعا حتى يشعر الجميع أنها ملك لهم . أما مسألة الفيدرالية فهذا الموضوع طرح قبل كتابة الدستور ، والفيدرالية نوع من أنواع الادارة والحكم وهو يطبق في كثير من دول العالم كما أن الكثير من شرائح الشعب ترى في الفيدرالية بأنها الطريق الوحيد الذي يرفع عنها التعدي والضيم الذي لحق بها في السابق ، أضافة الى ذلك نحن قلنا بأن الشعب هو الذي يقرر والشعب صوت لصالح الدستور وبالتالي لصالح الفيدرالية التي تضمنها الدستور ، أما أقامتها فسوف نطرح وجهة نظرنا في هذا الموضوع وفي حجم الاقاليم ، هذه هي رؤية الائتلاف ويسعى الى تنفيذها ولكن بعد موافقة الشعب .
المراسل/ توجد في السليمانية حسينية بأسم الامام الحكيم ، وفي أربيل يوجد شارع بنفس الاسم ، واليوم نرى علاقة خاصة تربطكم مع السيد جلال الطالباني وبقية القيادات الكردية ، ماذا يعني كل ذلك ؟
سماحة السيد الحكيم/ العلاقة ابعد من ذلك فهي علاقة أبناء الوطن مع بعضهم ، منذ عام 1914 عند مواجهة الاحتلال الانكليزي وعندما كان الوالد السيد محسن الحكيم (رحمه الله) في قيادات الجماهير الثائرة حينها تعرف على مجموعة كبيرة كان يقودها محمود الحفيد وتطورت العلاقة عندما تعرض الكرد للظلم والاضطهاد فكان للسيد الحكيم مواقف دينية وعقائدية للدفاع عن الاكراد وكان لها تأثيرها الايجابي الكبير حيث أفتى بحرمة قتال الكرد ، وتعمقت العلاقة بعد ذلك حيث شهدت فترة الثمانينات القيام بمشاريع سياسية وعسكرية بيننا واستمرت لحد ليوم ، وبعد سقوط النظام الصدامي تعمق التحالف الكردي الشيعي الذي كان له دور كبير في أسقاط النظام وبناء العراق الجديد والمعادلة الجديدة للحكم .
المراسل/ هناك حديث عن تشكيل جبهة سياسية جديدة يساهم فيها حزب الفضيلة ، ألا تتوجسون أنقسامات داخلية في الائتلاف ؟
سماحة السيد الحكيم/ الائتلاف العراقي قوي ومتماسك والقوى الداخلة فيه تسعى للحفاظ على قوته من أجل مصلحة العراقيين وكذلك مصلحة الجميع كما أنه يوجد حرص كبير في هذا السياق.
المراسل/ ماهو رأي سماحتكم في الاعلام العراقي ؟
سماحة السيد الحكيم / الوضع الاعلامي في العراق لامثيل له في الوطن العربي ، هذا الكم الهائل من الفضائيات والصحف والتلفزيونات الارضية لم نرى له سابقة والشعب العراقي شعب واع وأصيل وعندما تسنح له الفرصة يحقق نتائج باهرة على الرغم من أنه لم تكن له تجربة في ظروف صعبة كهذه ،ونحن نسمع ونشاهد دائما سقوط ضحايا من الاعلاميين وهذا شيء يؤسف له ونستنكره ونتألم عليه ، اليوم الاعلام في العراق مهمته الدفاع عن العراق مقابل الاعلام الظالم المحرف للحقائق والذي يسعى الى التصادم الاجتماعي ،الاعلاميين العراقيين يتحملون كل هذه المصاعب ونحن نشيد بهم ونتمنى لهم كل التوفيق حتى يواصلوا الطريق ويعكسوا الصورة الحقيقية للتعريف بالعراق والعراقيين .
https://telegram.me/buratha