الأخبار

العيد في كربلاء.. مناسبة لا تحظى باهتمام الاغلبية


مثل سائر المسلمين العراقيين تفرد الأسرة الكربلائية للعيد مكانة خاصة تميزه عن سائر أيام السنة الأخرى. فالاستعداد للعيد يسبقه بأيام ويبدأ بشراء الملابس الجديدة والتهيؤ لتبادل الزيارات مع الأقرباء والاصدقاء إلا ان هذا لم يجعل من هذه الايام ايام مرح وفرح لأسباب اختلفت من منطقة الى اخرى في كربلاء كان في مقدمتها زجام المدينة وتوافد الزائرين عليها وأخرها غياب المتنزهات والحدائق العامة المناسبة .

(الوكالة الاخبارية للانباء) تجولت في شوارع المدينة واستطلعت اراء المواطنين في العيد . يقول ارشد مهند (20عاما) : ان العيد تراجع، خلال السنوات الاخيرة، من كونه مناسبة اجتماعية مفعمة بمشاعر المودة والمحبة، وتحول إلى مناسبة لا تحظى بالاهتمام من قبل عدد ليس بالقليل من الناس بسبب عدم وجود برنامج للاحتفال به سوى صلاة العيد وزيارة القبور ومعايدة كبار العائلة وهذا كله في اول يوم من العيد .

اما محمد خالد (55عاما ) فيقول : ان العيد تغير عما كان عليه سابقا فعلى بساطته كان احلى بكثير من الان .

ويتابع خالد : كان العيد له مراسيم خاصه ومنهاج خاص اذ كانت للاطفال في كل منطقة يسكنونها مجموعة من الالعاب البسيطة مثل المرجوحة المصنوعة الاطارات القديمة او جذوع النخيل وهناك العربات التي يجرها الحصان ويركب بها الاطفال متجولين بالمدينة يصفقون ويغنون وهناك ايضا دولاب الهواء البسيط المكون من ثلاث او اربع عربات فقط ويدار باليد .

اما باسم محمد (45عاما) فيقول : ان قناعات الاطفال تغيرت هي الاخرى فعلى الرغم من وجود بعض المتنزهات الصغيرة في المساحات الفارغة في الاحياء السكنية الا ان الاطفال لا يرغبون الا بمدن الالعاب او قاعات الالعاب الالكترونية .

ويضيف محمد: ان كربلاء تفتقد الى مدن الالعاب ولا تمتلك سوى مدينة العاب اهلية وصغيرة لا تتناسب مع سكان المدينة والوافدين اليها وهناك متنزه في قلب المدينة كبير وجميل الا انه لا يحوي العاب كهربائية والزحامات التي فيه جعلت الناس تنفر منه .

الحاجة ام جواد (60عاما) استذكرت بعضا من عادات وطقوس العيد التي كانت سائدة أواسط القرن الماضي، مثل صناعة حلويات العيد في المنازل، وركوب الدواب أثناء ايام العيد سعيا وراء المتعة ، وتابعت ام جواد : وهناك عادات أخرى تسبق العيد بساعات اذ كنا قبل اربعين عاما نضع الحناء بأيدينا ليلة العيد وتلفه الأمهات بقطعة قماش حتى لاينزاح عن أكفنا ونحن نيام والصغار من كلا الجنسين كانوا يضعون الحناء، ويتباهون صباحا بشدة احمرار أكفهم .

مستذكرة: ومن عادات العيد الاخرى، ما كانت تعرف بيضة العيد، وقد نسيت هذه العادة تماما منذ سنوات ولم يعد لها وجود حاليا، وهي تتمثل بحرص الأسر على تقديم البيض المسلوق لأفرادها بعد معالجته ببعض الألوان، قبل ان يتم توزيع حلويات العيد"الكليجة" عليهم، ويكون لكل صغير بيضة قد يختلف لونها عن الوان البيض عند اقرانه .

كما ويتذكر كبار السن من الكربلائيين، العيد في أواسط القرن الماضي، بحسرة مؤكدين أن الحميمية التي كانت تسود أجواء العيد في تلك الفترة، كانت أشد مما هي عليه اليوم.

يقول سالم هادي (65 عاما ) : أن الناس كانوا يتزاورون ويحرصون على التواصل خلال العيد بعكس الحال اليوم، مؤكدا أن : أبهى ما يميز العيد هو الأجواء الاجتماعية التي تتشكل باجتماع الناس وتزاورهم ، وكما تغيرت الكثير من الاشياء والعادات بمرور الزمن، بدا أن اعتماد الاسر الكربلائية على الحلويات المصنعة في الافران، قد أنساها ما كانت تعده في البيت مثل الكليجة، فبينما كانت "الكليجة" هي أشهر حلويات العيد قبل عشرات السنين، بدا أن هذا النوع من الحلوى المنزلية قد اختفى إلى حد كبير وتم الاستعاضة عنه بالحلويات التي تصنع في الافران أو تباع جاهزة في المحلات الخاص.

ويضيف هادي: ولم يقتصر التغيير على أنواع الحلوى أو علاقات الناس ببعضهم، ففيما يسرع الصغار اليوم نحو الالعاب التي نصبت في الحدائق العامة، مثل دواليب الهواء وسيارات التصادم والطائرات ، كان الصغار قبل عشرات السنين يجدون في ركوب الحمير منتهى المتعة،موضحا :أن المزارعين من أصحاب البساتين القريبة كانوا يأتون بحميرهم إلى المدينة أيام العيد ليقوموا بتأجيرها للصغار لقاء نقلهم من مكان لآخر.

المحظة الاخيرة كانت بعض العوائل في متنزه الحسين الكبير والذين اكدوا (للوكالة الاخبارية للانباء) : ان زحامات الزائرين القادمين الى كربلاء فرضت اجراءات مرورية مشددة وقطع للطرق احيانا كثيرة يكون غير مبرر لذلك عكفت اغلب العوائل على البقاء في المنازل .

ويبين ابراهيم علوان (50عاما ) : لابد من توفير مساحات للمتنزهات للعوائل الكربلائية لان كربلاء اليوم لا يوجد فيها متنزه يليق بمكانتها السياحية ولان الحياة تطورت في كل المجالات وللاسف حتى العيد تغير بفضل هذه التكنلوجيا ولكن الى الاسوء فحتى التلفاز لم يعد يجذب المشاهد في العيد اذ لاشيء جديد فيه ننتظره بالعيد .

ويختم علوان: بعدما كان التزاور هو الوسيلة المثلى للتواصل والتعبير عن الحرص على العلاقات الاجتماعية ولاسيما خلال العيد، من المواطنين هناك من بات يعتقد اليوم ان بإمكانه التعبير عن محبته للآخرين برسالة قصيرة يبعثها من خلال هاتفه النقال أو بريده الألكتروني، ويرى هذا كافيا للتعبير عن الحب والتقدير وهذا قمة في التراجع بالعلاقات الاجتماعية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك